كفارة-الإفطار-في-رمضان-بعذر
محتويات
شهر رمضان
شهر رمضان هو الشهر التاسع من بين شهور السنة الهجريّة، إذ يسبقُه شعبان ويأتي بعدَه شوّال، وشهر رمضان المبارك مميّزٌ عند المسلمين، فهو شهرُ الخير والبركة، حيث تجتمع فيه العبادات من صومٍ وصلاةٍ وقراءة للقرآن ودعاء، وفيه تزدادُ الحسنات وتُستجاب الدعوات وتُصفّد الشياطين، وهو الشهر الذي بدأ فيه نزولُ القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألفِ شهر، ويُؤدّي فيه المسلمون عبادةً عظيمة وهي الصيام، والصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وله أثرٌ كبير في حياة المسلمين، ويقول تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان" [١]، وفي هذا المقال المرفق بمقطع فيديو، سيتم بيان مسألة كفارة الإفطار في رمضان بعذر.
نية صيام رمضان
النيّة ركنُ أساسيّ من أركان الصيام، ولا يصحّ الصيام إلا بها، فالصيام عبادة مفروضة، وهو كغيره من الطاعات التي تستوجب النيّة، والدليل على ذلك حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكلّ امرءٍ ما نوى، فمَن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها، أو امرأة يتزوَّجها، فهِجرته إلى ما هاجَر إليه" [٢]، فمَن أمسك عن جميع المفطرات من طعامٍ وشراب وغيره دون أن ينويَ الصيام، فإنّه لا يُعدّ صائمًا، كما يجبُ استدامة النيّة؛ لأن استدامة النية من شروط صحة الصيام، وتكونُ بعدم قطع النيّة طَوال فترة الصيام، إذ إنّ مَن ينوي قطع النية ونوى أن يُفطر، فسد صومه سواء أكل أم لم يأكل، ولهذا فإنّ مَن يقطع نيته في يومٍ من أيام رمضان لعذرٍ صحيح مثل: السفر أو المرض، فإنّه يفطر ويجب عليه القضاء، أمّا من يقطع نيته في أيام رمضان لغير عذرٍ شرعيّ، فإنه يُمسك بقيّة اليوم، ووجب عليه القضاء، أما عن وقت النيّة فإنّه في حالة صيام الواجب مثل: صيام رمضان وقضائه، فإنّ النيّة واجبة ليلًا، أي قبل طلوع الفجر؛ لأنّ النيّة تسبقُ العمل، وهذا ينطبق على جميع صيام الواجب، وفي الوقت نفسه فإنّ صيام رمضان تكفيه نيّة واحدة في أول الشهر، إذ أجمع العلماء على أنّه لا يلزم تجديد النيّة لصيام رمضان في كل ليلة إن كان المسلم نوى صيامه جميعه في أوله، علمًا أنّ من يتسحّر بنية الصيّام، هذه تُعدّ نيّة، لكن في حال قطع صيام رمضان لأيّ سببٍ كان، وجبَ عليه استئناف النيّة من جديد. [٣]
حكم الإفطار في رمضان
صوم رمضان ركنٌ من أركان الإسلام، لهذا لا يجوزُ للمسلم المُكلّف العاقل البالغ أن يُفطر في رمضان إلا بعذرٍ شرعيّ، والعذر الشرعيّ يكون بمرضٍ أو سفرٍ أو الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة وغير ذلك من الأعذار الشرعية التي حدّدها جمهور العلماء، والإفطار في رمضان دون عذر يُعدّ من كبائر الذنوب، وهذا مَدعاةٌ لسخط الله تعالى وعقابه، وحكمه حرام، ومن فعل هذا يلزمه التوبة الصادقة لله تعالى، بالإضافة إلى قضاء الأيام التي أفطرها، وقد أفتى العلماء أنّ مَن أفطر عامدًا متعمدًا دون عذر فهو كافر ويلزمه أن يُستتاب وإلا طبّق عليه حدّ الردّة وهو القتل، أما من يُجاهر بالإفطار فعقوبته تعزير الإمام لنهيه عن هذا، وفي هذا أفتى الشيخُ ابن باز -رحمَه الله-: "من أفطر يومًا من رمضان بغير عذر شرعيّ فقد أتى منكرًا عظيمًا، ومن تاب تابَ الله عليه، فعليه التوبة إلى الله بصدق، بأن يندمَ على ما مضى، ويعزم ألّا يعود، ويستغفر ربّه كثيرًا، ويبادر بقضاء اليوم الذي أفطره"، وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي" وساق الحديث وفيه قال: "ثم انطلقا بي فإذا قومٌ مُعلّقون بعراقيبهم، مشققة أشداقهم تسيل أضداقهم دمًا، قلت: من هؤلاء؟، قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تَحلّة صومهم".[٤]) .[٥]
كفارة إفطار رمضان
كفارة رمضان تختلفُ قليلًا عن كفارةِ الإفطار في باقي الأيّام، إذ إنّ كفارة رمضان بغير عذر تُوجب التوبة الصادقة لله تعالى والندم، كما يجب قضاء الأيام التي تمّ إفطارها، وإن كان أفطر في أيامٍ سابقة من رمضانٍ سابق ولم يقضها، وجب إطعام مسكين مقدار نصف صاع من التمر أو من أيّ شيءٍ من قوت أهل البلد، بالإضافة إلى القضاء والتوبة، وذلك عن كل يومٍ أفطر فيه، لأن الإفطار دون عذر محرمٌ ومنكر، هذا في حال كان الإفطار بغير عذر الجماع مع الزوجة، أما كفارة الجماع في رمضان تكون بقضاء اليوم والتوبة، بالإضافة إلى أن كفارة الجماع في رمضان تشمل أيضًا عتق رقبة مؤمنة، وإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، وإن لم يجد فإطعام ستين مسكينًا.[٦]
كفارة إفطار رمضان بعذر
كفارة الإفطار رمضان بعذر شرعي إذا كان مريضًا لا يُرجى شفاؤه، أو كان رجلًا أو امرأة كبيريْن في السن ويزيدهما الصيام وهنًا وضعفًا، فهؤلاء لا يجب عليهم القضاء، وإنما يجب عليهم دفع فدية وهي: إطعام مسكين عن كل يوم أفطروا فيه بعذر، أما من أفطر بعذر شرعي زائل كالمرض مرضًا عارضًا أو إفطار المرأة الحائض أو النفساء أو المسافر وهؤلاء لا يلزمهم فدية وإنما يلزمهم القضاء، لكن بعض العلماء قالوا إنّه إذا أخّر المسلم قضاء ما أفطر من أيّام إلى ما بعد رمضان القادم فيلزمه مع القضاء دفع فدية، ومن باب الحيطة، ولسلامة العبادة فمن الأفضل دفع كفارة الإفطار مع الصيام في هذه الحالة.[٧]
فيديو عن كفارة الإفطار في رمضان بعذر
في هذا الفيديو يتحدّث فضيلة الدكتور بلال إبداح المختصّ في العقيدة الإسلاميّة حول كفارة الإفطار في رمضان بعذر. [٨]
المراجع[+]
- ↑ البقرة: الآية 18
- ↑ متَّفق عليه
- ↑ أحكام النية في الصيام, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-7-2018، بتصرّف.
- ↑ صحّحه الألباني في "الصحيحة" (3951
- ↑ حكم من أفطر في رمضان من غير عذر, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-7-2018، بتصرّف.
- ↑ حكم الإفطار بغير عذر في نهار رمضان, ، "www.binbaz.org"، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2018، بتصرّف.
- ↑ كفارة الإفطار في رمضان بعذر, ، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-7-2018، بتصرّف.
- ↑ كفارة الإفطار في رمضان بعذر, ، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-7-2018، بتصرّف.