سؤال وجواب

موضوع-تعبير-عن-فضل-الأم


موضوع تعبير عن فضل الأم

فضلُ الأمّ فضلٌ ليس له مثيل، ولا يُمكن لأيّ كلماتٍ أو عبارات أن تتسع لإحصاء فضلها ووصف مقدار تعبها على أبنائها ولهفتها عليهم، فالأم نبعٌ من الماء الصافي وروحٌ نقيّة وعينان مفتوحتان طول الوقت على أبنائها، حتى وإن أخذتهما غفوة قليلة، لكنّ روحها تظلّ مستيقظةً ترعاهم وتخاف عليهم من أيّ نسمةٍ عابرة قد تُسبب لهم الأذى، بل إنّها تتمنى لو أنّ أي أذى يُصيبها هي بدلًا من أن يصيب أبناءها، لهذا لا عجب أن الله تعالى جعل أولوية الرعاية والعناية للأم أولًا قبل أي شخصٍ، كما جعل لها قدرًا كبيرًا وحقوقًا أكثرَ من حقوق الأب أيضًا.

عندَ الحديث عن فضل الأم، من المنصِف أن يكون الحديث شاملًا وعادلًا، وأن تكون نقطة البداية فيه منذ بداية حملها بطفلها وقبل ولادته، إذ يقول الله تعالى في محكم التنزيل: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"[١]، فالطفل من مجرّد أن يكون نطفة منغرسة في رحم الأم فإنّ معاناتها تبدأ، وآلامها أيضًا تبدأ، وما إن يكبر حملها حتى  تكبر أوجاعها ليأتي الوجع الأكبر حين تضع مولودها، ثم تبدأ رحلة السهر والرعاية الدائمة وممارسة الأمومة بكل حذافيرها، فهي ترضع طفلها الحليب والحنان في آنٍ معًا، وتمنحه من صحتها وراحتها، ولا تبخل عليه بأيّ شيءٍ أبدًا.

الأمُّ تنظرُ إلى أبنائها نظرةً ملؤها الأملُ والحبّ، لهذا فإنّها تتمنى لهم دومًا أن يكونوا أفضل منها، وأن يكون حاضرهم ومستقبلهم أفضل من حاضرها هي؛ لأنّ ترى نفسها من خلالهم، فلا أحد يتمنى للأبناء الخير بشكلٍ تام إلّا الأم والأب، فحبّ الأم يخلو من أي مصلحة أو هدف لأنّه حب فطري ينبع من الأعماق، لهذا لا يعرف قدر الأم وقيمتها حقًا إلّا من عاش في الدنيا يتيمًا دون أمّه، لأنّ من يفقد أمّه يفقد شطر الحب الموجود في العالم.

تغنّى الشعراء والأدباء بالأمّ وفضلها بآلاف القصائد، وقيلت بها الكثير من الكلمات والعبارات، لكن لا يوجد ما هو أبلغ وأعمق من وصايا النبي -عليه الصلاة والسلام- في الأم، بالإضافة إلى ما ذكره الله -سبحانه وتعالى- عنها في القرآن الكريم، فأهميّة برّ الأم تكمن في أنّ رضاها مربوط برضى الله تعالى، وأنّ الله تعالى خصّها بالرعاية والعناية وجعل رضاها مفتاحًا لدخول الجنّة والتزوّد من الحسنات، فالأمّ كلمة صغيرة لكنها بحجم الكون كلّه.

المراجع[+]

  1. {لقمان: آية 14}