سؤال وجواب

معلومات-عن-معجم-العين


المعاجم العربية

المعجم لفظ مشتقّ من العجمة وتعني الإبهام وعدم الإيضاح، ومنها اشتق لفظ المعجم ليطلق على الكتاب الذي فيه تبيان وتوضيح لكل مبهم معجم في معناه، فالمعجم هو مرجع يشتمل على مفردات لغة ما مرتبة عادة ترتيبًا هجائيًا، مع تعريف كل منها وذكر معلومات عنها من صيغ ونطق واشتقاق ومعانٍ واستعمالات مختلفة[١]، ولعل من أبرز المعاجم العربية معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي والمعجم الوسيط، والمنجد وتاج العروس والمعجم المحيط للفيروزآبادي، وهي تختلف في طرق استخدامها وتصنيفها للكلمات، إلا أن أحدثها وأيسرها استخدامًا في الحاضر هو المعجم الوسيط.[٢]

أنواع المعاجم العربية

تقوم المعاجم بإزالة الإبهام والعجمة عن كلّ ما هو غامض أو غير بائن من لفظ أو معنى أو صورة أو تركيب، وبذلك تكون المعاجم قد تعددت أنواعها واختلفت تبعًا لاختلاف وظائفها المعرفية وقيمتها العلمية التي تقدمها للقراء، وهي على النحو الآتي:[٣]

  • معاجم اللغة: ومنها معجم العين والمعجم الوسيط، وهي تقوم بشرح ألفاظ اللغة وتفسيرها كما تبين كيفية ورودها في الاستعمال بعد أن ترتبها في نمط معين ليسهل الوصول إليها، فقد رتبت بعضها تبعًا لثلاثة مناهج هي:[٤]
    • الترتيب الصوتي: وتكون الألفاظ فيها مرتبة وفقًا لمخارج الحروف، مثل معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي.
    • الترتيب الهجائي الألف بائي: وتتبع هذه المعاجم منهج التقليبات الهجائية وتبدأ بحرف الهمزة، وهو منهج ابن دريد في الجمهرة.
    • ترتيب مدرسة القافية: وفيها يتخذ الحرف الأخير من الكلمة بابًا والحرف الأول فصلًا، وهو المنهج الذي اتبعه الجوهري في معجمه تاج اللغة وصحاح العربية، وسار على نهجه ابن منظور في معجم لسان العرب.
    • الترتيب الهجائي السلس: وهو المنهج الذي اتخذته المعاجم الحديثة كمعجم الوسيط، وترتب فيه الكلمات وفقًا لباب الحرف الأول وفصل الحرف الثاني فالثالث.
  • معاجم المعاني: وهي التي ترتب فيها الألفاظ وفقًا لمعانيها وموضوعاتها ومنها المعجم المخصص لابن سيده.
  • معاجم المصورة: وهي المعاجم التي تلجأ لاستخدام الصور لتجسيد الحسيات وتوضيح المقصود بالألفاظ من خلالها وقد بدأ هذا اللون من المعاجم بظهور معجم المنجد سنة 1908.
  • معاجم التخصص: وهي المعاجم التي تجمع ألفاظًا تختص بعلم معين أو فن ما ومصطلحاته كالمعاجم الطبية والموسيقية.
  • المعاجم الاشتقاقية والأصولية: وهي المعاجم التي تبحث في أصول ألفاظ اللغة وتتبع أصل منشأها أعربية هي أم فارسية أو غيرها، ويعد معجم العين من المعاجم التي توظف هذه الخاصية.

معجم العين

يعد معجم العين أول معجم عربي وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي واضع علم العروض الشعري، وقد سعى من خلاله أن يتتبع أثر التطور اللغوي الاجتماعي والاشتقاقي وقد أبدى لذلك اهتمامًا بالغًا بلغة الأمصار والعامة كما أنه لم يترك اللهجة البدوية دون أن ينسبها لقبائلها، وقد كان معجم العين مصدرًا من مصادر اللغة والأدب، إذ تضمن الكثير من الشواهد القرآنية والشعرية، وقد ارتكز الفراهيدي في ترتيب ألفاظه وتنظيمها على الأصوات ومخارج الحروف، فقام بتجريد الكلمات من زوائدها، ثم عمد إلى ترتيبها وفقًا لمخارج أوائلها مبتدئًا بأبعدها مخرجًا في الحلق وحتى أقربها مخرجًا من الشفتين، كما أنه قد عمد لتقليب الكلمات في أوجهها المختلفة حتى ما كان منها غير مستخدم في اللغة، وقد صنف لكل حرف كتابًا فمعجم العين يضم كتبًا بعدد حروف الهجاء. [٥]
وقد نظر بعض اللغويون إلى ترتيب الخليل الفراهيدي لحروفه في معجم العين بدءًا بالعين على أنه لم ينتبه لبعد مخرجه، إلا أنه لم يكن من النوع الذي قد تفوته مثل هذه الملاحظة، ولم يكن ابتداءه بأبعد الحروف مخرجًا إلا لأنه استغلظ الابتداء بالألف نظرًا لكونها من حروف العلة، ولم ييتقبل فكرة تجاوز الألف والابتداء بما بعدها، ووصل إلى أن الأفضل يحتم عليه البدء بأبعد المخارج، وقد علل ذلك قائلًا: لم أبدأ بالهمزة لأنها يلحقها النقص والتغيير والحذف ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء كلمة، ولا بالهاء لأنها مهموسة خفية، فنزلت إلى الحيز الثاني فوجدت فيه العين والحاء، فوجدت العين أنصع الحرفين فابتدأت به ليكون أحسن في التأليف، وبالتالي فإن كلام الفراهيدي يكشف عن أن ترتيبه للحروف في معجم العين لم يكن محض صدفة أو خطأ، إنما كان عن إمعان وتفكير طويل.[٦]

خصائص معجم العين

بدا معجم العين فريدًا من نوعه نظرًا للأسلوب التصنيفي الجديد الذي اتخذه الخليل بن أحمد الفراهيدي في ترتيب معجمه، حيث منحته خاصية الترتيب الصوتي للحروف الكثير من الميزات والخصائص، ولعل من أبرزها:[٧]

  • الترتيب والتنظيم والتبويب، حيث يسهل على الباحث الوصول إلى المعلومة اللغوية المطلوبة من معانٍ واشتقاقات.
  • وفرة المعلومات الصوتية والتأصيلية والصرفية والنحوية.
  • التمييز بين المفردات الدخيلة والمعربة والأصيلة، والمشتقة منن اللهجات واللغات الأخرى.
  • الثروة الاستشهادية التي يحملها معجم العين في فحواه، نثرًا وشعرًا وقرآنًا وحكمًا وأمثالًا.
  • التشعب المعرفي الذي يزخر به معجم العين قد يربك الباحث ويصرفه عن المهمة الأساسية للمعجم.

المراجع[+]

  1. أكوس ياسن، ألف تجهيا سيتيادي (د.ت)، تاريخ نشأة المعاجم العربية (الطبعة د.ط)، تنزانيا: جامعة دار السلام كزنتور، صفحة 17.
  2. "معجم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-21-2019. بتصرّف.
  3. إميل يعقوب (1985)، المعاجم اللغوية العربية بداءتها وتطورها (الطبعة الثانية)، بيروت: دار العلم للملايين، صفحة 15. بتصرّف.
  4. "ترتيب المعجم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  5. فطيمة بوشريط، نادية زكنون (2013)، دور معجم العين في تنمية الرصيد اللغوي (الطبعة د.ط)، الجزائر: جامعة أوكلي محند أولحاج، صفحة 10. بتصرّف.
  6. قدور بن نابي (2011)، التأثيلية في معجم كتاب العين (الطبعة د.ط)، الجزائر: جامعة وهران، صفحة 129. بتصرّف.
  7. سارا الزهراني (2015)، الكليات والأصول اللغوية في معجم العين دراسة وصفية تحليلية (الطبعة د.ط)، السعودية: جامعة أم القرى، صفحة 4. بتصرّف.