سؤال وجواب

حكم-اللعن-في-الإسلام


اللعن

اللعن عادةٌ سيّئة يُمارسها البعض دون أن يعلموا مدى الأثر السلبيّ الناجم عنه، وهو سببٌ لاجترار الذنوب والخطايا ونُقصان الأجر، كما يُؤلّبُ الحقدَ والضغينة في الصدور، وقد يكونُ اللعن سببًا في دخول النار، واللّعن في اللغة: الإبعاد من الخير والطرد، ويدخل في معناه أيضًا: الشتم والسب، وفي هذا المقال سيتم ذكر خطورة اللعن وما يُسببه من مشكلات، كما سيُذكر حكم اللعن في الإسلام.[١]

خطورة اللعن

عندما يلعنُ شخصٌ آخَرَ فإنّما يدعو عليه بالطرد من رحمةِ الله تعالى، وقد يلعنُ الإنسان شيئًا لا يستحقّ اللعن، ويحكم عليه بهذا الطرد الذي يكون نوعًا من التألّي على الله تعالى، وهذا أمرٌ بالغ الخطورة يُسبّب الهلاك لصاحبه، ومن خطورة اللعن ما يأتي:[٢]

  • لعن المسلم من الكبائر: في الحديث الشريف، عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- قال: "كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه، رأينا أنه قد أتى بابًا من الكبائر"[٣]، كما شبّه الرسول -عليه الصلاة والسلام- لعن المؤمن بقتله، إذ يقول: "ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنًا بكفرٍ فهو كقتله، ومن ذبح نفسه بشيء، عُذِّب به يوم القيامة"[٤].
  • اللعنة تعود لتصيب صاحبها إن كان قد تلفظ بها ظلمًا: في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إن رجلًا نازعته الريح رداءه على عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فلعنها، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تلعن الريح؛ فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل، رجعت اللعنة عليه"[٥].
  • اللّعان في إيمانه خللٌ ونقص: من اعتاد على اللّعن فإنّ إيمانه ناقص؛ وذلك لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء"[٦]
  • اللّعان محرومٌ من أن يكون صِدِّيقًا: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا ينبغي لصِدِّيقٍ أن يكون لعَّانًا"[٧]
  • اللعان يحرم أن يكون شهيدًا أو شفيعًا يوم القيامة: عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يكون اللعانون شفعاء، ولا شهداء يوم القيامة"

حكم اللعن في الإسلام

يتساءل الناس عن حكم اللعن في الإسلام، خصوصًا أنّه من الظواهر المنتشرة، ويشمل هذا اللعن بأحواله كلِّها بما فيه السبّ والشتم والقذف، وقد أجمع العلماء على أنّ حكم اللعن في الإسلام حرام؛ لأنّ من واجب العباد حفظ اللسان عن كلّ ما حرّم الله تعالى، إذ يقول الله في القرآن الكريم: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"[٨]، إذ إنّ العبد مأمورٌ بصيانة جوارحه وحفظ لسانه عن المحرّمات جميعها، خصوصًا أنّ لعن المؤمن له الكثير من العواقب الخطيرة، ووردت فيه الكثير من الأحاديث الشريفة التي تنهى عنه، وربما يظن البعض أن حكم اللعن حرام فقط في رمضان وأثناء الصيام، لكن في الحقيقة أن حكم اللعن محرمٌ في كل وقت سواء في شهر رمضان أو غيره.[٩]

 

فيديو عن حكم اللعن في الإسلام

في هذا الفيديو يوضح فضيلة الدكتور عبد الرحمن إبداح حكم اللعن في الإسلام. [١٠]

المراجع[+]

  1. اللعن والسباب, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 5-9-2018، بتصرّف.
  2. خطر اللعن وجزاؤه وعاقبته, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 5-9-2018، بتصرّف.
  3. المصدر: المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 6/380، خلاصة حكم المحدث: لم يرو هذا الحديث عن سلمة إلا يزيد ولا عن يزيد إلا بكير تفرد به عمرو بن الحارث
  4.  المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 710، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  5.  المصدر: عارضة الأحوذي، الصفحة أو الرقم: 4/345، خلاصة حكم المحدث: معناه صحيح
  6. المصدر: بلوغ المرام، الصفحة أو الرقم: 444، خلاصة حكم المحدث: روي مرفوعًا وموقوفًا ورجح الدارقطني وقفه
  7.  المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2597، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  8. {ق: آية 18}
  9. حكم لعن المسلم, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 5-9-2018، بتصرّف.
  10. حكم اللعن في الإسلام، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 03-02-2019، بتصرّف.