سؤال وجواب

موضوع-تعبير-عن-مكة


تعبير عن مكة

مكّة، حيث القُدسيّةُ والروحانية العالية، والأرض المباركة التي كرّمها الله تعالى بأن جعل فيها بيته الحرام الذي يؤُمّه الناس من كلّ حدبٍ وصوب، وهو أول بيتٍ وضع في الأرض، ففي مكة تسكن الأفئدة والأرواح، وإليها يتجه ملايين المسلمين من كل أصقاع الأرض ليتجهوا بأجسادهم وقلوبهم حيث الكعبة المشرّفة في مكة المكرمة، والتي جعلها الله قبلة المسلمين التي يتجهون إليها في جميع صلواتهم أينما كانوا، فيا لها من قُدسية ويا لها من جلالةٍ جعلت منها أرضًا مباركة، وهي أيضًا مكان انطلاقة رسالة الإسلام الخالدة، وهي المكان الذين احتضن الدعوة وشهد فجر الإسلام وتضحيات الرسول -عليه الصلاة والسلام- والمسلمين الذين أسلموا معه وصدّقوه من الصحابة الكرام.

في مكّةَ وُلد أشرف الأنبياء والمرسلين محمد -عليه الصلاة والسلام-، وفيها أيضًا عاش طفولته وتربّى بين شعابها في كنف قبيلته الكبيرة قريش، وفيها تزوّج من خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، ومن مكة أيضًا هاجر المسلمون هجرتهم الأولى إلى الحبشة، وهجرتهم الثانية إلى المدينة المنوّرة، وفي كل مرةٍ لم يكونوا يتركونها إلا مضطرين لينجون بدينهم من بطش كفار قريش، وقد قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- لمكة عندما أراد أن يُهاجر منها: "ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ"[١]

تمتدّ جذور التاريخ في مكّة المكرّمة إلى زمن إبراهيم الخليل -عليه السلام-، حين أسكنّ فيها زوجته هاجر وابنه إسماعيل ودعا دعوته الخالدة التي نزلت في القرآن الكريم، لتظلّ قرآنًا يُتلى إلى اليوم، حيث قال الله تعالى على لسان إبراهيم -عليه السلام-: "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ[٢]، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على عظمة مكة وكيف أنّ عددًا من أنبياء الله اختاروها بأمرٍ من ربّهم ليسكنوا إليها.

تملك مكّة خصوصية كبيرة زادت بعد مجيء الإسلام، فأصبحت البلد الأمين الذي لا تنقطع منه العبادة، ففيها يُضاعف الله الحسنات والأجر والثواب، وترابها شهد الكثير من التضحيات والبطولات التي قام بها الرسول -عليه الصلاة والسلام- وصحابته الكرام، وفي مكّة أيضًا كانت تُقام الندوات الثقافية والعقود التجارية وسقاية الحجيج ورفادتهم، فهي منذ القدم مكانٌ للخير والبركة والانطلاق للقوافل التجارية التي كان تأتي من اليمن والشام إلى مكّة المكّرمة، واليوم تشهد مكة تطورًا كبيرًا وحركة لا تنقع للمعتمرين والزوّار والحجاج الذين يأتون إليها ليغسلوا ذنوبهم في بيت الله الحرام.

المراجع[+]

  1. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الترمذي، المصدر: سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3926، خلاصة حكم المحدث: حسن غريب من هذا الوجه
  2. {البقرة: آية 37}