موضوع-إنشاء-عن-النظافة
إنشاء عن النظافة
النظافة عنوانُ رقيّ الشعوب، وهي من الضرورات التي لا غِنى عنها أبدًا؛ لأنّها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بحياة الإنسان وتُؤثّر على مظهرِه العامّ وعلى صحته وعلى تقبّل الآخرين له، لذلك ينبغي أن تكون النظافة جزءًا لا يتجزّأ من حياة أيّ شخص؛ لأنّ النظافة مسؤوليّة يجب على الفرد تحمّلها تجاه نفسه أولًا وتجاه بيئته التي يعيشُ فيها، فالنظافة ممارسةٌ فطريّة تقوم بها الطبيعة بكلّ ما فيها من موجودات، فالبحار تُنظف نفسها بنفسها، والنباتات والحيوانات تفعل هذا أيضًا، لكنّ الإنسان في كثيرٍ من الأحيان يغفل عن فعل هذا، ويتجاهل أدنى قوانين الحفاظ على النظافة.
النظافة ذات أهميّة كبرى في الحياة، فهي تمنع انتشار الأمراض والروائح الكريهة، كما أنّها تُجمّل المكان وتُجمّل شكل الإنسان وتزيد من الشعور بالانتعاش، كما أنّ النظافة جزءٌ من إيمان الفرد، فكلّما زاد إيمانه زادت نظافته، حتى أنّ ممارسة الكثير من العبادات تحتاج إلى النظافة بشكلٍ أساسيّ، فالصلاة تحتاج إلى الوضوء الذي يُعدّ نوعًا من النظافة، ومناسك الحج والعمرة أيضًا، وكذلك قراءة القرآن، فالنظافة ممارسة لا يُمكن تجاهلها أبدًا أو تخطّيها، وبالإضافة إلى هذا فإنّ الإنسان النظيف يكون أكثر تقبلًا لدى الآخرين من الإنسان القذر الذي لا يهتم بمظهره ورائحته ولا يُعير نظافته الشخصية أيّ اهتمام.
تلعبُ النظافة دورًا مهمًّا في حياة الفرد والمجتمع، كما أنّها تترك انطباعًا جميلًا عند الآخرين، لأنّ الإنسان الذي يُحافظ على نظافته إنسانٌ واعٍ بالضرورة، ويعرف أنّ النظافة ضرورة وليست مجرّد شيءٍ كمالي، ولا ينبغي الحفاظ على النظافة الشخصية فقط، وإنما الحفاظ على نظافة المكان، لأنّ نظافة المكان انعكاسٌ لنظافة الشخص في بيته وبيئته، ولهذا جاءت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثّ على الحفاظ على النظافة باعتبارها أساسًا في الحياة، فالإنسان النظيف إنسانُ مأجورٌ من الله تعالى؛ لأنّ إماطة القذارة والأذى من أهم مقاصد الشريعة.
يُمكنُ للإنسان أن يكون نظيفًا بكلّ سهولة، فهي ليست أمرًا صعبًا أو مستحيلًا، وما عليه إلّا أن يتخلّص من كل ما يُسبّب القذارة له وللمكان الذي يكون فيه، والأهم من هذا كلّه أن يتحمّل مسؤوليته تجاه الأشياء التي يستخدمها، وألّا يرميَ بالأوساخ، وأن يحرصَ على أن يكون دائمًا بأجمل صورة وأنظفها، ونظرًا لأهميتها الكبرى فقد انتشر في جميع دول العالم هيئاتٌ ووزاراتُ ومؤسسات تُعنى بالحفاظ على النظافة، كما وُجدت مهنة عامل النظافة في جميع البلدان؛ لأنّ النظافة تُعطي انطباعًا عن طبيعة السكّان ومستوى مسؤوليّتهم وأسلوب حياتهم.