سؤال وجواب

موضوع-تعبير-عن-الماء


تعبير عن الماء

الماءُ هو سرُّ الحياة الذي جعلَ الله تعالى منه كلّ شيءٍ حيّ بأمره، فالماءُ مخلوقٌ عجيب يُحيي الأجسام والنباتات والحيوانات، وبلا وجوده يحلّ الجفاف والقحط، فهو ينشر الخُضرة والحياة في أيّ مكانٍ يكون فيه، لذلك فإنّ وجوده نعمة، وفقدانه مشكلة عظيمة تُسبّب الكوارث والأمراض، ولهذا فإنّ الله تعالى يُكرم عباده بالمطر وماء الينابيع والبحار والأنهار، ويهيّئ لهم الماء ليستفيدوا منه كيفما يشاؤون، خصوصًا أنّ أهميته لا تقتصر على الشرب فقط، بل لا يُمكن حصرها أبدًا، فجسمُ الإنسان يتكوّن في معظمِه من الماء، وسطح الكرة الأرضية مغطّى بثلاثةِ أرباعه بالماء، فالماء هو أساس الحياة.

بالماء يتطهّر الإنسان من الأوساخ والقذارة، ويه يُنظّف المكان والبيئة، وبالماء أيضًا تتطوّر الصناعة والزراعة وأعمال البناء والإنشاءات، ومنه أيضًا يستطيع الحصول على الغذاء والدواء، إذ إنّ ماء البحار والأنهار مصدرٌ مهمٌّ للحصولِ على الأسماك ومختلف المأكولات البحريّة، بالإضافة إلى الأملاح والأصداف واللآلئ والمرجان، فالماء مصدرٌ مهمٌّ يرفد حياة النّاس بالكثير من الخير، كما أنّه يُجمّل المكان ويُلطّف الأجواء ويمنح الطبيعة رونقًا إضافيًا، ويُسهم في حمل المراكب والسفن وانتعاش حركة النقل للبضائع والأشخاص، كما أنّه مصدرٌ للثروات الطبيعية، لهذا فإنّ الدول التي تملك مصادر مائية كبيرة مثل: الأنهار والبحار والمحيطات، فإنّها في الحقيقة تملك ثروة هائلة لا تُقدّر بثمن.

للماءِ قدرةٌ كبيرةٌ على شفاء الكثير من الأمراض، فقد اختصّه الله تعالى بالعديد من الميّزات وجعل منه أنواعًا كثيرة ومختلفة، فماءُ الأنهار والينابيع والأمطار عذبٌ صالحٌ للشرب، وماء البحار مالحٌ مناسبٌ لعيش الكائنات الحيّة من أسماكٍ وحيواناتٍ بحرية وأصداف وقواقع وغيرها، وماء بعض الينابيع يكون معدنيًا يشفي من الأمراض الجسدية المختلفة، مثل: مياه الينابيع الكبريتية التي ترفد السياحة العلاجية في العديد من الأماكن، وبالإضافة إلى هذا فإنّ الماء يجلب الرواسبَ الطبيعية الغنيّة والخصبة للعديد من المناطق الزراعية التي تكون على ضفاف الأنهار وفي مناطق الدلتا، مما يُسهم في تطوّر الزراعة بشكلٍ كبير، وزيادة كميّة المحاصيل.

الماء يُنعش الأجواء ويُنقّيها ويخلصها من الغبار والأتربة ويتركها أكثر جمالًا وحيوية، كما أنّ الماء يجعل من الصحراء جنّة، ومن المناطق القاحلة بساتين غنّاء، وينشر البهجة في المكان، فهو بمثابة روحٍ جميلة تنشر الخير حيثما حلّت، لذلك يجبُ الحفاظ على هذه النعمة العظيمة وعدم الإسراف بالماء أبدًا، فالماء كما وصفه العرب: "أهون موجود وأعزّ مفقود"، والحفاظ عليه من التلوّث والتبذير مسؤولية تقعُ على عاتقِ الجميع.