سؤال وجواب

أول-من-هاجر-إلى-الحبشة


مكة المكرمة والدعوة الإسلامية

أصبحت مكة المكرمة- التي نزل فيها القرآن الكريم، ومكث فيها النبي عليه السلام ثلاثة عشرة سنة يدعو الناس إلى الإيمان بالله تعالى، وترك عبادة الأوثان- لا تُصلح للدعوة، بسبب الإيذاء النفسي والبدني على المسلمين، من قبل قريش .[١] فقد "قالتْ أمُّ سَلمةَ رضي الله عنها: لمَّا ضاقتْ علينا مكَّة، وأوذِيَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وفُتنوا، ورَأَوْا ما يُصيبهُم مِنَ البلاءِ والفِتنةِ في دينهِم، وأنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيعُ دفعَ ذلك عنهُم...فقال لهم: إنَّ بأرضِ الحَبشةِ مَلِكًا لا يُظلمُ عنده، فالحقوا ببلادهِ حتَّى يجعلَ الله لكم فَرَجًا ومَخرجًا"، وهاجر مِنَ المسلمين فيها اثنا عشرَ رجلًا، وأربعُ نِسوةٍ، وسيُبيّن هذا المقال أول من هاجر إلى الحبشة."[٢]

سبب اختيار الحبشة للهجرة إليها

ظهرت حنكة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كقائد في تفكيره؛ حيث حسن تخطيطه عندما بدأت قريش تُضيق عليهم في دينهم، وتزيد في تعذيبهم انتهاءً بمقاطعتهم، وطلبهم من عمه أبي طالب أن يسلمهم لهم؛ فكان الإجراء المناسب والوقائي من النبي عليه السلام هو البحث عن مكان يلجأون إليه فكانت الحبشة هي الملاذ؛ لأنّ فيها حاكم عادل لا يُظلم عنده أحد، فالنبي عليه السلام يعلم ما حوله من الممالك والدول ممن هو عادل ومن هو ظالم وكان يعلم أنّ ملكها وهو النجاشي صاحب دين سماوي قريب من المسلمين وحتى الصحابة رضوان الله عنهم الذين هاجروا كانوا من كبار صحابة المسلمين فكان أول من هاجر إلى الحبشة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان المتحدث الرسمي مع حاكمها هو الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، لذلك كانت الحبشة هي الحل الاستراتيجي والوقائي المناسب.[٣]

أول من هاجر إلى الحبشة

كان أول من هاجر إلى الحبشة عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان مولده قبل عام الفيل بستِّ سنين، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصدِّيق، فقد كان من السابقين إلى الإسلام، تزوج ابنتا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فلقب بذي النورين.[٤]وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وثالث الخلفاء الراشدين. والمشهور في صفاته حيائه الشديد[٥] فقد روى أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أرحَمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بَكْرٍ ، وأشدُّهم في دينِ اللَّهِ عُمرُ وأصدقُهُم حياءً عُثمانُ..."[٦]، وكان معروفًا بكثرة عطائه فقد جهز ثلث جيش العسرة في غزوة تبوك[٧]، واشترى بئر رومة عند قدوم النبي عليه السلام إلى المدينة بعدما كان لا يشرب منه أحد إلا بثمن. وكان ممن شارك في الغزوات كلها سواء كان بنفسه أو ماله إلا بدرًا ليقوم بتطبيب زوجته رقية. [٨]فرحم الله عثمان بن عفان رضي الله عنه الحيي المعطاء.

المراجع[+]

  1. "دورة علمية ميسرة - الحلقة (25): السيرة (5): الهجرة إلى الحبشة "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
  2. "الهِجرةُ الأُولى إلى الحَبشةِ ."، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019.
  3. "وللهداية النبوية إعجازها الباهر في الجوانب الأمنية الوقائية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
  4. "سيرة عثمان بن عفان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  5. "تغريدات #السيرة_العُثمانية"، www.saaid.net، 31-12-2019. بتصرّف.
  6. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 79، صحيح على شرط الشيخين.
  7. "عثمان بن عفان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  8. "عثمان بن عفان.. المجاهد المعطاء "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.