تعريف-الشعر-العباسي
تعريف الشعر
الشّعر هو واحدٌ من الفنون الأدبية التي شاعَ ذكرُها منذ الجاهلية وحتى العصر الحديث مع بعض الاختلافات التي تطرأ على تطور الشعر حسب تطوّر العصور التي تحتويه، والشعر لا يمكن حصره في تعريفٍ واحدٍ فقد قيل فيه أنَّه كلامٌ موزونٌ مقفى له معنى ويُشترط في الشعر أن يكون أكثر من بيت حتَّى يُسمى شعرًا، وقد عرَّفه ابن خلدون على أنَّه الكلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف، المفصّل بأجزاء متفقة في الوزن والروي، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على أساليب العرب المخصوصة به، ومن العصور التي مرَّ بها الشعر وكان له الأثر فيه العصر العباسي وسيتحدث هذا المقال عن تعريف الشعر في العصر العباسي.[١]
تعريف الشعر في العصر العباسي
عادةً ما يكون الاختلاف والتطوُّر مبنيُّ على المكان والزمان اللذان يحتضنان أي شيء، فلا يُمكن أن يبقى الشيء نفسه لأنَّ الثبات من المُستحيلات السَّبع وكلُّ عصرٍ مرَّ فيه الشعر كان له بعض الأثر عليه، ففي العصر الإسلاميِّ اختلفت أغراضه وبالأموي تقدَّم أكثر ليصل إلى العصر العباسي يحمل كثيرًا من النُّضج فيه، فبدأ تعريف الشعر في العصر العباسي يُنسج على منوالين قديمٍ وجديد، قديمٍ يُكرِّث الصُّورة والتشبيه والاستعارة والقوة في اللفظ والمعنى والتراكيب وجديدٍ يهفو إلى البسيط من الألفاظ والسَّهل من الصُّور واللطيف من العبارات يأخذ الوساطة ما بين اللفظ البدوي واللفظ العامي، فكان من الطبيعي أن يأخذ علماء الدين صفَّ الشعر القديم؛ لأنَّهم يرونه أدعى لفهم القرآن وأمتن لثقافة الأمة، بينما عدَّ المجددون أنَّه لا بدَّ مع التطور البنيانيِّ والزُخرفي والحضاري أن يكون معه تطوُّرٌ لفظي إلا أنَّه بقيت الأغراض الشعرية كما هي تتنوع ما بين مديحٍ وهجاءٍ ورثاء وغزل إلا أنَّ الفيصل كان في الأسلوب، وبعد التَّفصيل في التيارين اللذين احتلَّا الساحة العباسية وتفصيلٍ في تعريف الشعر العباسي لا بدَّ من الحديث عن أهم الشعراء العباسيين وسيكون ذلك فيما يأتي.[٢]
أهم شعراء العصر العباسي
إنَّ كلَّ عصرٍ مهما زها في الأرض وعلا شأنَّه إلا أنَّ ذلك لا يكون إلا بأسبابٍ ورجال فكان للشعر رجاله الذين حرصوا عليه أكثر من أرواحهم فكان ظلهم وراحتهم التي ينشدون، والعصر العباسي لم يكن أقلّ شأنًا من العصور الأخرى بل كان أعلى وفيما يأتي ذكرٌ لأهم شعراء العصر العباسي ومقتطفاتٌ من شعرهم:[٣]
- بشار بن برد: الشاعر الأعمى فارسي الأصل ولد في عام 96 للهجرة، تعلَّم اللغة العربية في البادية والأدب والثقافة في البصرة، ومن أجمل أبيات شعره:
وَذاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُها
- باتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكرانا
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
- قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا
فَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي
- فَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانا
يا حَبَّذا جَبلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍ
- وَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كانا
قالَت فَهَلّا فَدَتكَ النَفسُ أَحسَنَ مِن
- هَذا لِمَن كانَ صَبَّ القَلبِ حَيرانا
- أبو نواس: الحسن بن هانئ من أب عربي وأم فارسية كان حافظًا للقرآن الكريم ومُكتسبًا للعديد من الثقافات والآداب، لكنَّه عندما ذهب للكوفة تتلمذ على أيدي شعراء ماجنين فتأثر فيهم، وكان شعره ماجنًا ومن أهمه:
سَأَلتُها قُبلَةً فَفِزتُ بِها
- بَعدَ اِمتِناعٍ وَشِدَّةِ التَعَبِ
فَقُلتُ بِاللَهِ يا مُعَذِّبَتي
- جودي بِأُخرى أَقضي بِها أَرَبي
فَاِبتَسَمَت ثُمَّ أَرسَلَت مَثَلاً
- يَعرِفُهُ العُجمُ لَيسَ بِالكَذِبِ
لا تُعطِيَنَّ الصَبِيَّ واحِدَةً
- يَطلُبُ أُخرى بِأَعنَفِ الطَلَبِ
المراجع[+]
- ↑ "شعر (أدب)"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
- ↑ حمود بن عبدالله السلامة، إبراهيم بن حسن الدريعي، أحمد بن سليمان المشعلي (2008)، الأدب العربي للصف الثاني الثانوي الفصل الأول الدراسي، المملكة العربية السعودية: وزارة التربية والتعليم، صفحة 14-16-17. بتصرّف.
- ↑ فالح نصيف الحجية الكيلاني (2019)، شعراء العصر العباسي القسم الأول (الطبعة الأولى)، عمَّان: دار دجلة ناشرون، صفحة 145-155-156-167-172، الجزء الأول والثاني. بتصرّف.