سؤال وجواب

تصرفات-تجرح-مشاعر-الرجل


الخلافات في العلاقة

يَدخُل الرجلُ الحياة الزوجية بشخصيةٍ وخلفيةٍ مُختلفة عن المرأة، فهناك توقعات مُتباينة وطرقٌ مُختلفة للتعامل مع الأشياء وآراء مُختلفة حول ما يدور في الحياة، وليس من الضرورة أن يتم الاتِفاق على كُلِ شيء، ولكن ينبغي أن تجد المرأة والرجل طرقًا للتعامل مع خِلافاتِهم حتى لا تُصبح هذهِ الخِلافات حاسمةً ويَميل كِلا الطرفين فيها إلى الجِدال والانسحاب فَرُبما تَميلُ المرأة للقيامِ بتصرفاتٍ تجرح مشاعر الرجل ويَميلُ الرجل بِدورهِ إلى تصرُّفاتٍ تجرح مشاعر المرأة، حيث إنَّ القدرةَ على الحُب مستحيلة عندما لا يَكون الشريك يُبادل المشاعر نفسها، ودليلُ ذلك مُعدل حالات الطلاق المُرتفع في بِلادنا الذي يُشير إلى أنَّ الشُركاء يَتحدثون لغة حبٍ خاطِئة ولديهم فراغ عاطفي كبير يدفعُهم للانفِصال.

احتياجات الرجل في العلاقة

لاحظَ عُلماء النفس أَنَّ الحُب ليس هو الحاجة العاطفية الوحيدة التي يَبحث عنها الرجل، بل هُناك احتياجات أخرى كالأمان، الثقة بالنفس والإحساس بالأهمية؛ فالرجلُ عندما يَشعر بالراحةِ والأمان مع الشريك، ويَعلم بِأَنَّهُ لن يَقومَ بالتَخلي عنه في كل الظروف وكذلك لن تَتَصرف المرأة بتصرفاتٍ تجرح مشاعر الرجل، ويزداد إحساسهُ بالثقة عندما يُدرك أَنَّ شريكتهُ تُحبه، وهذا يعني لرجل أنَّهُ استحق هذا الحُب ويَبني لديه هذا الاستحقاق احترام الذات والشعور بالفخر في قُدرته على التواصل مع شَريكته بطريقةٍ ناجحة، أَمَّا بالنسبةِ لِشعوره بالأهمية فهو بِمثابة قوةٍ عاطفية مُحركة ودافعة لسلوكه، فالرجل عندما يَشعر بأَنهُ مُهمّ وأَنَّ حاجاتِه الأساسية تمَّ إِشباعٌها سوف يسعى بالتالي إلى العملِ جاهدًا ليصلَ لأهدافه وإسعاد شريكه، أمَّا إِذا تم الإخلال بإشباعِها عندها يستنتج الفرد بأَنَّ الشريكة بدأت تقوم بتصرفات تجرح مشاعر الرجل.[١]

استفزاز مشاعر الرجل

إنَّ وقوع الرجل بالحب يكون لديه إحساس خادع بأنَّ شريكته مثالية فلا يرى عُيوبها، ويعتقد بأَنَّ هذا الحُب سيستمر لِلأبد ولن يتغلب شيء على حُبه، ولِلأسف هذا شيءٌ خيالي فَبعد مُرورِ بعض الوقت يبدأ الشريك في رؤية العيوب الصغيرة جدًا في الطرف الآخر فتدرك عندها المرأة أنَّ لدى الرجل بعضًا منَ الصفات الشخصية تُثير الاستفزاز، وأَنَّ سُلوكياته تُسبب لها الضيق، وبالتالي تَقوم بِتصرفاتٍ تجرح مشاعر الرجل كَتوجيه كلماتٍ قاسية وآراء نقدية، مِثل هذه الصِفات كانت المرأة تتغاضى عنها في البداية لأَنَّها كانت تُحاول مُساعدته أو كانت تنتظر الفرصة المُناسبة لذلك ولكنَّ هذا يُشعر الرجل بأَنهُ مُتحكم به فهو يُريد مِنها بدلًا من ذلك أَن تَتقبله كما هو، حيث يرى الرجل أَنَّ المرأة عندما تتحدث عن مَشاكِلها تَعدّهُ مَسؤولًا عنها نوكُلما كثُرت المشاكل بينهما زادَ شُعور الرجل بِاللوم، وقد يَشعر بأَنهُ مُهاجم فيبدأ بالدفاعِ عن نَفسه لأَنهُ يَظن بأَنه إذا وضحَ موقفهُ فإِنَّ المرأة سوف تَتَوقف عن لومه، ولكن الحقيقة أن المرأة سوف تقوم بتصرفات تجرح مشاعر الرجل.[١]

تصرفات تجرح مشاعر الرجل

إنَّ فَهم المرأة لتَصرفات تجرح مشاعر الرجل يُساعد في تكوين وعيٍ جديد يُشكل تأهيل مُساند للحصول على الدعم الدائم الذي يحتاج إليه الرجل في الظُروف الصَعبة والقاسية، ومن هذه التصرفات ما يأتي: [٢]

  • عندما يَشعر الرجل بِعدم أهميتهِ حيثُ يرى بأنَّ شريكه غير مُحتاج إليه في العلاقة، فَيُصبح سلبيًا وأقل نشاطًا، وكأنَّ ليس هُناك شيء يُقدمه لشريكه.
  • عندما يشعر بأن ما يُقدمهُ لشريكه لم يَعد يُجدي أبدًا؛ فهذا الشعور يؤلمهُ ويَدفعهُ للانسحاب من العلاقة؛ حيث يرى أَنَّ شريكتهُ لم تَعد تَثق به لإشباعِ احتياجاتها، وهذا يُعطيهِ شعور بأَنَّهُ مرفوض.
  • عندما يشعر الرجل بأَنَّ شريكته لا تحترمهُ فإنَّ هذا من أكثر الأمور التي تجرح مشاعره.
  • عندما يشعر الرجل بأَنَّه غير كفؤ فهذا يُشكل أعظم خوف لديه، وخوفهُ هذا نتيجة خطر تعرضهِ للفشل والاستهجان ممن حوله.
  • عندما يُبادرالرجل بالاعتذار لتصحيح موقف ما حرصًأ منه على مشاعر شريكته ثم تبادرهُ بالرفض، فإِن هذا يُحطم مشاعرهُ ويدفعهُ للانسحاب بسرعة من العلاقة.
  • عندما يشعر الرجل بأَنَّ شريكتهُ تَشعر بِالأسى من أَجله وتُحاول مُساعدته؛ فهو يُريد مِنها أَن تَتَفهم أَنهُ قادر على تَدبر أُموره، إِنَّ هذا مُهم جدًا لكرامته وكبريائه وتقديره لذاته.

طريقة انتقاد الرجل

إنَّ المرأةَ إذا بدأت بِأخذ دور الأم وبدأت بإلقاء النصح واللوم فأنَّ هذا يجعل الرجل يشعر بِالأستياء ويفهم من هذا أَنهُ ليس مَحل إِعجاب وحُب من الطرف الآخر؛ لذلك ليس على المرأة أن تُقدم النصح والنقد للرجل إِلا إذا طلبَ ذلك بل عليها ابداء التَقبل وهذا ما يحتاجُه، هناك طُرق لِتقديم النصيحة والنقد للرجل بِشكل مُناسب إِن أرادت أَن تُخبر الرجل بِأمرٍ ما، وهي:[٣]

  • إذا أرادت أخباره أنَّها لا تُحب طريقته في اللباس فَعليها أَن تَقول ذلك عَرَضيًا، وإذا تَحسسَ من ذلك فعليها أَن تَعتذر أو أَن تُخبره في وقت آخر أنها لم تحب ذلك اللباس وأَنَّها تُفضل ارتداءه شيءٌ آخر بِشكلٍ لَطيف وودود.
  • أَن تَسألهُ مُباشرةً إذا كان بإِمكانها أَن تُخبره بشيءٍ ما، وإذا قال نعم ليس على المرأة أَن تُكثر منَ النُصح أو النقد.
  • أَن تخبرهُ أَنها تُريد الحديث عن أَمرٍ ما، ولكنَّها لاتدري كيف تخبرهُ بذلك؛ لِأنَّها لا تريد أن تقوم بتصرفات تجرح مشاعر الرجل؛ بهذا يكون قد ساعد نفسه لتلقي الصدمة، ثم يكتشف أَن الأمر لم يُشكل خطرًا عليه.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب جاري تشابمان (2010)، لغات الحب الخمسة (الطبعة الثانية)، السعودية: مكتبة جرير، صفحة 19. بتصرّف.
  2. ستف هارفي (2010)، تصرفي كسيدة وفكري كرجل (الطبعة الألى)، لبنان: دار الكتاب العربي، صفحة 23.
  3. جون غراي (1992)، الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ، السعودية: مكتبة جرير، صفحة 47.