سؤال وجواب

قصة-فتح-الأندلس


الأندلس

أطلقَ اسم الأندلس على شبة الجزيرة الأيبيرية وهي "إسبانيا والبرتغال" اليوم، وتقعُ أقصى غرب القارة الأوروبيّة على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط من الجنوب، والأندلس لدى العرب هم الوندال شعب جرمانيا "ألمانيا و بولندا" اليوم حيث نزحوا إلى أيبيريا والأندلس اسم أطلقه المسلمون على شبة الجزيرة الأيبيرية ويعني "الشيء الخفي" بعد أن دخلوها بقيادة طارق بن زياد وبأمر من واليّ المغرب موسى بن نصير في عهد الوليد بن عبد الملك، ومنذ ذلك الوقت اصبحت جزءًا من مملكة غرناطة آخر ممالك الدولة الأندلسية عام 897هـ الموافق 1492م، وهذا المقال للحديث عن قصة فتح الأندلس.[١]

سرية طريف بن مالك

بدأت قصة فتح الأندلس، بعد أنْ طلب موسى بن نصير الإذن من الخليفة الوليد بن عبد الملك بدخول الأندلس، جهَّز سريةً استطلاعية بقيادة طريف بن مالك، مكونه من أربعمائة رجل ومائة فرس في أربعة مراكب، نزل طريف عام 91هـ بجزيرة تقابل الأندلس تعرف "بالجزيرة الخضراء"، فغزا الجزيرة واستولى عليها، وسمّيت بطريف نسبةً إليه، حيث عمل على استطلاع أحوال المنطقة وما يليها، فكوّن فكرة عامة عن المنطقة والطبيعة الاستراتيجية والجغرافية لأرض الأندلس.[٢]

عاد بمضيق جبل طارق والذي ما زال يعرف بهذا الاسم حتى يومنا هذا، وعند نزوله واجهة جيش من النصارى يحمي تلك المنطقة عرض عليهم الإسلام أو الاستسلام ودفع الجزية للمسلمين لكنهم رفضوا شروط المسلمين ودارت بينهم معركة حامية الوطيس انتصر بها المسلمون، وصلت الأخبار إلى حاكم طليطله أن جيوش المسلمين تتجه إليهم، حيث توجه المسلمون إلى الشمال باتجاه قرطبة التي سرعان ما أرسل النصارى قوة عسكرية لقتال المسلمين، لكن تمت هزيمتهم وقتل قائدهم.[٤]

جمع لذريق حاكم طليطله جيشًا مكونًا من مائة ألف مقاتل واتجه إلى الجنوب لقتال المسلمين، أرسل طارق بن زياد إلى موسى بن نصير يطلب منه المدد وشرح له ما حقق من انتصارات، وأن النصارى جهزوا جيشًا جرارًا لقتالهم، فأرسل له خمسة آلاف مقاتل أغلبهم من العرب بقيادة طريف بن مالك.[٥]

اختار طارق بن زياد منطقة وادي الرباط أو ما يعرف بوادي لكّة للقتال جيش لذريق، في 28 رمضان عام 92 هجري حيث دارت معركة شرسة بين الطرفان استمرت لمدة ثمانية أيام انتهت بنصر مؤزر للمسلمين، حتى أنّ هذه المعركة عرفت بأنها من أشرس المعارك التي دارت في التاريخ الإسلامي[٤]، وبعد هذه المعارك بدأ سكان الأندلس بالدخول في الإسلام ودون حدوث معارك كبيرة تذكر أو ابادة قام بها المسلمون اتجاه السكان الاصليين للأندلس، كان هذا حديث مفصل موجز عن قصة فتح الأندلس.[٥]

وبعد سقوط الدولة الأموية أمام دولة بني العباس صبحت الأندلس إمارات موزعة على القبائل المسلمة، إلا أن حادثة حصلت غيرت خارطة الأندلس حيث قدم الأمير الأموي عبد الرحمن بن معاوية من الشام هارباً من بطش العباسيين لبني أمية، وسرعان ما استطاع أن يؤلف بعض القبائل إلى صفّه بكونه أميرًا أمويًّا، وبالفعل استطاع عبد الرحمن بن معاوية "صقر قريش" أن يوحّد الأندلس ويوسّعها.[٦]

معركة وادي لكة

عند الحديث عن قصة فتح الأندلس لا بُدّ من ذكر معركة لكة التي كانت الانتصار الأكبر والحاسم لقصة فتح الأندلس، فعندما علم لُذريق بدخول المسلمين اعتقد أن المسألة مجرد غزوة نهب، حتى وصلته أخبارًا عن تَقَدُّمِهم ناحية قُرْطُبَة، فأرسل قوَّة عسكرية بقيادة ابن أخته بنشيو، فوقع القتال وهزموا وقتل بنشيو، وفرَّ مَنْ نَجَا ليُخبروا لُذريق من الخطر القادم من الجنوب، فجمع جيشًا قِوَامه مائةُ ألف، وتوجه إلى الجنوب يقصد المسلمين، فطَلب أبن زياد المدد فمده موسى بن نصير بخمسة ألاف مقاتل ليصبح عدد المسلمين اثنا عشر ألفً، استقر بمنطقة تُسمَّى وادي لُكَّة، حيث جبل شاهق يحَمَي به ظهرَهُ مِن الخلف والميمنة.[٧]

وفي رمضان سنة 92هـ دارت معركة من أشرس المعارك في تاريخ المسلمين، وعلى مدى ثمانية أيام متصلة، وكان القتال ضاريًا وشرسًا بين المسلمين والنصارى، حتى انتهت بنصر مؤزَّر للمسلمين، وملحمة من ملاحم الجهاد التي لم تشهدها بلاد المغرب والأندلس من قبل.[٨]

ازدهار الأندلس في الحكم الإسلامي

بعد الحديث حول قصة فتح الأندلس كانت الأندلس ازدهرت أبان فترة حكم المسلمين لها حتى عرفت بالهندسة المعمارية والعلم والثقافة والتي ما تزال أثارها شاهدةً لهذا اليوم، وقبل المسلمون انضمام من يريد من النصارى للإسلام، وحرصوا على تعليمهم تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، ولم يعتدِ المسلمون على الكنائس، وعملوا على المساواة بين الجميع، سواء مسلمين أو مسيحيين، وإلغاء ما كان يعرف بالطبقية إبّان حكم القوطيين، وتعلم سكان الأندلس اللغة العربية وكانوا يتفاخرون بتعلمهم لها، ويقدر الباحثون الإسبان أن ثلاثين بالمئة من مفردات اللغة العربية دخلت إلى اللغة الإسبانية، حتى أنّ الموسيقى الإسبانية تُعدُّ خليطًا من الموسيقى الأندلسية والشعر العربي الأندلسي.[٨]

في الحديث حول قصة فتح الأندلس يجدر بالذكر أن المسلمين عملوا على نهضة بلاد الأندلس، حتى لم تكن بلاد في ذلك الوقت من العالم أكثر ازدهارًا وتطورًا منها، فانتشرت المباني المعمارية الجميلة التي ما زالت صامدةً إلى اليوم وتبهر زائريها من جمالها ودقتها، وأنشأوا القناطر في جميع المناطق، واشتهرت بصناعة السفن والأسلحة، وكانت الأندلس مركزًا للعلم يأتي إليه الناس من جميع الأرجاء، وما تزال كثير من القلاع والقصور والمساجد شاهدة إلى هذا اليوم، تشير إلى فترة الازدهار التي كانت عليها الأندلس إبان الحكم الإسلامي، مثل: جامع قرطبة وقنطرة قرطبة وقصر الحمراء وجنة العريف في غرناطة ومسجد الأندلس في مالقا وقصر الجعفرية في سرقسطة وقلعة شريش في إشبيلية، وغيرها من الآثار الإسلامية الكثيرة.[٨]

المراجع[+]

  1. "الأندلس"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
  2. "فتوح الأندلس"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
  3. "سرية طريف بن مالك"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "فتح الأندلس 92 هـ"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "الفتح الإسلامي للأندلس"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
  6. "عبد الرحمن الداخل (صقر قريش)"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
  7. "معركة شذونة .. وادي لكة .. وادي برباط"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت "مختصر قصة الأندلس"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.