سؤال وجواب

معنى-الدين-المعاملة


الدين الإسلامي

الدين الإسلامي هو الدين الذي وضعه الله تعالى للناس بقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}،[١] وشريعة هذا الدين مُسيطرة وناسخة لما قبلها من الشرائع، وحذر الله تعالى بالكتاب الكريم اتباع غير الشريعة الإسلامية، واسم الدين وهو الإسلام لم يقتصر على القراَن الكريم منهج حياة بإمكان المُسلم الاستفادة منه في المعاملة مع الاَخريين، ففيه يجد المُسلم الباحث عبادات وأخلاق وتعامل النبي الكريم، فقد كان بين الناس قُراَنًا يمشي، والجدير ذِكره أن العِبادات تنقسم إلى قسمين: الأول الشعائرية وهي الفرائض من صلاة وصيام وزكاة وحج البيت، والقسم الثاني عبادات تعامُلية وهي أخلاق التعامُل مع الناس كالصِدق والأمانة والعدل وتقديم النصيحة والعفو عند المقدرة والإحسان وغيرها من الأمور، ومن أراد النجاة ودخول الجنة عليه بالجمع بين العبادات لأن اختيار واحدة من العبادات لا يكفي أبدًا.[٥]

معاملة النبي لأصحابه

المُعلم الأول الذي أدرك وأتقن معنى الدين المعاملة هو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، الذي كان يُعامل أصحابه بناءً على أوامر الله تعالى دون زيادة أو نُقصان، وجاء في قوله سُبحانه وتعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}،[٦] الآية الكريمة حثت خاتم الأنبياء على أمور في مُعاملته للصحابة -رضوان الله عليهم- أولها الرحمة ومن أشكال رحمته معهم رفقه بِهم وصبره على تعليمهم، بالإضافة لابتسامته في وجوههم، أما غضبه فكان لا يُظهرهُ إلا في مرضاة الله تعالى وحفظ الدين.[٧]

والأمر الثاني استغفاره للصحابة -رضوان الله عليهم- ولمن تسبب في غضبه، أما ثالث الأمور التي حثت عليها الآية الكريمة الشورى فالنبي الكريم طبق الآية بحذافيرها، فلم ينفرد بالرأي لوحده دون الرجوع إلى أهل الخبرة والتجارُب وإبداء الرأي، ومن الأمثله على الشورى، مشاورته لأصحابه يوم غزوة بدر وفي غزوة الخندق و صلح الحُديبية وفي قصة حادثة الإفك، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوة المُسلمين ينبغي على أفراد المُجتمع الإسلامي السير على خُطاه بالتحلي بالصبر والمُعاملة الحسنة والمشورة للوصول للمراد وهو معنى الدين المعاملة.[٧]

منهج تعامل النبي مع الأعداء

معنى الدين المعاملة ليس فقط بالتعامل مع أخوة الدين فحسب وإنما بالمُعاملة مع الأديان الأُخرى والأعداء، وخير من طبق هذا الأمر نبي الرحمة -عليه الصلاة والسلام- فحياته مليئة بالنماذج في كيفية التعامل مع الأعداء، فلم يظهر بتاتًا من هو أرحم منه مع أعدائه رغم الأذى الذي تعرض له، ولذلك فقد كان وما زال مِثالًا يُدرس في الأخلاق العالية والذوق الرفيع، ومن الأمثلة على ذلك وضعه لميثاق يُرضي جميع الأطراف فور وصوله إلى الجاهلية، وآخى بين المهاجرين والأنصار.[٨]

وفي يوم بدر أسر المسلمون سبعين رجُلًا من قُريش وكانت وصية النبي الكريم لأصحابه: "استوصوا بالأسارَى خيرًا"،[٩] كما أصفح عن عمير بن وهب الذي أراد قتلهُ عقب غزوة بدر، ويُعد يوم فتح مكة من أبرز حالات العفو الذي أصدرها نبي الرحمة عندما صفح عن أهل مكة المكرمة رغم تعرُضِه للأذى منهم في بدايات الدعوة الإسلامية، وهذا درس حقيقي لمقولة العفو عند المقدرة، وكانت دعوته تعتمد على الُلطف، وكان دائمًا يحرص على الأمة ويتحسر على اللذين لم يؤمنوا وينقذوا أنفسهم من نار جهنم.[٨]

صحة حديث الدين المعاملة

معنى الدين المعاملة يُحتم التعريج على صحة حديث الدين المعاملة، بالواقع أن الدين المعاملة ليس حديث منقول عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وإنما من كلام البشر، والبعض يعتبره حديث شريف دون الرجوع إلى اخراجه، والأفضل أن يُصنف مَثَل، لأنه فيه دلالة على دور الأخلاق في الدين الإسلامي وهذا ما نصت عليه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها قول النبي الكريم: "إنَّما بعثتُ لأتمِّمَ مَكارِمَ الأخلاقِ"،[١٠] والمُسلم يستطيع أن يُقنع الناس بالإسلام دون النُطق بأي كلمة وإنما بأفعاله، لأن مُعظم البشر يتأثرون بالفعل وليس بالقول.[١١]

المراجع[+]

  1. سورة ال عمران، آية: 19.
  2. "الإسلام...معناه وأركانه"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  3. سورة القلم، آية: 4.
  4. ^ أ ب "إنها المعاملة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  5. "الدين المعاملة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  6. سورة ال عمران، آية: 159.
  7. ^ أ ب "صفة معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  8. ^ أ ب "نماذج لتعامل الرسول مع الأعداء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
  9. رواه أبو عزيز بن عمير، في مجمع الزوائد، عن الهيثمي، الصفحة أو الرقم: 6/89، إسناده حسن.
  10. رواه أبو هريرة، في لطائف المعارف، عن ابن رجب، الصفحة أو الرقم: 305، ذكره مالك في الموطأ بلاغا.
  11. ""الدين المعاملة" ليس بحديث"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.