سؤال وجواب

أهم-فلاسفة-الفلسفة-الحديثة


مفهوم الفلسفة

إنّ الفلسفة نشاطٌ فكريّ خالص، شأنُه شأن الأدب والحِكم والأمثال، فإنّ الفلسفة ماثلة دائمًا في كلّ مكان، في صورة شعبيّة كالأقوال المأثورة، وفي صيغ الحكمة الجارية، وفي الآراء المتواترة، وبهذا فإنّ الإنسان لا يمكن أن يَفلَت من الفلسفة، وكما يدلّ المصدر الاشتقاقيّ للفلسفة فإنّها تعود لحب الحكمة، والحكمة هي تاريخ الفلسفة، وترتبط الفلسفة في شكلها ومضمونها ارتباطًا وثيقًا بأشقّائها من الفروع الأخرى كالأدب والفن والدين والعلم، ولكن عدّ المؤرّخون فتح القسطنطينية وما تبعه من انهيار للإمبراطورية البيزنطية وهجرة علمائها إلى إيطاليا، بأنّه نقطة تحول من العصر الوسيط إلى الحديث، وبهذا قامت الفلسفة الحديثة، وظهر أهم فلاسفة الفلسفة الحديثة.[١]

الفلاسفة القدماء

لا بُدّ قبل دراسة الفلسفة الحديثة أن يدرس الفرد الفلسفة القديمة التي هي أصل الفلسفة والأساس التي قامت منه، ولِمعرفة أيضًا مدى تطور الفلسفة وتغيّر أفكارها ومذاهبها وفلاسفتها، فسبب ظهور أهمّ فلاسفة الفلسفة الحديثة هو استفادتهم من الفلاسفة القدماء، ومنهم أهمهم الآتي:[٢]

  • سقراط: ولد سقراط في أثينا، وكان شديدَ الحكمة منذ سنّ مبكرة، فأخذ يغذّي عقله ويهذّب نفسه؛ لأنه فهم الحكمة على أنها كمال العلم لكمال العمل، وانتهج سقراط منهج التهكّم والتوليد في عملية البحث عن العلم، أمّا في الفلسفة فكان يبحث عن ما وراء العوارض المحسوسة.
  • أفلاطون: ولد أفلاطون في أثينا عام 427 ق.م في أسرة عريقة النّسب، ولم يحصل به ما حصل بالفلاسفة من قبله فما كتبه أفلاطون وصل كله وحفظ حتى هذا اليوم، وكان يتبع في أسلوبه أسلوب المحاورة الأفلاطونيّة، وكان من أهمّ مؤلفاته كتاب المدينة الفاضلة.
  • أرسطو: ولد أرسطو في أسطاغيرا عام 385 ق.م، وكان القدماء معجبين بكتابة أرسطو فقيل أن أسلوبه يتدفق كالنهر، ولكن هذا لم يرقّ الكثير من أهم فلاسفة الفلسفة الحديثة، فكانت كتبه جامدة، وكان ينظر إلى العلم من الاتجاهين النظري والعملي بسبب الغاية التي ينتهي إليها، فالنظري ينتهي إلى المعرفة فقط، أمّا العمليّ فيرمي إلى تدبير الأفعال الإنسانية.

الاتجاهات المعاصرة في الفلسفة

يوجد اتجاهات معاصرة في الفلسفة، والتي تبنّاها أهم فلاسفة الفلسفة الحديثة، والتي تبيّن بشكل واضح ملامح الفلسفة الحديثة واتجاهاتها الرئيسة، وإلى ما ترمي الوصول إليه، ومن أهم الاتجاهات المعاصرة في الفلسفة الآتي:[٣]

  • البرجماتية: البرجماتية اسم يطلق على عدد من الفلسفات المختلفة التي تشترك في مبدأ عام وهو أن صحة الفكرة تعتمد على مدى ما تؤديه من نفع وفائدة.
  • الوجودية: وانصبّت اهتمامات الفلسفة الوجودية على المشكلات الوجوديّة للإنسان، مثل معنى الحياة والموت وكلّ مشكلات الوجود الإنساني في العالم.
  • البنيوية: إن الحضارة اليونانية وتراث ديني فلسفي يرجع إلى العصر الوسيط، ونتائج من حركات فكرية عديدة وما ترتب عليها من تائج سلبية وإيجابية، فيستطيع بلا شكّ أن يختار من كل تيار ما يروق له ويبتعد عن ما يعارضه ويضيف الجديد.
  • إن الديمقراطية الفكرية التي أصبحت مرتبطة بالديمقراطية السياسية جعلت الفلاسفة يتقبلون أفكار وآرارء بعضهم البعض، ويناقشون تلك الآراء مناقشة حرة، ولا شكّ أن هذا التواصل الفكري كان من شأنه أن يجعل الفلاسفة يعيشون في جوٍّ من الألفة الفكرية، على صورة يمكن من خلالها التأثر والتأثير فيما بينهم.

أهم فلاسفة الفلسفة الحديثة

مع تطوّر العلم والعالَم كان لا بُدّ أن يتغيّر مفهوم الفلسفة ومحتواه، وكان الفضل في ذلك للعديد من الفلاسفة والعلماء الذين عملوا على تطوير الفلسفة، ولم تقتصر الفلسفة الحديثة على بلد واحد بل كانت في بلدان مختلفة وفلاسفة مختلفين، ومن أهم فلاسفة الفلسفة الحديثة الآتي:[٥]

فرنسيس بيكون

وُلد الفيلسوف فرنسيس بيكون في لندن، وكان أبوه الحامل للخاتم الأكبر في خدمة الملكة إليزابيث، دخل جامعة كمبردج في الثالثة عشرة من عمره، ولكنّه خرج منها بعد ثلاث سنوات من دون أن يحصل على إجازة علمية، وكان يحمل في نفسه الازدراء لما كان يدرسه في العلوم على مذهب أرسطو والمدرسين، وإلى جانب شواغلِه الدنيوية فقد كان ينادي إلى إصلاح العلوم وإحياؤه بمنهج الاستقراء، ويعد هذا المنهج هو القسم الإيجابيّ من المنطق الجديد، وكانت الحاجة إليه ماسّة بسبب تغيّر العلم، كان العلم القديم يرتّب الموجودات في أنواع وأجناس فكان نظريًا بحتًا، ولكن منهج الاستقراء يرمي إلى التوصّل إلى الظواهر المعقدة، عن طريق تنويع التجربة بتغيير المواد وكميتها وخصائصها، وتكرار التجربة ونقلها وتطبيقها، وبهذا ساعد القيلسوف فرنسيس في تغيير النظرة الجامدة للعلم.[٥]

توماس هوبس

دخل توماس هوبس جامعة إكسفورد، في الخامسة عشر من عمره، ودرس فيها خمس سنوات وكان يتلقّى بها المنطق المدرسي والطبيعيات من دون اهتمام كبير، وجاءت الصّورة الأولى لفلسفتِه في كتاب اسمه "مبادئ القانون الطبيعي والسياسي"، وكان هوبس يتّخذ الإحساس مبدأ يرجع إليه الأفعال العقلية، ويقول إنّ كل علم هو آتٍ من الإحساس، ويعرّف الإحساس بأنه حركة ذرات الجسم الحاس الصادرة عن حركة الجسم المحسوس.[٥]

رينيه ديكارت

ولد رينيه ديكارت في فرنسا، وكان أحد أهم فلاسفة الفلسفة الحديثة، عندما بلغ الثامنة من عمره دخل مدرسة لافليش للآباء اليسوعيّين، وكانت الفلسفة منهجًا أساسيًا في تلك المدرسة، وكان تدريسها عبارة عن شرح كتب أرسطو، ولكن ديكارت كان معجبًا بالرياضيات لوضوحه ودقته، أمّا الفلسفة فتركت في نفسه أمرًا سيئًا لكثرة ما فيها من أخذ ورد، وألّف ديكارت كتابًا في الفلسفة سماه قواعد تدبير العقل، وفيه أربع قواعد الأولى ألّا يسلّم الفرد لشيء إلا أن يعلم أنه حق، والثانية أن يقسم الفرد أن يقسّم كل مشكلة تواجهه إلى أجزاء ليسهل حلها، الثالثة أن يسير الفرد بأفكاره بانتظام من البسيط إلى المركّب، والقاعدة الأخيرة تقول أن يقوم الفرد بإحصاءات شاملة تضمن أنه لم يغفل شيئًا.[٥]

جون لوك

هو أحد أكبر ممثّلي النزعة التجريبية الإنجليزية، ومن أهم فلاسفة الفلسفة الحديثة، جاء بعد هوبس وكان أعمق منه في توضيح المذهب الحسّي والدفاع عنه، وأول ما استعرضه جون لوك في كتابه محاولة في الفهم الإنساني هو أن ينحي المذهب الغريزي من طريقه لكي يعرض المذهب الحسي أو التجريبي، فكان الحق عند جون لوك أن النفس في الأصل كلوح مصقول لم ينقش فيه شيء، وأن التجربة هي التي تنقش عليه المعاني والمبادئ جميعها، والتجربة نوعان تجربة ظاهرة واقعة على الأشياء الخارجية وتجربة باطنة واقعة على الأحوال النفسية.[٥]

المراجع[+]

  1. د. حسن طلب (2003)، أصل الفلسفة (الطبعة الأولى)، الإسكندرية-مصر: مكتبة الاسكندرية، صفحة 82،83. بتصرّف.
  2. يوسُف كرم (2012)، تاريخ الفلسفة اليونانية، القاهرة-مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، صفحة 66،79،137،147. بتصرّف.
  3. أ.د محمد مهران، د. محمد مدين (2004)، مقدمة في الفلسفة المعاصرة، القاهرة-مصر: دار قباء، صفحة 42،91،119،144. بتصرّف.
  4. أ.د محمد مهران، د. محمد مدين (2004)، مقدمة في الفلسفة المعاصرة، القاهرة-مصر: دار قباء، صفحة 32،33. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج يوسف كرم (2012)، تاريخ الفلسفة الحديثة، القاهرة-مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، صفحة 53،57،61،63،67،72،73،145،148،149. بتصرّف.