حكم-صلاة-التراويح-مع-الأسرة-في-الم
محتويات
الصلاة
الصلاة عمودُ الدّين، وهي جزءٌ أساسيّ من حياة المسلم ولا يكتمل إيمانه إلا بها، كما أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد شهادة "أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله"، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على عظمة هذه العبادة التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- على كل مسلمٍ بالغ وعاقل، أمّا عدد الصلوات المفروضة فهو خمس صلواتٍ مفروضة في اليوم والليلة وموزّعة في أوقاتٍ معيّنة، بالإضافة إلى السنن التي يؤدّيها المسلم مع الفروض، وبعض الصلوات الأخرى المتعلّقة بمناسباتٍ معيّنة مثل: صلاة التراويح وصلاة العيد وصلاة الجنازة، وفي هذا المقال المرفق بالفيديو سيتم ذكر حكم صلاة التراويح مع الأسرة في المنزل.
صلاة التراويح
صلاة التراويح هي صلاة القيام التي يؤدّيها المسلمون في ليالي رمضان المبارك، وهي من العبادات العظيمة التي تُقرّب العبد إلى الله تعالى، وقد صلاها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالمسلمين في بعض ليالي رمضان، ثمّ خاف أن تُصبحَ مفروضةً عليهم، فأرشدَ المسلمين للصلاة في البيوت، وعند وفاته -صلى الله عليه وسلم-، وتحديدًا في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، رأى عمر أن الناس يصلونها في المسجد متفرقين، فالبعض يصليها وحيدًا، وبعضهم يصلي في رَجُلين أو أكثر، فقال: "لو جمعناهم على إمامٍ واحد"، فجمعهم بإمامة أُبي بن كعب، وأصبحوا يُصلّونها جماعةً، وكان دليله في هذا قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه" [١]، كما استدلّ عمر بفعل الرسول -عليه السلام- تلك الليالي التي صلى فيها، وأنّه بعد وفاة الرسول قد انقطع نزول الوحي وزال الخوف من أن يُصبح حكم صلاة التراويح فرضًا، وبهذا فإن المسلمين صلوا التراويح جماعة في عهد النبي -عليه السلام- وفي عهد عمر -رضي الله عنه-، واستمرّوا بهذا إلى الآن، ومن الأحاديث التي تُرشد إلى هذا، قول النبيّ -عليه السلام-: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" [٢])، والمصلي في صلاة التراويح يجلس للاستراحة بين الركعتين، تجنبًا للتعب والمشقة. [٣]
حكم صلاة التراويح
حكم صلاة التراويح سُنّة، وهي سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما أن الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يصلّونها وهذا مشهورٌ عنهم، وقد أصبح المسلمون يُصلّونها خلفًا بعد سلف إلى اليوم، أمّا عن دعاء صلاة التراويح، فإنّه من المستحب الاستفتاح بدعاء في كل تسليمة من صلاة التراويح وقول دعاء صلاة التراويح، لأن كل تسليمةٍ فيها تُعدّ صلاةً مستقلة عن التي تسبقها، علمًا أنه لا يجوز جمع صلاة التراويح بعضها أو كلها مع الوتر في سلامٍ واحد؛ لأنّ هذا مفسدٌ للصلاة، والدليل على ذلك قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: "صلاة الليل مثنى مثنى"، لهذا فإن صلاة التراويح تُصلى ركعتين ركعتين.[٤]
حكم صلاة التراويح مع الأسرة بالمنزل
حكم صلاة التراويح في المنزل جائز، حيث يمكن للرجل من باب الجواز أن يصلي صلاة التراويح مع الأسرة في بيته، ولكن في شهر رمضان المبارك يجب أن يحرص الإنسان على تحقيق الأفضلية في العبادات، وأجمع جمهور العلماء على أن صلاة التراويح في المسجد أفضل، وكما ذُكر سابقًا فقد صلاها النبي -عليه الصلاة والسلام- عددّا من الليالي مع المسلمين وأجمعهم عليها، ثمّ انصرف النبي -عليه الصلاة والسلام- عنهم فلم يأتموا به، وكان له من هذا غاية وحكمة وهي حتّى لا يظنّ المسلمون أنّها وُجبت عليهم، ثمّ لمّا رأى سيدنا عمر المسجدَ يكتظُّ بالمصلين، وأحيانًا يصلون جماعات أو فرادى وآخرون يجهرون بقراءة القرآن، فرأى أنه من الحكمة أن يجمعهم على صلاة التراويح، ثمّ أصبحت سُنّة متبعة عن سيدنا عمر -رضي الله عنه- في عموم المسلمين في كل الأزمان، وأفتى العلماء في استحبابها في جماعة المصلين في المسجد، ولكن هذا لا يمنع من أن يصلّيَها الرجل في بيته، فقد يكون هذا الذي صلاها في بيته من أصحاب الأعذار، أو قد يكون في مكانٍ مقطوع وبعيدًا عن المسجد، أو أن يكون له ذرية من البنات الصالحات فيحب أن يجمعهنّ في صلاة الجماعة، علمًا أنه لا يجوز أن يمنع الرجل زوجته من الخروج إلى المسجد ضمن الضوابط الشرعية للذهاب إلى المسجد لأداء التراويح، إذ يقولُ الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "لا تمنعوا إماء الله من مساجد الله"، مع وجوبِ التزام المرأة التي تذهبُ للصلاة بالمسجد بالستر الكامل والاحتشام، عسى أن يتعلّق قلبها بالله. [٥]
كيفية صلاة التراويح
صلاة التراويح تكون بعد صلاة العشاء، وتُختم بصلاة الوتر، حيث يذهب المسلمون عادةً للمسجد لِيصلّوها جماعة، وهي صلاة عاديّة تُصلى كصلاة الفروض، لكنها تختلف في عدد الركعات، كما أنها تُصلّى فقط في شهر رمضان المبارك، وتشبه في كيفيتها صلاة الفروض، أي أنها صلاة عادية يقرأ فيها المسلم سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن في الركعة الأولى، ويُكرّر هذا في الركعة الثانية، وعندما ينتهي من الثانية يجلس للتشهد والصلاة الإبراهيمية ويُسلّم، وبهذا يكون قد أنهى ركعتين منها، ثمّ يُصلّي ركعتين بالطريقة نفسها ويُسلم إلى أن يُؤدّي ثماني ركعات أو أن يُكملهنّ إلى عشرين ركعة،[٣]، أما عدد ركعات التراويح فليس لها عدد محدود، فالبعض يُصلّيها ثمانية والبعض يُصلي عشرين ركعة، ولا بأس في أن يُصلّيها المسلم ثلاثين أو أربعين أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة مع الوتر، ولا بأس على مَن يُصلّي أكثرَ أو أقلّ، وذلك لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "صلاة الليل مَثنى مَثنى"، وهذا الحديثُ يشمل صلاة الليل في رمضان وغير رمضان، فإنْ خشيَ المسلم من طلوع الفجر صلّى ركعة وتر واحدة، وقد كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يوتر بواحدة وإما بخمس وإما بسبع وإما بتسع، وفي الأغلب كان يُصلي إحدى عشرة ركعة، حيث يُصلّي كل ركعتين معًا ويوتر بواحدة، ولم ينهَ -عليه السلام- عن الزيادة. [٦]
فيديو عن حكم صلاة التراويح
المراجع[+]
- ↑ رواه البخاري في (صلاة التراويح) برقم (1875)، ومسلم في (صلاة المسافرين) برقم (1269)، واللفظ متفق عليه
- ↑ رواه الترمذي في (الصوم) برقم (734) وابن ماجه في (إقامة الصلاة والسنة فيها) برقم (1317)، والإمام أحمد في (مسند الأنصار) برقم (20450
- ^ أ ب صلاة التراويح, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-7-2018، بتصرّف.
- ↑ أحكام مختصرة في صلاة التراويح, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-7-2018، بتصرّف.
- ↑ حكم صلاة التراويح مع الأسرة في البيت, ، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-7-2018، بتصرّف.
- ↑ بيان عدد ركعات صلاة التراويح, ، "www.binbaz.org"، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2018، بتصرّف.
- ↑ حكم صلاة التراويح مع الأسرة في البيت, ، "www.youtube.com"، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2018