دعاء-الحزن-الشديد
تعريف الحزن
إنّ تعريف الحزن في اللغة هو: "تكاثف الغم وغلظه مأخوذة من الأرض الحزن وهو الغليظ الصلب"، والكآبة هي أثر الحزن على الوجه،[١] فالحزن هو أحد العواطف والمشاعر الإنسانية الفطرية وهو ضد والصبر في مواجهته، كما أنّ للدعاء والذِكر أثر عظيم في تخفيف حدّة الحزن، وسيتحدّث هذ المقال عن دعاء الحزن الشديد.[٣]
دعاء الحزن الشديد
إنّ الحزن أنواع فمنه الحزن على أمر متعلّق بالدين كتفويت فريضة وطاعة وهو حزنٌ محمود، ونوع دنيوي وهو حسرة النفس وحزنها على فوات غرَض دنيوي أو على فقد محبوب،[٣] وقد ورد لفظ الحزن في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ومنها قوله تعالى في سورة يوسف: {وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}،[٤] فالنبي الكريم يعقوب حزن حزنًا شديدًا؛ ولمّا صدر هذا الفعل من النبي كان صدوره من غيره أكثر،[٥] كما أنّ الهم والكرب هي مرادفات للحزن وإن وجدت بينهما بعض الفروقات، فالكرب هو الحزن مع الشدّة، أمّا الهمّ فهو الحزن الذي يذيب الإنسان؛ وقد احتوت كتب الحديث على كثير من صِيَغ أدعية الكرب ودعاء الحزن الشديد، وفيما يأتي بعضٌ منها:[٦]
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما أصابَ أحدًا قَطُّ هَمٌّ ولا حُزْنٌ، فقال: اللَّهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمَتِك، ناصيتي بيَدِك، ماضٍ فيَّ حُكْمُك، عدلٌ فيَّ قَضاؤُك، أسأَلُك بكلِّ اسمٍ هو لك، سَمَّيتَ به نفْسَك، أو أنزَلتَه في كتابِك، أو علَّمْتَه أحدًا مِن خلقِك أو استأثَرْتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعَلَ القرآنَ ربيعَ قَلْبي، ونورَ صدري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ هَمِّي- إلَّا أذهَبَ اللهُ همَّه وحُزْنَه، وأبدَلَه مكانَه فرَحًا".[٧]
- روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه كان يسمع النبي الكريم يُكثر من قول: "اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ".[٨]
- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أنَّ نَبِيَّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ"،[٩] وهذا الدعاء يُسمّى بدعاء الكرب.[١٠]
موانع إجابة الدعاء
إنّ دعاء الحزن الشديد هو أحد الأدعية التي يحتاج إليها الإنسان في حياته كلّها، فالدعاء عبادة عظيمة ولها تأثير كبير في تيسير الأمور وتبدّل الأحزان أفراحًا وانكشاف الهموم، ولكنّ للدعاء أسباب إجابة ومنها الإخلاص والصدق مع الله والتقرب إليه بالنوافل والطاعات، كما يجب على المسلم عندما يدعو بأدعية الهم والغم وبدعاء الحزن الشديد أن يتأكد من خلو حياته من موانع إجابة الدعاء، وفيما يأتي ذِكرٌ لبعض هذه الموانع:[١١]
- المأكل والمشرب والملبس الحرام.[١٢]
- الاستعجال وترك الدعاء عند عدم وجود إجابة.[١٢]
- ارتكاب المعاصي والمنكرات.[١٢]
- التهاون في الفرائض وترك الطاعات.[١٢]
المراجع[+]
- ↑ "كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النجم، آية: 43.
- ^ أ ب عبد الله الخاطر، الحزن والاكتئاب على ضوء الكتاب والسنة، صفحة 15-16-17-18. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية: 84.
- ↑ "التحرير والتنوير"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "شرح دعاء الهم والحزن"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج شرح الطحاوية، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 71، حديث إسناده صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6363، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2730، حديث صحيح.
- ↑ "شرح دعاء الكرب"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "من أسباب استجابة الدعاء"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "" موانع إجابة الدعاء ""، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.