سؤال وجواب

موضوع-عن-المراهقة


موضوع عن المراهقة

تمرُّ حياةُ الإنسانِ بمراحلَ عديدة ومرتبة ومتناسبة مع التقدّم بالعمر، ومن أكثر هذه المراحل إثارةً للجدل هي مرحلة المراهقة التي يعدُّها البعضُ مرحلة انتقالية ما بين الطفولة والشباب، حيث تبدأ الكثير من التغيرات والتحولات بالظهور لدى الشخص الذي يدخل فترةَ المراهقة، وهي تحوّلات جسدية ونفسية في الوقت نفسه، يلزمها مراقبة حثيثة من الأهل والمربّين، خصوصًا أن فترة المراهقة ترافقها تحولات نفسية مثيرة تجعل المراهق إنسانًا عاطفيًا وحساسًا بالدرجة الأولى، وربما تجرفه عواطفه وأحاسيسه إلى أماكن بعيدة عن الواقع، فيقع في مشكلاتٍ كثيرة هو في غنى عنها.

من أهمّ ما يمرُّ به المراهق أنه يُصبح معتدًّا بنفسه أكثر مما سبق، وتبدأ شخصيته بالتكوّن، كما يبدأ شكله يالتغيّر بشكلٍ ملحوظ، فالفتاة المراهقة تشعر بأنها أنثى أكثر من أي وقتٍ سابقن وتشعر أنّها ودَّعَت مرحلة الطفولة وبدأت مرحلة جديدة مختلفة من حياتها، تفرض عليها الكثير من الأشياء، وتُلاحظُ تغيّراتِ جسدِها تحدثُ بشكلٍ مُتسارع، وكذلك بالنسبة للذكور الذين يشعرونَ أنّهم مستقلّون أكثرَ ويحاولون إثبات رجولتِهم في مواقفَ عديدة، ويبدأُ كلٌّ من المراهق والمراهِقة بالميلِ العاطفيّ نحوَ الجنسِ الآخر؛ وذلك بسبب التبدّلات العاطفية التي تكثرُ لديهم، وهذا ما يُشدّدُ على ضرورةِ الاهتمام بالمراهقين وإعطائهم الدعم العاطفيّ والمعنويّ من الأمهات والآباء والمربين والأصدقاء؛ وذلك لأنّ الحرمان العاطفي في هذه المرحلة الدقيقة يمكن أن يدفعهم لارتكاب أخطاء كثيرة، وإقامة علاقات غير ناضجة.

إن الاهتمام بمن يمرّون في مرحلة المراهقة، يستدعي تضافرَ جميع الجهود من الأهل والأصدقاء والمعلمين في المدرسة، إذ يجب تفعيل دور التوجيه والنُصح لهم، وتعريفهم بما سيمرون به من تغيرات جسدية وهرمونية كي يكونوا على علم ودراية بأن كل ما يمرون به هو شيء طبيعي جدًا ولا يستدعي القلق، خصوصًا أنّ بعض المراهقين يشعرون بالخجل من التغيّرات الجسدية التي تمرُّ بهم، وهذا شيء غير مقبول أبدًا، فمرحلةُ المراهقة ما هي إلا مرحلة انتقاليّة يعقبها استقرار نفسي وشعور أكبر بالأمان.

في الدول المتقدِّمة يُلاقي المراهقون اهتمامًا كبيرًا في تنمية مواهبهم وقدراتهم، إذ ينخرطون في مجالات كثيرة من تعليم الآداب والفنون والموسيقى كي يُبدعوا فيها ويُبرزوا مواهبهم ويعرفوا جيدًا ما يريدون، فهذه المرحلة هي المرحلة الأهم التي تتبلور فيها الشخصية وتتحدد فيها الموهبة بالشكل الصحيح والمطلوب، كما أن المراهق يبدأ برسم هدفه وأحلامه وطموحاته من هذه الفترة تحديدًا، لأنها مرحلة الحماس الكبير والاندفاع الشديد نحو الحياة، وأفضل ما يمكن تقديمه للمراهق هو الاستماع له جيدًا وتقديم النصح والحب والاهتمام له، وتقديم الدعم المعنوي والعاطفيّ له.