قصة-جبل-عرفات
يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم المُنتظر من أيّام السّنة؛ لأهمّيته العظيمة في حياة المسلم؛ لذلك لا بدّ له من اغتنام هذا اليوم العظيم لكسب رضا الله -سبحانه وتعالى- ويُعدّ يوم عرفة الرّكن السّادس من أركان الحجّ، وهو اليوم التّاسع من شهر ذي الحجّة، حيث يقف فيه الحجّاج على جبل عرفة الذي يقع شرق مكة على الطريق الرابط بينه وبين الطائف بنحو 22 كم، والذي يبلغ مساحته حوالي 10,4 كم² في أيّ جزء من أجزائه حيث يطلبون من الله تعالى الرّحمة والمغفرة، أمّا بالنّسبة لقصّة جبل عرفات سيتمّ التّعرّف عليها في هذا المقال، بالإضافة إلى أهمّيّة هذا اليوم العظيم.[١]
فضل يوم عرفة
تكمُن أهمّيّة يوم عرفة في أنّ الوقوف على جبل عرفات يُعتبر الحجّ كله وذلك واضح في قول الرّسول -عليه السّلام-: "الحجُّ عرفةُ، فمن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جُمَعٍ فقد تمَّ حجُّه"،[٢]فهنيئًا لمن رزقه الله أداء هذا الشّعيرة التي عظّمها الله تعالى، حيث لا يوجد دعاء أفضل من دعاء يوم عرفة؛ لاحتوائه على العديد من الفضائل ومنها:[٣]
- أنّ الحجّ هو الرّكن الأخير من أركان الإسلام، وبشعيرة الوقوف بعرفة اكتمل هذا الدّين حيث أنزل الله تعالى في يوم عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.[٤]
- يُستحب لغير الحاجّ الصّيام في هذا اليوم المُبارك فصيامه يُكفّر السّنة الماضية والقادمة، أمّا الحاج فالصّيام في حقّه غير مشروع؛ لأنّ النّبي -عليه السّلام- ترك الصّيام في يوم عرفة.
- هو اليوم الذي تُغفر فيه الذّنوب وتُباهي فيه الملائكة أصحاب الموقف، لقول الرّسول-عليه السّلام-: "ما من يومٍ أكثَرَ أنْ يُعتِقَ اللهُ فيه عَبدًا منَ النارِ من يومِ عَرَفةَ، وإنَّه لَيَدْنو ثم يُباهي بهمُ المَلائكةَ...".[٥]
- في هذا اليوم تُحفظ الجوارح عن المحظورات، وذلك واضح في قول الرّسول -عليه السّلام- لفتى نظر إلى النّساء : "ابنَ أخي، إنَّ هذا يومٌ من مَلَكَ فيهِ سَمْعَهُ وبَصَرَه ولسانَهُ غُفِرَ لهُ".[٦]
قصة جبل عرفات
إنّ يوم عرفة هو اليوم السّابق ليوم النّحر، وهو جزء من مكان محدود ومخصّص أُطلق عليه "جبل عرفات"، وسُمّي بذلك؛ لوجود أحداث عديدة حدثت في هذا اليوم العظيم، ولتعدّد هذه الأحداث تعدّدت آراء العلماء حول قصّة جبل عرفات، حيث تُعدّ من القصص المُختلف فيها بين العلماء، فيرى بعضهم أنّ سبب قصّة جبل عرفات؛ هي هبوط آدم وحوّاء من الجنّة إلى الأرض حيث كان كلّ واحد منهما في جهة، واجتمعا في جبل عرفات وتعرّفا على بعضهما؛ لذلك سُمّي بعرفة؛ أيْ من التّعارف.[٧]
يرى علماء آخرون أنّ قصّة جبل عرفات أتت من الاعتراف؛ أي اعتراف الحُجاج بذنوبهم وتضرّعهم لله تعالى وطلبهم منه التّكفير عن الخطيئة، حيث يُلبّون ويُهلّلون ويُكبّرون مُعترفين بخطاياهم وسيئاتهم، غير أنّ بعضهم يرى أنّ قصّة جبل عرفات أتت من لفظ العَرف بفتح العيْن، أيْ الرّائحة الطّيّبة التي تكون بعد توبة العبد في هذا المكان المُقدّس، حيث يخرُج من هذا اليوم عائد إلى رُشده، مُتخلّصًا من خزاياه وأرجاسه، وأيًّا كان سبب قصّة جبل عرفات فإنّ هذا المكان جعله الله تعالى مكانًا خاصًا لأداء أعظم شعيرة من شعائر الحجّ، لقوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}.[٨][٧]
المراجع[+]
- ↑ "الحج في الإسلام"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 01-01-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حزم، في حجة الوداع، عن عبدالرحمن بن يعمر الديلي، الصفحة أو الرقم: 176، إسناده متصل صحيح.
- ↑ "فضل يوم عرفة"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 01-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 3.
- ↑ رواه ملا علي قاري، في فضائل بيت الله الحرام، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 154، صحيح.
- ↑ رواه أحم شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 5/17، إسناده صحيح.
- ^ أ ب "يوم عرفة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 01-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 198.