سؤال وجواب

تعريف-المقابلة-في-البلاغة


البلاغة

إنَّ البلاغة هي واحدة من أصناف الفنون الأدبيّة التي تعتمد وبشكلٍ أساسيٍّ على سَبك اللغة وتنميقها وزخرفتها كأنَّها قطعةٌ من الفنِّ الهارب عبرَ التاريخ، فأبدع فيها الكُتَّاب والأدباء وتركت في نفوسهم الشيء الكثير فلا يُمكن اختصارها بتعريفٍ من كلماتٍ عدَّة، ولكن على قول بعض العلماء أنّهم حاولوا وصفها بأنَّها فنّ الخطاب والكلام، وقد تمَّ تقسيمها إلى ثلاثة أقسام وهي: علم البيان وعلم البديع وعلم المعاني، وعلى ذلك كان التَّصنيف منذ القديم ولا بدَّ بعد الحديث عن البلاغة أصنافها أن يتم الحديث عن واحدٍ من أقسام علم البديع وهو المقابلة، وفيما يأتي سيتوضح تعريف المقابلة في البلاغة.[١]

تعريف المقابلة في البلاغة

عند معرفة أصناف الفنون الأدبية عامَّة والتبحر في البلاغة خاصَّة لا بدَّ عندها أن يكون المتبحر شخصًا قادرًا على التجذيف للوصول إلى شاطئ المعرفة بأسهل الطرائق وأحسنها، وذلك حتى لا يتيه في بحر االغموض دون هدى، وكما تم التنويه إلى أن المقابلة هي واحدة من أنواع البديع، وتم تعريفها لغة في كتاب مختار الصحاح على أنها المواجهة ويُقال تقابل القوم أي استقبل بعضهم بعضًا، قال تعالى: {إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}[٢]، أما اصطلاحًا فهي أن يأتي المتكلم بمعنيين أو أكثر متوافقين ثم يُقابل ذلك بمعنيين آخرين مضادين أو موافقين على الترتيب، وقد اشترط السيوطي في تعريف المقابلة أن تكون المعاني على الترتيب، فالمقابلة هي مثل للحفظ وأثبت في الفهم والتركيز، وكما وُضح أنَّ المقابلة ربما تكون في كلمتين أقلها أو أكثر من ذلك فسيتم وضع مثالٍ لكلِّ نوعٍ من أنواع المقابلة:[٤]

  • المقابلة في معنيين: وهي أن تكون في كلمتين قال تعالى في سورة التوبة: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[٥] وهنا كان التقابل في "يضحكوا قليلًا" "يبكوا كثيرًا"
  • المقابلة في ثلاث معاني: وهي أن يكون التقابل في ثلاث كلمات، قال تعالى في سورة الأعراف: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}[٦] وهنا كلمة يحل مقابلة ليحرم وكلمة لهم تقابل عليهم والطيبات تقابل الخبائث.
  • المقابلة في أربع معاني: مثل قوله تعالى: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ}[٧]

المراجع[+]

  1. "بلاغة"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
  2. سورة الحجر، آية: 47.
  3. عماري عز الدين (2009-2010)، أسلوب التقابل في الربع الأخير من القرآن الكريم، الجزائر: بحث منشور عن جامعة الحاج لخضر باتنة، صفحة 11-15. بتصرّف.
  4. محمد هيثم غرة، منيرة فاعور (2010-2011)، البلاغة العربية (البيان والبديع) (الطبعة الأولى)، سوريا: جامعة دمشق، صفحة 191-192. بتصرّف.
  5. سورة التوبة، آية: 82.
  6. سورة الأعراف، آية: 157.
  7. سورة الليل، آية: 4-5-6-7-8-9-10.