هل-يجوز-طلاق-الحامل
محتويات
الطلاق
الطلاق لغةً: عكس الزواج، وهو مصدر للفعل طلَّقَ، ويُطلِّقُ، وحلفَ بالطَّلاق: أيّ حلفَ أنَّهُ سيطلّقُ زوجتَهُ، وهو الحَلُّ ورفعُ القيد، أمّا اصطلاحًا: فهو حلُّ قيدِ النِّكاحِ أو بعضه، أي بعض قيد النكاح إذا طلَّق الرجلُ زوجتَهُ طلقة رجعيَّة، وهناك أنواع للطلاق حدَّدها الشرع، وهي: الطلاق المحرم لها: وهو طلاق إن حصل فلا تحلُّ للزوج زوجتُهُ حتى تنكحَ زوجًا غيرَهُ، والطَّلاق البائن: وهو طلاق لا يجوز معه للزوج إعادة زوجته إلى عصمته إلا بعقد ومهر جديدين، والطَّلاق الرَّجعيّ: وهو طلاق يوقعه الزوج على زوجته، ولم يكنْ مسبوقًا بطلقةٍ أو كان مسبوقًا بطلقة واحدة، ويجوزُ معهُ للزّوجِ أنْ يردّ مطلَّقته أثناء عدَّة الطلاق دونَ عقدٍ أو مهرٍ، وسيتحدث هذا المقال عن شروط الطلاق التي حددها الإسلام، إضافة إلى التحدّث حولَ طلاق الحامل وحكم طلاق الحامل في الإسلام.
شروط الطلاق
إنّ الحالات التي لا يقع فيها الطلاق كثيرةٌ؛ لأنَّ كلَّ طلاقٍ لم تتوفّرْ فيهِ شروطُ الطَّلاقِ الصحيح لا يقعُ ولا يتمّ، وهذه الشروط موزعةٌ على أطرافِ الطلاق الثلاثة، فبعضها يتعلق بالزوجِ المطلِّق، وبعضها بيتعلقُ بالزوجة المطلَّقة، وبعضها يتعلّق بالصيغة التي تم بها الطلاق، وذلك على الوجه الآتي:
الشروط المتعلقة بالمطلِّق
حيثُ يُشترَطُ على المطلَّقِ ليكونَ طلاقه صحيحًا شروطٌ، وهي كالآتي:
- الشرط الأول: أن يكونَ زوجًا أو وكيلًا للزَّوج في الطَّلاق، والزَّوج: هو من بينهُ وبين المطلَّقةِ عقدُ زواجٍ صَحيح.
- الشرط الثاني: البلوغ، حيثُ لا يقعُ طلاقٌ من زوجٍ لم يبلغِ الحُلُمَ بعد، ولو كانَ متزوجًا في سنِّ مبكرةٍ.
- الشرط الثالث: العقل، فلا يصحّ الطلاق على من كان غير مكلّفٍ لعلّةٍ عقلية، أو لأيّ خللٍ في إدراكِهِ وتصرّفاتِهِ.
- الشرط الرابع: القصد والاختيار، والمراد به هنا: قصد اللفظِ الموجب للطَّلاق من غير إجبار، فلا يقعُ طلاق المخطئ، والمُكْرَهِ، والغَضْبان. [١]
الشروط المتعلقة بالمطلقة
ويُشترَطُ في المطلَّقةِ ليقعَ الطَّلاق عليها شروطٌ، وهي كالآتي:
- الشرط الأول: قيام الزوجية حقيقة أو حكما، أيّ أن يكون الزواج قائمًا.
- الشرط الثاني: تعيين المطلقة بالإشارة أو بالصفة أو بالنية، أيّ التأكد من الإشارة إليها وتوجيه الطلاق إليها بالصفة أو النيّة.
الشروط المتعلقة بصيغة الطلاق
- الشرط الأول: القطع أو الظنّ بحصول اللفظ -لفظ الطلاق- وفهمُ معناه.
- الشرط الثاني: نيَّة وقوعِ الطلاقِ باللفظِ، وهذا خاصٌّ بالكناياتِ من الألفاظ، أما الصَّريح فلا يشترط لوقوع الطلاق به نية الطلاق أصلًا. [٢]
هل يجوز طلاق الحامل
إنّ طلاق المرأة الحامل يقعُ بخلاف ما يظنّ كثيرٌ من النّاس عن عدم جواز طلاق الحامل، فإذا طلّق الرجل زوجته الحامل يقع عليها الطلاق، وقد ثبتَ عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنَّه طلق امرأتَهُ وهي حائضٌ، فذكرَ ذلكَ عمرُ للنبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، فقال: "مُرْهُ فليُراجعْها، ثمَّ ليطلقْها طاهرًا أو حاملًا"، [٣]، فالنَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلّم- جعل طلاق الحامل من جنس طلاق الطاهر التي لم تُمَسّ. إذن فطلاق الحامل أمرٌ لا بأسَ به، بل هو سُنَّة على الراجح، يعني طلاقها سُنِّي لا بدعي، وإنما الذي يُنهى عنه هو تطليقِ الحائض والنفساء، فما دامتْ المرأة حائضًا أو نفاسًا لا يجوز لزوجها المسلم أن يطلِّقها، بل يمسك حتى تطهر، ثم إذا شاءَ طلَّق وإذا شاء أمسك؛ لأنَّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- غضب على ابن عمر لما طلق امرأتَه وهي حائض. وكذلك إذا طلقها في طهر قد مسَّها فيه؛ قال تعالى في محكم التنزيل: "يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ" [٤]، قال العلماء في شرح الآية: أيّ طاهرات من غير جماع، هذا معنى التطليق للعدة: أن يطلقها وهي طاهر لم يمسها، أو حبلى قد ظهر حملها، هذا محل السنة: تطليق المرأة في حالين: إمّا أن تكون حبلى أيّ: حامل فطلاقها سني لا بدعي أو أن تكون في طهر لم يمسَّها فيهِ. [٥].
فيديو عن حكم طلاق الحامل
في هذا الفيديو، يتحدّث د. بلال إبداح، دكتور الشريعة والعقيدة الإسلامية حول حكم طلاق الحامل. [٦]
المراجع[+]
- ↑ بعض أحكام الطلاق, ، "www.alukah.net "، اطُّلِع عليه بتاريخ 24-08-2018، بتصرُّف
- ↑ شروط الطلاق الصحيح, ، "www.islamweb.com "، اطُّلِع عليه بتاريخ 24-08-2018، بتصرُّف
- ↑ الراوي: عبد الله بن عمر، المحدّث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الرقم أو الصفحة: 1471، خلاصة حكم الحديث: صحيح
- ↑ {الطلاق: الآية 1}
- ↑ حكم طلاق الحامل, ، "www.binbaz.org.sa "، اطُّلِع عليه بتاريخ 24-08-2018، بتصرُّف
- ↑ هل يجوز طلاق الحامل, ، "www.youtube.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 24-08-2018