أسماء-الصحابة-الذين-ارتدوا

الردة في الإسلام
فرضَ الله -عزَّ وجلَّ- شرائعَ الإسلام وأركانه وجعلَ الجنَّة نصيبًا لمن يأتي بها، وقد حدد بعضًا من النواقض التي تنقض هذا الإسلام وتجعلُ صاحبها مرتدًا عنه، فالردَّةُ هي الرجوع عن الإسلام والكفر به بعد الإيقانِ بأنه الحقُّ وقد حرَّمها الإسلام وجعل لها عقوبةً كبيرةً في الدنيا والآخرة فقد قال الله تعالى: {وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}،[١] وقد ذكرت الكتب بعضَ أسماء الصحابة الذين ارتدوا، وقد ارتدًّ بعضهم في زمن النبي وبعضهم بعد وفاة النبي كما ارتدت بعضُ القبائل الذين حاربهم أبو بكر الصديق في حروب الردة، وفيما يأتي بيان أسماء الصحابة الذين ارتدوا.[٢]
أسماء الصحابة الذين ارتدوا
لم تبدأ الردة بعد وفاةِ النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل كانت موجودة في حياته أيضًا ولكن كانت موجودة بنسبٍ قليلةٍ جدًا بل حتى إنَّ الكتب قد ذكرت غالبية أسماءِ الصحابة الذين ارتدوا عن الإسلام ودونت قصصهم، وقد رجع البعض منهم للإسلام بينما ماتَ البعض منهم على كفره والآخر تمَّ قتله، وبعض هذه الأسماء هي:
- عبد الله بن سعد بن أبي سرح: هو أبو يحيى القرشي العامري وأخو عثمان بن عفان من الرضاعة وقد أهدرَ النبي دمه ولكن أستأمن له عثمان في فتح مكة فأمَّنَه النبي وقد رجع إلى الإسلام بعدها وحسُن إسلامه.[٣]
- عبيد الله بن جحش: وقد كان ممن اعتزل عبادةَ الأصنام كورقة بن نوفل في قريش قبل مجيء النبي، ثم أسلم بعدها وهاجر مع المسلمين إلى الحبشة ولكنه ارتد عن الإسلام في الحبشة واعتنقَ النصرانية وكان يسخرُ من المسلمين آنذاك، ثم مات بعدها في الحبشة، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما.[٤]
- عبد الله بن خطل: وهو أحدُ الذين أمرَ النبي بقتلهم ولو كان متعلقًا بأستار الكعبة وقد وجده سعيد بن حُريث تحت أستار الكعبة فسارع إليه وقتله، وكان هذا في وعكرمة بن أبي جهل وابن خطل ومقيس بن صبابة؛ فأما الأول فقد تمَّ ذكره وأما عكرمة فقد هرب وركب البحر ولكنه رجع فأسلم بين يدي النبي وأما ابن خطل فقد قُتل وأما مقيس فقد وجده الناس في السوق ولكنه تمكن من قتل شخص وبعدها تمَّ قتله فيها.[٦]
التفريق بين عبد الله بن أبي سرح وكاتب الوحي المرتد
يتمُّ الخلط بين شخصيتين من أسماء الصحابة الذين ارتدوا عن الإسلام وبالخاصة أنَّ كلاهما كانا من كُتَّاب الوحي، فأما الأول فهو عبد الله بن أبي سرح وقد أسلم في فتح مكة في البيعة؛ وقد أبى النبي بيعته ثلاث مرات قبل أن يقبل لأنه كان يريد أن يقوم أحدٌ من الصحابة فيقتله ولكن قد قبل النبي بيعته بعدها، وقد أسلم وحسُن إسلامه وقد ولَّاه عثمان على مصر وهو الذي قاد معركة الصواري وغزا أفريقا وفتح الكثير من مدنها وقد مات في التسليمة الثانية من صلاةِ الصبح، وأمَّا الآخر الذي ارتد فقد كان نصرانيًا ثم أسلم وبعدها ارتد على عقبه وقد كان كاتبًا يكتب الوحي للنبي؛ فلما ارتد عن الإسلام جعلَ يقول أنه كان يُغيِّر ما يكتب ويفتري على الله الكذب وقد أهلكه الله بعدها فجعل الأرض تلفظه وتقذفه إلى خارجها كلما حاول المشركين دفنه حتى علموا أن هذا ليسَ من صُنع البشر فتركوه بلا مدفن، وهذا هو الفرق بين الشخصيتين فالأولى تحولت من شخص أهدر النبي دمه إلى شخص أعز الله فيه الإسلام وكتب له حُسن الخاتمة وأما الثاني فقد تكبر وافترى فجعله الله عبرةً للأولين والآخرين وهذا يُبيِّن أنَّ الأمورَ في خواتيمها.[٣]المراجع[+]
- ↑ سورة البقرة، آية: 217.
- ↑ "الردة وأقسامها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-22-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "التفريق بين عبد الله بن أبي سرح وغيره ممن ارتد وادَّعى أنه كان يحرِّف الوحي"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 12-26-2019. بتصرّف.
- ↑ "تحقيق دعوى ردة عبيد الله بن جحش"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-26-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2685 ، حديث صحيح.
- ^ أ ب "الناكصون على أعقابهم (4) ابن خطل وابن صبابة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-26-2019. بتصرّف.