السياحة-في-قبرص
قبرص
"ورقة ذهبية خضراء في وسط البحر" هكذا وصف الشاعر القبرصي اليوناني ليونيداس جزيرة قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط التي تشتهر منذ العصور القديمة بثروتها المعدنية والجمال الطبيعي، تقع قبرص على مفترق طرق ثقافي وتاريخي بين قاراتي أوروبا وآسيا، وساعد هذا التاريخ على إنعاش السياحة في قبرص حيث يعود أول نشاط إنساني فيها لأكثر من 10 آلاف عام، مما أعطاها مزيج تاريخي وثقافي رائع لطالما جذب السواح من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى ذلك الأثر الذي أدخله تاريخ قبرص في الحروب والاجتياحات، كانت السياحة في قبرص أحد أهداف الكثير من محبين السفر لمختلف الاهتمامات منها قضاء شهر العسل أو مراقبة الطيور أو دراسة الفن المتعلق بالحضارة الإغريقية.[١]
المناخ في قبرص
تتمتع قبرص بمناخ شبه استوائي البحر الأبيض المتوسط وشبه جاف في الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة مع فصل شتوي بدرجات حرارة مقبولة مع هطول الأمطار خلاله على الساحل، ودافئة إلى حارة خلال فصل الصيف، والجدير ذكره أيضًا أنه لا يحدث تراكم للثلوج إلا على قمم جبال ترودوس، ويهطل المطر بشكل رئيس في فصل الشتاء، وترتفع درجات الحرارة في فصل الصيف إلى معدلات تعد مقبولة للسياحة الخارجية.[٢]
وهذا التنوع المناخي خلال العام ساعد على تنشيط السياحة في قبرص، حيث إنها تتمتع بواحد من أحر المناخ في الجزء المتوسطي من الاتحاد الأوروبي، ولأن للصيف الحصة الأكبر من أشهر السنة حيث يستمر الصيف حوالي ثمانية أشهر بدءًا من إبريل، وتنتهي في نوفمبر مع أن درجات الحرارة في الأشهر الأربعة المتبقية تتجاوز في بعض الأحيان 20 درجة مئوية وحقيقة وصول درجات الحرارة في شهري يوليو وأغسطس على الساحل، يكون متوسط درجة الحرارة عادة حوالي 33 درجة مئوية يجعل السياحة في قبرص وجهة مهمة للباحثين عن قضاء الصيف على شط البحر و تحت اشعة الشمس.[٢]
تاريخ قبرص
يهتم الكثير من قاصدين السياحة في قبرص الى معرفة المحطات التاريخية في العصور المختلفة التي عايشتها قبرص حيث يؤكد موقع اتكريمنوس ، مهجع حجري يقع على الساحل الجنوبي، إلا أن أول نشاط بالصيد كان في الجزيرة من حوالي 10،000 سنة قبل الميلاد، وفي -العصور الوسطى أصبحت قبرص جزءًا من الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو الإمبراطورية البيزنطية وفي ظل الحكم البيزنطي، عزز التوجه اليوناني الذي كان بارزًا منذ العصور القديمة الشخصية المسيحية الهلنستية القوية التي لا تزال سمة مميزة للمجتمع القبرصي اليوناني وأعطته هذا الطابع.[١]
تنقلت أحداث قبرص التاريخية ما بين الحكم العثماني والحكم البريطاني، حيث إنه في عام 1570 أدى الهجوم العثماني الذي عرف عنه بأنه واسع النطاق وكان قوامه حوالي 60.000 جندي إلى جعل الجزيرة تحت السيطرة زيورخ ولندن بين المملكة المتحدة واليونان وتركيا.[١]
قام ديميتريوس أيانيدس بتنفيذ انقلاب في قبرص في 15 يوليو 1974 لتوحيد قبرص مع اليونان مما أتاح الفرصة للقوات التركية بالتدخل بحجة الحفاظ على النظام الدستوري، وبالتالي إعادة احتلال الناطق الشمالية من قبرص وبعد استعادة النظام الدستوري في ديسمبر 1974، بقيت القوات التركية تحتل الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة. في عام 1983، أعلن زعيم القبارصة الأتراك جمهورية شمال قبرص التركيTRNC ، والتي تعترف بها تركيا فقط.[١]
تضاريس وجغرافية قبرص
تأتي جزيرة قبرص بالنسبة للمساحة والسكان من جزر البحر الأبيض المتوسط، بعد الجزر الإيطالية صقلية وسردينيا، كما أنها تحتل المرتبة الثمانين في العالم من حيث المساحة، يهيمن على الشكل التضاريس للجزيرة سلسلتان جبليتان، جبال ترودوس وسلسلة كيرينيا الأصغر، والسهول الوسطى التي تشملها والجدير بالذكر أن قمة جبل أوليمبوس تعد أعلى قمة في قبرص على ارتفاع 1952 مترًا 6440 قدمًا، وتقع في وسط مجموعة ترودوس، ومما سَهل السياحة في قبرص أيضًا تنوع الثقافات للدول المجاورة حيث يحدها دول سوريا ولبنان من الشرق وفلسطين الجنوب الشرقي ومصر من الجنوب واليونان من الشمال الغربي.[١]