من-هو-كليم-الله
قصص الأنبياء
القَصَص القرآنيّ جزءٌ لا يتجزّأ من الأساليب التي تطرّقَ لها القرآن الكريم في الإخبار عن الأُمم السابقة وأحوالهم وأخبارهم، وتُعدُّ قصص الأنبياء جزءًا من مجموع القصص القرآني والتي تتطرق إلى قصص أنبياء الله تعالى مع أُممهم ابتداءً من التكليف بالدعوة انتهاءً بهلاك الكافرين ونجاة المؤمنين من تلك الأقوام مرورًا بكلّ ما لاقاهُ هؤلاء الأنبياء من أقوامهم في سبيل تبليغ الدعوة، وقد اشتمل القرآن الكريم على قصة خمسةٍ وعشرين نبيًّا من أنبياء الله من لدن آدم –عليه السلام- وانتهاءً بمحمدٍ –عليه الصلاة والسلام-، وهذا المقال يُسلط الضوء على قصة كليم الله.
من هو كليم الله
من فضل الله -عزَّ وجلّ- على عبادِه أن أرسل لهم الأنبياء والرسل لبيان طريق الحق، فلم يتركهم من دون إرشاد لأنه في يوم الحساب سيحاسب كل شخص على اختياره، وقد كان الله -تعالى- يرسل الرسل إلى أقوامهم، ويؤيدهم بالمعجزات التي تتوافق مع صفات القوم وذلك لحثهم على التصديق والإيمان بالله -عز وجل- وحده وعدم الإشراك به شيئًا، وكان نبي الله تعالى المُلقب بكليم الله من أكثر الأنبياء ذِكرًا في القرآن الكريم وهو موسى -عليه السلام- ابن عمران وجده يعقوب -عليه السلام-، فقد اصطفاه الله -عز وجل- بكلامه دون غيره من الأنبياء لذلك استحق هذا اللقب الفريد قال تعالى:{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي} [١]، وقال -عزّ وجلّ-: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا"[٢]، وقد جاء هذا التكليم تفضيلًا لموسى -عليه السلام- عن غيره من الأنبياء والرسل، قال -عز وجل-: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [٣]. [٤]
قصة النبي كليم الله
موسى -عليه السلام- أحد أولي العزم من الرُّسل، ولد في زمن الطاغية فرعون حاكم مصر، ولولادته قصة حيث إنّ فرعون رأى في المنامِ أن نارًا أقبلت من بيت المقدس وعملت على إحراق القبط وتركت بني إسرائيل، وعندما سأل الكهنة عن تفسيره أخبروه بأن رجلًا يخرج من هذا البلد يكون سببًا في إنهاء حكم الفراعنة، فأمر فرعون بقتل كل ذكرٍ يولد لبني إسرائيل، ولكن عند ولادته -عليه السلام- جاء لوالدته مناديًا بأن تلقيه في اليم والله سيحفظه، فوضعته في صندوقٍ ثم ألقته في اليم وتقاذفت الأمواج الصندوق حتى وصل بالقرب من قصر فرعون، فالتقطت زوجة فرعون الصندوق ورأت الطفل فأنزل الله محبته في قلبها وكانت امرأةً عاقرًا، فأصرت على تربية الطفل بعد موافقة فرعون على مضضٍ، ثم رفض موسى -عليه السلام- المراضع التي قَدِمت لإرضاعه حتى سيّرهم الله إلى والدته وبذلك أعاده الله تعالى إلى حضن أمه وتربى في قصر فرعون دون أن يعلم فرعون أن نهايته ستكون على يد هذا الطفل الذي تربى في حجره.
وعندما كبر موسى -عليه السلام- كان يعلم أنّه من بني إسرائيل ويرى بأم عينه اضطهاد فرعون لشعبه مما دفعه إلى قتل واحدٍ من المصريين دفاعًا عن أحد أبناء جلدته فتآمر القوم على قتله لولا نصيحة رجلٍ مؤمنٍ له بالخروج من مصر هربًا من القتل فتوجه إلى مدين وهناك التقى بنبي الله شعيب -عليه السلام- وتزوّج ابنته وعمل عنده عشر سنين، وبعد انقضاء المدة غادر مدين مع أهله صوب الأرض المقدسة، وفي الطريق اشتد عليهم البرد والمطر والظلام حتى رأى -عليه السلام- نارًا مشتعلةً من بعيدٍ فذهب إليها وترك أهله علّه يجد أناسًا عند تلك النار يهتدي بهم، وعند وصوله إلى موضع النار كلّمه الله تعالى وأمره بدعوة فرعون لعبادة الله ونبذ ما هو عليه من الكفر والطغيان، فتوجه موسى إلى فرعون برفقة أخيه هارون -عليهما السلام- لتبليغه رسالة الله فما كان منه ومن قومه إلا الكفر ورفض دعوة الله وإتهام موسى وأخيه -عليهما السلام- بالسحرة والشعوذة لإضلال شعب مصر. [٥]
معجزات كليم الله
أيَّد الله -سبحانه وتعالى- أنبيائه ورسله بالمعجزات الدالة على صدقهم وصدق رسالاتهم وأنها من عند الله تعالى بحيث تكنْ تلك المعجزات متناسيةً لكلّ قومٍ وفي ذات الوقت يعجز أيًّا منهم عن الإتيان بمثلها كي تتحقق الغاية من المعجزة وهي الإبهار والإدهاش الدالّ على قدرة من أيّدَ هذا النبي أو ذاك بها، وقد أيد الله كليمه بعددٍ من المعجزات ومنها: [٦][٧]
- العصا التي تحوّلت إلى أفعى ضخمة ابتلعت الأفاعي التي سُحِر بها الناس، وأيضًا اليد البيضاء فكان كليم الله يُدخلها في شق ثوبه من فوق الصدر فتخرج بيضاء في إنارتها وسطوعها.
- انفلاق وانشقاق البحر إلى نصفيْن كي يعبر موسى -عليه السلام- ومن معه من بني إسرائيل عند خروجهم من مصر ولحاق فرعون بهم مع جيشِه وهلاكه لاحقًا بعد إطباق البحر عليهم.
- تدفّق الماء من الحجر.
- المعجزات التي عوقب بها قوم فرعون كي يؤمنوا بالله تعالى كما جاءت متتاليةً في سورة الأعراف وهي: الطوفان والجراد والقُمل والضفادع والدّم.
- التظليل بالغمام.
- نقص المحاصيل والثمرات.
- إنزال مصر بإتجاه مدين طالبًا منه المدد والعون بعد عناء السفر من خلال الافتقار إلى الله قال تعالى:{فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [١٠][١١].
المراجع[+]
- ↑ {الأعراف: الآية 144}
- ↑ {النساء: الآية164}
- ↑ {البقرة: الآية 253}
- ↑ نبذة عن موسى عليه السلام،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-12-2018، بتصرف
- ↑ قصة موسى عليه السلام،, "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-12-2018، بتصرف
- ↑ معجزات كليم الله عليه الصلاة والسلام،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-12-2018، بتصرف
- ↑ من معجزات الرسل،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-12-2018، بتصرف
- ↑ {طه: الآية 25- 32}
- ↑ سورة طه،, "www.quran.ksu.edu.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-12-2018، بتصرف
- ↑ {القصص: الآية 24}
- ↑ سورة القصص،, "www.quran.ksu.edu.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-12-2018، بتصرف