كلام-عن-الموت
الموت
الموت هو النهاية الحتمية لجميع المخلوقات، ومهما قيل من كلام عن الموت تظلّ الألسن عاجزة عن وصف أهواله، فالموت حق والله خلق الموت والحياة ليبتلي عباده ويرى من يصبر ومن يكفر، والموت انقطاع للعمل وانقطاع لتعلق الروح بالبدن ومفارقتها الحتمية له، بعكس الحياة التي تكون فيها الروح متعلقة بالبدن ومتصلة به، لكن الله تعالى يُجسد الموت يوم القيامة ويجعله على هيئة كبشٍ ثم يُذبح، وبهذا ينتهي الموت إلى الأبد، وقد قال الناس كلام عن الموت ووصفوه بوصوف كثيرة؛ لأنّ من يعش الفقد يظلّ مترقبًا للموت في كلّ لحظة، وفي هذا المقال سيتم ذكر كلام عن الموت.[١]
كلام عن الموت
يردّد الناس كلام عن الموت في كل جلسة، والموت حق على جميع المخلوقات، ويذهبون بعده إلى الجنة أو إلى النار، وهو النهاية الأكيدة التي لا بدّ لكل كائن حي أن يتعرض لها، وهو من أصعب الظروف التي يتعرض لها الإنسان في حياته، خصوصًا إن كان الموت قد خطف إنسانًا عزيزًا، مما يجعل الشخص يُفكر كثيرًا فيه ويبحث عن كلماتٍ تواسيه وعبارات تتحدث عن الموت، منها وصايا المعاصي ويلين القلب القاسي.
آيات عن الموت
أكثر كلام عن الموت يمكن أن يتأثر به الإنسان هو كلام الله تعالى عنه، إذ ورد في آيات القرآن الكريم كلام عن الموت تشيب له الرؤوس، وترتعد منه القلوب، فالموت مصيبة عظيمة، ونقصٌ في الأنفس، وهو فرصة ليتعظ الإنسان في حياته الدنيا ويبتعد عن المعاصي والذنوب، فما دام الموت هو النهاية الحتمية للإنسان، فعليه ألّا يغتر بحياته الدنيا أبدًا، وأن يقرأ كلام عن الموت ويتذكره في كلّ لحظه لينجو من النار، ومن الآيات التي ذكر الله تعالى بها كلام عن الموت ما يأتي:
- {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[٣]
- {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ * فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }[٤]
- {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}[٥]
- {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}[٦]
- {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}[٧]
- {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[٨]
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ}[٩]
- {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ}[١٠]
- {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[١١]
- {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ}[١٢]
- {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}[١٣]
- {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}[١٤]
- {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}[١٥]
- {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ * قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}[١٦]
- {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}[١٧]
- {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[١٨]
- {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}[١٩]
- {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ * فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[٢٠]
- {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[٢١]
- {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}[٢٢]
- {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}[٢٣]
شعر عن الموت
مهما قيل من كلام عن الموت، يظلّ الشعر يختصر كلّ الكلام، ومهما قيل من كلام عن الموت يظلّ الشعر أكثر تعبيرًا عن فظاعة الموت وأثره في نفوس الناس، فالموت حق لكنّه صعبٌ جدًا، ويحتاج إلى الصبر على فراق الأحبة، ووما قيل من كلام عن الموت على صيغة الشعر ما يأتي:
- قصيدة عن الموت للمتنبي: في هذا القصيدة قال المتنبي كلام عن الموت بوصفه واعظًا للإنسان ومربيًا وزاجرًا له[٢٤]
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا
- وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى
- صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا
إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ
- فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا
وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ
- وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا
فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى
- وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا
حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى
- وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ
- فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا
فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها
- إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا
إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصًا مِنَ الأَذى
- فَلا الحَمدُ مَكسوباً وَلا المالُ باقِيا
وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى
- أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا
أَقِلَّ اِشتِياقًا أَيُّها القَلبُ رُبَّما
- رَأَيتُكَ تُصفي الوُدَّ مَن لَيسَ جازِيا
خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِب
- الَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا
وَلَكِنَّ بِالفُسطاطِ بَحرًا أَزَرتُهُ
- حَياتي وَنُصحي وَالهَوى وَالقَوافِيا
وَجُرداً مَدَدنا بَينَ آذانِها القَنا
- فَبِتنَ خِفافاً يَتَّبِعنَ العَوالِيا
- شعر عن الموت لأحمد شوقي: في هذه القصيدة كلام عن الموت وصف به الشاعر ما يتركه الموث في نفس الإنسان من أثر[٢٥]
راية الموت فوق هام العباد
- نشرتها كتائب الآباد
يشرب العالمون في السلم منها
- ويريفون ظلها في الجهاد
من تعاجِل يمت وينس ومن
- تمهل يعش تحت خافق متهاد
غاية المرء عائد وطبيب
- ومصير الطبيب للعواد
وبكأسين من حياة وموت
- شرب العالمون من عهد عاد
حلم هذه الحياة فمن تمــدد له
- يشق أو يطب بالرقاد
وقصارى الكرى وإن طال نعمىل
- زوال أو شقوة لنفاد
ذهبت في حساب يوسف سبع
- لينات في إثر سبع شداد
واستوى الصاحبان هذا
- إلى الرعـد تولى وذا إلى الإبعاد
قبره الأرض والبرية ميت
- تلك مطوية وذى لمعاد
ومرور الأجساد بالأرض هلكي
- كمرور الأرواح بالأجساد
أي عصر ببعلبك دفين
- تحت ذاك الثرى وتلك العماد
قف بآثارها الجلائل وانظر
- هل ترى من ممالك وبلاد
أصبح الملك سيرة وذَوُو الـ
- ملــك حديثًا، فكيف بالأفراد
شيدوا للبلى ومر عليهم
- زمن صالح وآخر عاد
بعلبك أخشعي ولاقي أبا يوسف
- لقيا الرياض صوب العهاد
وإذا جاور الملوك وأمسى
- بين عين البلى وعين السواد
أنزليه منازل الصيد منهم
- وأبيجيه مرقد الأنداد
قف بفادى الصديق والجار واسأل
- يا أسير المنون هل لك فاد
إن سهما أصاب منك حبيبا
- وقعه في القلوب والأكباد
وقضاء دهاك هد بناء الـبر
- ركن العفاة والقصاد
أى حي سواك يوم تولى
- خدّدته نجابة الأولاد
خمسة بالشام بعدك قاموا
- ملء عين اللدات والحساد
كلهم حافظ الصديق كريم العهد
- راعى الزمام وافي الوداد
- شعر عن الموت لأبي العتاهية: في هذه القصيدة اختصر أبو العتاهية ما قيل من كلام عن الموت ووصفه وصفًا دقيقًا[٢٦]
لَقَد لَعِبتُ وَجَدَّ المَوتُ في طَلَبي
- وَإِنَّ في المَوتِ لي شُغلاً عَنِ اللَعِبِ
لَو شَمَّرَت فِكرَتي فيما شُلِقتُ لَهُما
- اِشتَدَّ حِرصي عَلى الدُنيا وَلا طَلَبي
سُبحانَ مَن لَيسَ مِن شَيءٍ يُعادِلُهُ
- إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ
ما لِذا المَوتِ لا يَزالُ مُخيفاً
- كُلَّ يَومٍ يَنالُ مِنّا شَريفاً
مولَعاً بِالسَراةِ مِنّا فَما
- يَأخُذُ إِلّا المُهَذَّبَ الغِطريفا
فَلَوَ أَنَّ المَنونَ تَعدِلُ فينا
- فَتَنالُ الشَريفَ وَالمَشروفا
كانَ في الحَقِّ أَن يَعودَ لَنا المَوتُ
- وَأَن لا نَسومُهُ تَسويفا
أَيُّها المَوتُ لَو تَجافَيتَ
- عَن صَخرٍ أَلفَيتَهُ نَقِيّاً عَفيفا
عاشَ خَمسينَ حِجَّةً يُنكِرُ المُنكَرَ
- فينا وَيَبذُلُ المَعروفا
رَحمَةُ اللَهِ وَالسَلامُ عَلَيهِ
- وَسَقى قَبرَهُ الرَبيعُ خَريفا
- شعر عن الموت لابن رازكه:[٢٨]
هُوَ المَوتُ عَضبٌ لا تَخونُ مَضارِبُه
- وَحَوضٌ زُعاقٌ كُلُّ مَن عاشَ شارِبُ
هوَما الناسُ إِلّا وارِدوهُ فَسابِقٌ
- إِلَيهِ وَمَسبوقٌ تَخِبُّ نَجائِبُه
يُحِبُّ الفَتى إِدراكَ ما هُوَ راغِبٌ
- وَيُدرِكُهُ لابُدَّ ما هُوَ راهِبُه
فَكَم لابِسٍ ثَوبَ الحَياةِ فَجاءَهُ
- عَلى فَجأَةٍ عادٍ مِنَ المَوتِ سالِبُه
وَلَم يَقِهِ فِرعَونَ عَونٌ أَعَدَّهُ
- وَلا مُردُ نَمروذٍ حَمَت وَأَشايِبُه
وَهَل كانَ أَبقى بُختَنصَّرَ بَختُهُ
- وَأَنصارُهُ لَمّا تَحَدّاهُ واجِبُه
فَما صانَ حِبراً عِلمُهُ وَكِتابُهُ
- وَلا مَلِكاً أَعلامُهُ وَكَتائِبُه
وَلَسنا نَسُبُّ الدَهرَ فيما يُصيبُنا
- فَلا الدَهرُ جاليهِ وَلا هُوَ جالِبُه
مَضى مُشرِقَ الأَيّامِ حَتّى إِذا اِنقضت
- لَيالي أَبي حَفصٍ تَوَلَّت غَياهِبُه
نَقيبٌ نَسينا كُلَّ شَيءٍ لِرُزئِهِ
- تُذَكِّرُناهُ كُلَّ آنٍ مَناقِبُه
أَناعِيَهُ أَرسَلتَ عَزلاءَ مُهجَتي
- فَها دَمُها حِملاقَ جَفني ساكِبُه
المراجع[+]
- ^ أ ب "حقيقة الموت، وهل له مراحل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الاستعداد للموت"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 28.
- ↑ سورة البقرة، آية: 180-181-182.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 145.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 185.
- ↑ سورة النشاء، آية: 78.
- ↑ سورة النساء، آية: 97.
- ↑ سورة المائدة، آية: 106.
- ↑ سورة الأنعام ، آية: 60-61.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 50-51.
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 44.
- ↑ سورة النحل، آية: 70.
- ↑ سورة المؤمنون، آية: 14-15-16.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 57- 58.
- ↑ سورة السجدة، آية: 10-11.
- ↑ سورة الزمر، آية: 30-31.
- ↑ سورة الزمر، آية: 42.
- ↑ سورة ق، آية: 19.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 82- 87.
- ↑ سورة الجمعة، آية: 6-7-8.
- ↑ سورة الملك، آية: 2.
- ↑ سورة القيامة، آية: 26-30.
- ↑ "قصائد ( رثاء )"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "اية الموت فوق هام العباد"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "لقد لعبت وجد الموت في طلبي"، www.aldiwan.nel، اطّلع عليه بتاريخ 02-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما لذا الموت لا يزال مخيفا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "هو الموت عضب لا تخون مضاربه"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-10-2019. بتصرّف.