سؤال وجواب

عدد-أركان-الإحسان


مفهوم الإحسان

إنّ الإحسان خلق إسلامي عظيم قائم على أساس متين وهو الإسلام، وهو فعل الخيرات على وجه الكمال، وهو درجة الاتقان في الأقوال والأفعال،[١] وهو أعلى درجة في الدين، وهو يأتي على نوعين؛ أولهما إحسان في حقّ الله، وهذا يستوجب المراقبة الذاتية المستمرة على الأعمال والأفعال حتى تستحسن، وثانيهما إحسان في حق الناس الذي يتطلب معاملة الآخرين بأفضل ما عنده حتى ينال الثواب،[٢] حيث قال الله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}،[٣] فمن جعل مراقبة الله بين ناظريه، نال جزاؤه من جنس عمله، فيُحسن الله -تعالى- إليه في دنياه وآخرته، وأكبر الجزاء النظر إلى وجهه الكريم،[١] بدليل قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ}،[٤] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن عدد أركان الإحسان.

عدد أركان الإحسان

الإحسان أعلى منزلة في الدين، وهو أشرفها مكانة، ولا يصل المسلم إلى هذه الدرجة حتي يكون مؤمنًا حقّ الإيمان، حيث قال رسول الله : "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ"،[٥] وأمّا عدد أركان الإحسان فبيان ذلك في حديث ذكره النبي الكريم فقال: "الإحْسَانُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ"،[٦] وهذا يتطلب أن يصل المؤمن إلى مراتب الإحسان، وفيما يأتي بيانها:

  • مرتبة المشاهدة: وهو أن يتحقق الإيمان في قلب المسلم حتى لا يرى فيه غير الله -تعالى- يسري في جسده، فلا يخطو خطوة دون أن يكون الله -تعالى- بين عينيه.
  • مرتبة المراقبة: هو أن يكون المؤمن مخلصًا لله -تعالى- باستحضار مشاهدة الله، وقربه منه، فلا يعمل عملاً إلّا ويخلص به، ولا يجعل فيه نيةً إلّا إرضاء الله تعالى.[٢]

صور الإحسان

بعد بيان عدد أركان الإحسان، يجدر الذكّر بأنّ الإحسان منهج حياة المؤمن، وصراطه المستقيم، حيث يُظهر سمو أخلاقه ورقيها، لأنّه سيعلم بأنّ حركاته وسكونه، ظاهره وباطنه، بل حياته كلها لله -تعالى- فالإحسان يشمل كلّ شيء من العبادات والمعاملات كما أن الإحسان يشمل الحيوانات، ومن صور الإحسان ما يأتي:

  • الإحسان في العبادات: فالمؤمن لا يؤدّي عبادة من صلاة، أو الوالدين وذلك ببرهما، والقيام بحقوقهما وخاصة عند الكبر، حتى إنّ الإحسان يجب أن يكون مع الجميع، فلا يتكلم المرء إلّا بما يريد الله تعالى.[٧]
  • الإحسان في الوظيفة: وهي أن يُحسن المسلم في وظيفته، ويجعل رزقه حلالًا؛ فيخاف من الوقوع في الحرام؛ لأنّه يعلم أنّ الله -تعالى- لن يوفّقه، ولن يشعر بالبركة في ماله.[٨]
  • الإحسان في ردّ السلام: وذلك بأن لا يردّ السلام بمثله، بل بأحسن منه، وأن لا يصافح الناس إلّا بقلبٍ سليمٍ وليس مجبرًا أو مكرًها، وأن يعلو وجهه ابتسامة فرحٍ وسعادة.[١]
  • الإحسان إلى الحيوانات: وقد أمر النبي -عليه السلام- بإطعام الحيوانات، وعدم إذائهم، وخاصة عند الذبح، حيث قال رسول الله: "وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ".[٥][٧]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت "الإحسان عبادة الأبرار"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "شرح حديث جبريل"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
  3. سورة الرحمن، آية: 60.
  4. سورة يونس، آية: 26.
  5. ^ أ ب رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم: 1955، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4777، صحيح.
  7. ^ أ ب "الإحسان - (7) صور الإحْسَان "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
  8. " لنعش مع بعضنا بإحسان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020.