معلومات-عن-السبات-الشتوي-للدب
محتويات
السُّبات
تنام العديد من الحيوانات عندما يكون الطعام شحيحًا ولكن فقط عدد قليل منها من يدخل في حالة سبات، فالسبات حالة من الخمول ينخفض فيها معدل ضربات قلب الحيوان ودرجة حرارة جسمه ومعدل تنفسه للحفاظ على الطاقة خلال أشهر الشتاء الباردة أو خلال أشهر الصيف الجافة في بعض الحيوانات الصحراوية، ويختلف السبات عن النوم في أنّ الحيوان الذي يكون في حالة سبات ينخفض عنده الأيض - معدل استخدامه للطاقة- انخفاضًا واضحًا ويحدث ببطء نسبيًّا، في حين أنّ الحيوان النائم يقلل من عمليات الأيض بشكل طفيف فقط ويمكن أن يستيقظ على الفور تقريبًا إذا كان منزعجًا[١]، وفي هذا المقال سيتم مناقشة السبات الشتوي للدب.
الدببة
منذ حوالي 6 ملايين سنة كان هناك العديد من أنواع الدببة ولكنها انقرضت حتى لم يتبقى سوى سبعة أنواع على قيد الحياة اليوم، وتعدّ الدببة من أكبر آكلات اللحوم، إلّا أنّها ليست من الذين يتناولون اللحوم بشكل صارم؛ فمع أنّها تمتلك زوجًا من الأسنان المعدّلة في الفك العلوي والسفلي لتمزيق اللحوم إلى قطع أصغر أثناء التغذية لديها أيضًا أضراس لطحن الطعام النباتي، و على عكس غيرها من الحيوانات آكلة اللحوم فإن شفاه الدببة لا تكون مرفقة بلثة مما يمكنهم من عمل تعبيرات للوجه واستخدام شفاههم لامتصاص الطعام مثل الحشرات أو العسل، وتمتلك الدببة حاسة سمع جيدة وحاسة شم حادّة حيث تستطيع الدببة التعرف على رائحة الحيوانات التي مرت قبل عدة أيام، ولدى الدببة قدرة مذهلة على التكيف من الناحية الفسيولوجية للتغيرات البيئية الموسمية ومن ذلك السبات الشتوي للدب.[٢]
السبات الشتوي للدب
على الرغم من أن السبات الشتوي للدب هو المصطلح الشائع لما يفعله الكثير من الدببة خلال أشهر الشتاء إلا أنهم في الواقع لا يدخلون في سبات حقيقي إنّما عندما يكون الطعام شحيحًا فإنهم يستعدون لهذه الحالة من خلال الإفراط في تناول الطعام في أواخر الصيف والخريف لبناء احتياطيات الدهون التي توفر السعرات الحرارية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة ويحفرون عرينًا في بقعة ليس من السهل العثور عليها ويستقرون في فصل الشتاء بنشاط قد يكون أقل بكثير من المعتاد، فعندما يكون الدب في سبات شتوي يتباطأ نبض الدب وتنفسه لكن درجة حرارة جسمه تظل قريبة من المعدل الطبيعي -من 98.6 درجة مئوية إلى 100.4 درجة مئوية- وخلال تلك الفترة لا يتبول الدب أو يتغوط حتى أوائل الربيع حيث يحتفظ سد البراز بالنفايات في القولون مما يسمح للجسم باستخراج المحتوى المائي منه، وخلال السبات الشتوي للدب فإنّه يعيش على احتياطي الدهون الذي تراكم في الموسم السابق.[٣]
لا يشمل السبات الشتوي للدب جميع أنواع الدببة؛ فعلى سبيل المثال لا حاجة لدخول الدب ذو النظارات في حالة سبات نظرًا لتوفر الطعام طوال العام في بيئته وكذلك الباندا فهذه الحيوانات تهاجر فقط إلى أماكن أكثر وفرة بالغذاء، وبنفس الطريقة لا تدخل دببة الشمس في حالة سبات شتوي لأنها تعيش في بيئة لا يوجد فيها موسم بارد، وفي حالة الدببة السوداء الآسيوية فنادرًا ما تكون في حالة سبات إن كانت في المناطق الجنوبية فهي لا تحتاج إليه، والذين يعيشون في المناطق الشمالية يهاجرون عمومًا جنوبًا لتجنب السبات، أي أنه فقط أولئك الذين ليس لديهم خيار آخر في فصل الشتاء هم الذين يقومون بسبات شتوي، فالدببة القطبية الذكورية لا تنام خلال فصل الشتاء ولا تنام الإناث إلا إذا كن حوامل حتى توفر مكانًا آمنًا لأطفالها المولودة حديثًا.[٣]
لذلك فإنّ أهم الدببة التي تدخل في حالة سبات شتوي هي الدب الأسود الأمريكي والدب البنّي اللذين يندرج منهما العديد من الأنواع؛ كالدببة البنية في ألاسكا، والدببة البنية الأوراسية، ومع ذلك ما زالت هذه الدببة قابلة للتكيف للغاية؛ فإذا كانت فترة النقص في الغذاء أقصر فستكون كذلك فترة السبات أقصر، وإن لم يكن هناك نقص في الغذاء في فصل الشتاء فإنهم لا يدخلون في حالة السبات على الإطلاق، وهذا هو السبب في أن الدببة الأسيرة في حدائق الحيوان متاحة للناس لمشاهدتها على مدار السنة.[٣]
أهمية السبات الشتوي للدب
السبات تكيُّف مهم مع المناخات القاسية؛ فعندما يكون الطعام شحيحًا يمكن للحيوان أن يستهلك قدرًا أكبر من الطاقة للحفاظ على درجة حرارة جسمه حيث تستهلك الحيوانات التي تدخل في سبات شتوي طاقة أقل من 70 إلى 100 مرةً مقارنة بنشاطها في الأيام العادية، مما يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة حتى يصبح الطعام وفيرًا مرة أخرى[١]، فالسبات الشتوي للدب مهم للبقاء على قيد الحياة؛ إذ لا يستطيع تحمل برد الشتاء القاسي الذي يندر فيه توفر الغذاء[٤]، فقد تمرّ الأيام أو حتى الأسابيع دون أن يستيقظ الحيوان للشرب أو الأكل؛ مما سمح للعلماء إمكانية الدخول إلى أوكار الدببة لدراستها.[٥]
فوفقًا لدراسة جديدة هي الأولى من نوعها تخصّ السبات الشتوي للدب راقب فيها العلماء خمسة دببة سوداء بريّة أثناء نومها في فصل الشتاء في ألاسكا، ووجدت الدراسة أنّه وبخلاف غيرها من حيوانات السبات الشتوي تنخفض درجة حرارة أجسام الدببة السوداء ببضع درجات فقط بينما تعمل على قمع عملية الأيض بنسبة 75% لإبطاء احتياجات الجسم من الطاقة، وكانت هذه المرة الأولى التي يدرس فيها الباحثون موسمًا كاملاً للسبات في حيوان بحجم الإنسان، ويأمل الباحثون في أن تساعد النتائج في النهاية في إحداث حالة سبات إنساني للرعاية الطبية أو حتى السفر إلى الفضاء على الرغم من أنّ مثل هذه التطورات قد تكون بعيدة جدًا، وقد صرّح باحث الدراسة إتش كريج هيلر-عالم الأحياء بجامعة ستانفورد- بأنّ "الرغبة الحقيقية في الطب هي القدرة على إحداث انخفاض حرارة الجسم لدى المرضى، وخفض درجة الحرارة والتمثيل الغذائي فإذا تمكّنت من خفض درجة حرارة المخ على بعد بضع درجات فقط من السّكتة الدماغية فيمكنك تقليل كمية الأضرار الناجمة عن السكتة الدماغية بشكل كبير".[٦]
الحيوانات التي تدخل في سبات شتوي
مع بداية الربيع في نصف الكرة الشمالي تستيقظ حيوانات السبات من فترة طويلة من النوم العميق حيث تدخل الكثير من الحيوانات الأخرى غير الدببة في سبات شتوي يستيقظ معظمها خلال شهري مارس وأبريل والبعض يفعل ذلك حتى أواخر مايو[٧]، ومن هذه الحيوانات ما يأتي:[٤]
المراجع[+]
- ^ أ ب "Hibernation", www.encyclopedia.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Bears", www.encyclopedia.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "How do bears survive winter hibernation without eating?", www.quora.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Why do bears hibernate and do any other animals hibernate?", www.quora.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Why Do Animals Hibernate?", www.livescience.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "5 Hibernating Bears Let Scientists Peek Into Their Dens", www.livescience.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Spring means these 4 hibernators are waking up", earthsky.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.