من-هو-جبريل--عليه-السلام-
الملائكة
الملائكة خلق الله تعالى، خلقهم من نور وسخَّرهم للعبادة والطاعة؛ فهم لا يعصون الله -عزَّ وجلَّ- ما أمرهم، والإيمان بالملائكة ركن رئيس من أركان الإيمان الستة؛ قال تعالى في سورة النساء: {وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}،[١]ولا يشتركُ الملائكة والبشر إلَّا بالعبادة؛ فالملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتكاثرون، وليس فيهم الذكور والإناث ولا يوصفون بهذه الصفات أبدًا، ومن أشهر الملائكة المذكورين في القرآن الكريم: جبريل عليه السلام، هاروت وماروت، ميكائيل، وهذا المقال سيتحدَّث عن المَلَك جبريل عليه السلام، وسيتناول سبب تسمية جبريل بالروح الأمين.[٢]
من هو جبريل عليه السلام
جبرائيل أو جبريل عليه السلام، ملك سماوي من ملائكة الله تعالى، خلقه الله -عزَّ وجلَّ- من نور كسائر الملائكة، وهو الوحي الذي ينزل على الأنبياء والمرسلين بإذن الله تعالى، فقد نزل جبريل -عليه السلام- بالقرآن الكريم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وجبريل هون الروح الأمين وهو الذي نزل بالرسالات على الأنبياء والرسل، وهو الذي ساند موسى بأمر الله في يوم الزينة، وهو الذي جاء إلى مريم العذراء رسولًا من عند الله وبشَّرها بولادة المسيح، قال تعالى في سورة مريم: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا}[٣][٤].
أمَّا وصف جبريل وشكله، فقد ورد في السنة النبوية عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّه قال: "{مَاَ كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}، قالَ: رأَى رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- جبريلَ في حُلَّةٍ من رَفرَفٍ قد ملأَ ما بينَ السَّماءِ والأرضِ"،[٥]وعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إِنَّما ذلكَ جبريلُ، وما رأيْتُهُ في الصُّورَةِ التي خُلِقَ فيها غيرَ هاتَيْنِ المَرَّتَيْنِ، رأيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّماءِ سادًّا عِظَمُ خلقِهِ ما بين السَّماءِ و الأرضِ"،[٦]والله تعالى أعلم.[٤]
سبب تسمية جبريل بالروح الأمين
لقد لُقِّب جبريل -عليه السلام- بالروح الأمين؛ قال تعالى في سورة الشعراء: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}،[٧]ولُقِّب بالوحي من أمر الله، أمَّا فيما يتعلَّق بسبب تسمية جبريل بالروح الأمين، فقد جاء عن الجياني أنَّه قال: "سُمِّيَ روحًا لأنَّ النفوس تحيا بهِ كما تحيا بالأرواح"، وجاء عن الرازي وابن عادل: "سماهُ روحًا من حيث خُلِقَ من الرُّوح"، وقال ابن عاشور: "سُمِّي روحًا؛ لأنَّ الملائكة من عالم الروحانيات وهي المجردات، والأمين صفةُ جبريل؛ لأنَّ اللهَ أمَّنَهُ على وحيِهِ"،[٨]ومن الجدير بالذكر إنَّ من ألقاب جبريل الروح القدس، قال تعالى في سورة البقرة: {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}،[٩]قال قُتادة في تفسير هذه السورة: "{وأيدناه بروح القدس} قال: هو جبريل عليه السلام"، والله تعالى أعلم.[١٠]المراجع[+]
- ↑ سورة النساء، آية: 136.
- ↑ "الملائكة في الإسلام"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية: 17،18،19.
- ^ أ ب "جبريل"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 3283، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2362، حديث صحيح.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 193.
- ↑ "صفة جبريل عليه السلام وسبب تسميته بالروح الأمين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 87.
- ↑ "تفسير سورة البقرة "، www.quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.