سؤال وجواب

قصة-إسلام-النجاشي


الهجرة إلى الحبشة

عندما يشعر المرء بالاضطهاد في أي عصرٍ وأيِّ زمانٍ ومكان بسبب أفكاره وعقائده فإنَّه لا يفكر سوى بالخروج لينجو بنفسه وعائلته ويُتابع ما بدأه، لكنَّ الهجرة في عصر النبي -عليه الصلاة والسلام- كانت تختلف كل الاختلاف عن الهجرة الحالية فوقتها هاجر المسلمون ليحموا الدعوة؛ فلا بدَّ من حاضنةٍ هادئةٍ يستطيعون من خلالها أن يدعوا لعبادة الله وحده لا شريك له، ففكر النبي بالخيارات أمامه فكان أفضل خيار هو الحبشة لأنَّ فيها ملكٌ لا يُظلم عنده أحد، فكان ذلك وتمَّ أمر هجرتهم ولا بدَّ من الحديث عن ملكهم النجاشي وقصة إسلام النجاشي.[١]

النجاشي

إنَّ من أصعب القرارات التي من الممكن أن يتخذها المرء هي مفارقة أرضه التي وُلد فيها ونشأ عليها ليذهب إلى بلدٍ هي أقل من بلده فيكون فيها غريبًا بعيدًا عن الأماكن التي نشأ فيها لكن ذلك كله يهون في سبيل المحافظة على دعوة الله وحده لا شريك له، وكانت من أولى الخيارات التي اتّخذها رسول الله للمسلمين هي هجرتهم إلى الحبشة لأنَّهم يدينون بالمسيحية التي هي الأقرب إلى الإسلام ومن ثمّ فإنَّ ملكها عادل لا يظلم أحدًا وكان ذلك الملك هو أصحمة بن أبحر النجاشي واسمه باللغة العربية عطية وأمّا النجاشي فهو لقبه إذ كان يُطلق على ملوك الحبشة اسم النجاشي كما على ملوك الروم قيصر وملوك عمرو بن العاص قبل أن يمنّ الله عليه بالإسلام ويطلب من النجاشي تسليمه المسلمين، فيقف الفريقان في مناظرةٍ أمام النجاشي فعمرو بن العاص في جهةٍ وجعفر بن أبي طالب في جهة أخرى، ويبدأ جعفر بقوله: "أيّها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه دعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام"

فيتأمل النجاشي ذلك القول ويُقلّبه في عقله محاولًا أن يجد تفسيرًا له وكان عالمًا بدين النصرانية وعيسى والأنبياء من قبله فيطلب من جعفر أن يتلو عليه شيئًا من القرآن ليبدأ جعفر بقراءته من سورة مريم: {كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}[٣] حتى يصل إلى قوله تعالى: {قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا}[٤] فشاء الله أن يدخل نور الإيمان إلى قلبه ليرفض تسليم المسلمين ويؤمن بالله العظيم ليحق الله الحق بكلماته ولو كره الكافرون وفي ذلك تمام الحديث عن قصة إسلام النجاشي.[٥]

المراجع[+]

  1. "التفكير في الهجرة إلى الحبشة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-01-2020. بتصرّف.
  2. "النجاشي أول ملوك العجم إسلاما "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-01-2020. بتصرّف.
  3. سورة مريم، آية: 1،2.
  4. سورة مريم، آية: 20،21.
  5. "نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة "، lite.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-01-2020. بتصرّف.