فلسفة-ديكارت-ومنهجه

رينيه ديكارت

قبل الحديث عن فلسفة ديكارت ومنهجه؛ لا بدّ من الإشارة إلى بعض المعلومات التي تتعلق بالعالم رينيه ديكارت، فهو أحد أشهر الفلاسفة الفرنسيين ومن أشهر علماء الرياضيات، ولد عام 1596 وتوفي عام 1650، وهو مشهور باسم بكارتيسيوس، ويعدّ ديكارت الأب الروحي للفلسفة والرياضيات الحديثة، كما أنّه من أكثر علماء العصر الحديث مساهمة في مجال الفلسفة والرياضيات؛ حيث أنّ كثيرًا من الموضوعات المتعلقة بالفلسفة والأفكار في الغرب تمّ وضعها بناءً على أفكار ديكارت الفلسفية، وتدرس فلسفة ديكارت ومنهجه اليوم في كل المعاهد والجامعات، فهو من أهم المفكرين الذين ساهموا في عملية فهم التقدم العلمي وكذلك التقدم الحضاري الحديث، ويخلّد ذكر ديكارت في ما يعرف بالهندسة الديكارتية.^[١]

فلسفة ديكارت ومنهجه

تعدّ فلسفة ديكارت ومنهجه نقلة نوعية في دراسة الفلسفة، حيث كانت معظم أفكار الفلسفة في أوائل القرن السابع عشر مبنية اعتمادًا على العاطفة، إلّا أنّ فلسفة ديكارت ومنهجه مختلفة تمامًا مع أنّها اعتمدت على عناصر الفلسفة المُتعارف عليها فقد عمل ديكارت من خلال فلسفة ديكارت ومنهجه على إبعاد كل المفاهيم المُتعارف عليها سابقًا وكذلك المتوارثة، وبدّأ من جديد دون الاعتماد على أيّ نصوص فلسفية سابقة، ليعيد صياغة ما تمّ التأكد من صحته بطريقة وأسلوب جديد، وكان يقوم بكتابة عبارة تسبق كل شيء يقينيّ حيث يفتتح الحديث بعبارة أنا موجود، واعتمد على ذلك في فلسفته، وقد قام بإطلاق عبارة شهيرة يقول فيها: "أنا أفكر إذًا أنا موجود" ، وكان ديكارت يعتمد في فلسفته على عملية الترابط الأساسي للحقائق، فقد استخدم المنهج العقلاني من أجل التوصل إلى معنى العالم الطبيعي، وكان كل ذلك يتمّ من خلال الربط بين العلم والرياضيات.^[٢]

وتعدّ فلسفة ديكارت ومنهجه امتدادًا لمنهج العالم المعروف باسم فرانسيس بيكون الذّي عمل على تأسيس منهجه في إنجلترا قبل ديكارت بعقود، وهناك العديد من الاسهامات لديكارت في نشأة المنهج الفلسفي الحديث حيث نشر كتابة تأملات في الفلسفة الاولى، ثمّ كتاب مبادئ الفلسفة، وقد شارك ديكارت في علم الفيزياء وله العديد من الابحاث في الفيزياء النظرية حيث وصفه العديد من العلماء أنّه رياضي من الدرجة الاولى، وشارك أيضًا في تقديم الهندسة الديكارتية التي تعتمد على الجبر، وفي فهم الانكسار وتطور القوانين الخاصة فيه ونتج عن ذلك الفهم التجريبي لقوس قزح، وقد قام بتقديم معلومات تفسر عملية تشكل باللاهوت، حيث قاده كل ذلك إلى التفكير في طبيعة الوجود وكذلك ثنائية العقل والجسد وقد أشار إلى أنّ الالتقاء بين الجسم والروح يكون في الغدة النخامية، وقد عرّف الثنائية على أنّها التقاء المادة واللامادة، وقد قام ديكارت في فلسفته، بتحديد بعض الوسائل التي يمكن من خلالها معرفة ما هو صحيح، وقد عمل ديكارت على إضافة مصّطلح جديد يعرف بالشّك الديكارتي الذي يستطيع البشر من خلاله أن يصبحوا فلاسفة.^[٢]

فلسفة ديكارت الأخلاقية

في سياق الحديث عن فلسفة ديكارت ومنهجه هناك فلسفة أخلاقية اعتمد عليها ديكارت من خلال تأسيسه فلسفة ديكارت ومنهجه، حيث كان ديكارت يعمل على كبح جماح الأنانية ويلجأ إلى الله حيث كان يؤمن أنّ الله -سبحانه وتعالى- جعل لنا كل هذه الحواس من أجل الوصول إلى أنّ الله موجود، مع أنّه كان يعتمد على منهج الشك في كل المعتقدات والمبادئ التي وصلت للبشر، إلا أنّه اعتمد في إثباته لوجود الله على النفس المدّركة ولم يعتمد في البداية على العالم الخارجي وكيفية تكوينه، وقد قام ديكارت بإطلاق تأملات ربانية حيث كان يرغب في بث الطمأنينة في نفسه، حيث قال أنّ الله موجود فعلًا، وهو إله عادل وقدير، وأنّ النفس خالدة حيث ذكر أيضًا أنّ الإرادة الانسانية حرة في وسط آلية كونية، حتى لو كانت تعتمد على جسد سيفنى، وعندما تمّت دراسة ديكارت في طفولته وُجد أنّه كان يخوض في مغامرات الفكر ويُصاب بالخوف ممّا يدل أنّ العقل كان حاضرًا في تفكيره، ممّا يدفعه إلى التراجع عن تلك المغامرات في التفكير ليعود إلى الإيمان بوجود الله -سبحانه وتعالى- مما يجعل تفكيره يتميّز بالعقلانية.^[١]

ديكارت والاسلام

المراجع[+]

1. ^ ^{أ ب} "رينيه ديكارت"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-8. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} "من هو رينيه ديكارت - René Descartes؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-8. بتصرّف.
3. ↑ "شهادات المنصفين الغربيين .. دي سلان و درمنجهايم و ديكارت ودينيه "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-8. بتصرّف.