سؤال وجواب

أسماء-الملائكة-المذكورة-في-القرآن


معنى الملائكة

إنَّ مصطلح الملائكة في اللغة جمع ملكٍ، وقد جاء عن ابن الفارس في معنى الملائكة: "الميم واللام والكاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قوّةٍ في الشَّيء وصِحّةٍ"، والملائكة في الإسلام خلقٌ من خلقِ الله عزَّ وجلَّ، مخلوقون من نور، ومسخَّرون لخدمة الله تعالى؛ فهم مأمورون ولا يعصون لله أمرًا، وقال الإمام الطبري في معنى الملائكة: "سُمِّيتِ الملائكة ملائكةً بالرِّسالة؛ لأنَّها رسلٌ الله بينَهُ وبينَ أنبيائِهِ، ومن أرسلت إليه من عباده"،[١] ومن الجدير بالذِّكر أنَّ مسكن الملائكة في السماوات، والإيمان بوجودهم ركنٌ رئيسٌ من أركان الإيمان الستة، وفي المقال الآتي سيُسلَّطُ الضَّوء على أسماء الملائكة المذكورة في القرآن الكريم.[٢]

صفات الملائكة

قبل التفصيل في أسماء الملائكة المذكورة في القرآن الكريم، من الجدير بالذكر بأنَّ للملائكة صفات خُلُقيَّة، وصفات خَلْقيَّة، فأمَّا الخُلُقيَّة منها ما جاء في وصف الملائكة في القرآن الكريم بأنَّهم كرامٌ بررةٌ، حيث قال -تعالى- في سورة عبس: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ* كِرَامٍ بَرَرَةٍ}،[٣] ووردَ عن ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسيرِ معنى سفرة: "هم الملائكة"، وأرجح الأقوال في تفسيرِ الآية الكريمة هو أنَّ السفرة هم الملائكة الذين يسفرون بين الله -عزَّ وجلَّ- ورسله بالوحي.[٤] ومن الصفات الخُلُقية للملائكة أنَّهم شديدو الحياء، فقد جاء في السنة النبوية الشريفة أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما: "ألَا أستَحْيي ممَّن تَستَحْيي منه المَلائِكةُ؟".[٥][٦]

أمَّا صفات الملائكة الخَلْقِيَّة فهم مخلوقون من نورٍ، ودليل ذلك ما روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: "خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ، وخُلِقَ آدَمُ ممَّا وُصِفَ لَكُمْ"،[٧] ومن صفات الملائكة الخَلْقِيَّة أنَّه لا يمكن للبشر رؤيتهم، ولم يستطع أحد رؤية الملائكة من قبل؛ إلَّا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي رأى جبريل -عليه السلام- في غار حراء، وفي رحلة الإسراء والمعراج، ومن صفات الملائكة أيضًا أنَّهم خُلقوا بهيئةٍ وصورةٍ جميلةٍ، ودليل ذلك قول الله -تعالى- في وصف جبريل -عليه السَّلام- في السنة النبوية تفصيلٌ في أعمالهم، وإنّ المعلوم بأنَّ الملائكة الكرام عبادٌ مأمورون، لا يعصون الله ما أمرهم، ودليل ذلك ما جاء في إحدى فتاوى اللجنة الدائمة: "قد أخبر الله سبحانه عن الملائكةِ بأنَّهم: عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ، وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ الآيات، فهُم محلُّ كرامتهِ وإحسانِهِ، وتحتَ تصرُّفِهِ وأمرِهِ، فمنهم الموكَّل بأهل الجنة، ومنهم الموكَّل بأهلِ النَّار، ومنهم حملة العرشِ، ومنهم الحافُّون بالعرش"، وقد جاء في القرآن الكريم أنَّ من أعمال الملائكة تبليغ السلام للمؤمنين في الجنة يوم القيامة، حيث قال الله -تعالى- في سورة الرعد: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ* سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}،[٩][١٠] وإنّ من أعمال الملائكة أيضًا في الآخرة أنَّهم يستقبلون المؤمنين أهل الجنة، وذلك ما جاء في قول الله -تعالى- في سورة الأنبياء: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}،[١١]وفيما يأتي أسماء الملائكة المذكورة في القرآن الكريم.[٦]

أسماء الملائكة المذكورة في القرآن الكريم

يمكن القول في الحديث عن أسماء الملائكة المذكورة في القرآن الكريم، إنَّ للملائكة أسماءً ذكرها الله -عزّ وجلّ- في محكم التنزيل، وكما جاء بعض أسماء الملائكة في السنة النبوية الشريفة، وقد اقترنت أسماء الملائكة المذكورة في القرآن الكريم بالأعمال التي أوكلت إليها، وفيما يأتي بيان أبرز أسماء الملائكة المذكورة في القرآن الكريم، مع الآية التي ذُكرت فيها:[٦]

  • جبريل: وقد جاء ذكره باسم جبريل في قول الله تعالى: {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ}،[١٢]وذُكر جبريل أيضًا باسم الروح الأمين، ودليل ذلك قول الله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}.[١٣]
  • ميكائيل: وهو ملكٌ من الملائكة الذين ذكروا في القرآن الكريم صراحةً، حيث قال الله -تعالى- في سورة البقرة: {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ}.[١٢]
  • مالك: وهو اسم من أسماء الملائكة المذكورة في القرآن الكريم، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}.[١٤]
  • هاروت وماروت: وهما اسمان من أسماء الملائكة المذكورة في القرآن الكريم، حيث جاء ذكرهما في قولِ الله -تعالى- في سورة البقرة: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ}.[١٥]
  • ملك الموت: جاء اسم ملك الموت في القرآن الكريم، في قول الله -تعالى- في سورة السجدة: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}.[١٦]

سبب تسمية جبريل بالروح الأمين

إنَّ جبريل -عليه السلام- هو ملك من ملائكة الله تعالى، نزل على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأوكلتْ إليه مهمة تنزيل القرآن الكريم، وتلقينه للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقد ذُكر جبريل -عليه السَّلام- في القرآن الكريم بأكثر من اسم: حيث ذكر باسم جبريل، وذُكر باسم الروح الأمين، أمَّا سبب تسميته بالروح الأمين، فثمَّة أكثر من رأي، حيث قال الجياني: "سُمِّيَ روحًا؛ لأنَّ النُّفوس تحيا به، كما تحيا بالأرواحِ"، وقال الرازي في سبب تسمية جبريل بالروح الأمين: "سماه روحًا من حيثُ خُلِقَ من الروحِ"، وقيل أيضًا في سبب تسميته بالروح الأمين: "لأنَّه روحٌ كلُّهُ، لا كالنَّاس الذين في أبدانهم روحٌ، وسمَّاه أمينًا لأنَّه مؤتمنٌ على ما يؤدِّيه إلى الأنبياء -عليهم السَّلام- وإلى غيرِهم".[١٧]

المراجع[+]

  1. "معنى الملائكة لغةً"،www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  2. "تعريف الملائكة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  3. سورة عبس، آية: 15-16.
  4. "تفسير سورة عبس"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 25216، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم.
  6. ^ أ ب ت ث "الملائكة في الإسلام"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2996، خلاصة حكم المحدث: حديث صحيح.
  8. سورة النجم، آية: 5-6.
  9. سورة الرعد، آية: 23-24.
  10. "أعمال الملائكة في الآخرة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  11. سورة الأنبياء، آية: 103.
  12. ^ أ ب سورة البقرة، آية: 98.
  13. سورة الشعراء، آية: 193.
  14. سورة الزخرف، آية: 77.
  15. سورة البقرة، آية: 102.
  16. سورة السجدة، آية: 11.
  17. "صفة جبريل عليه السلام وسبب تسميته بالروح الأمين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.