سؤال وجواب

كلمة-عن-النظافة


كلمة عن النظافة

النظافةُ كلمة صغيرة تفوحُ منها رائحة الانتعاشِ والعطر، فالنظافة ضرورةٌ وليست شيئًا كماليًا يُمكن تركه، لهذا فإنّ الحديث عن النظافة يعني الحديثَ عن أسلوب حياة متكاملٍ يجبُ أن يُمارسه الجميع دون استثناء، وأن يسعى إليه كلّ شخصٍ بمفرده ومع الآخرين كي يُصبح المجتمع نظيفًا بشكلٍ كامل، فالنظافة حياة كاملة، وضرورة من ضرورات الحياة التي تُمارسها جميعُ موجودات الكون بما فيه من إنسانٍٍ وحيوانٍ ونباتٍ، فهي شيءٌ نابعٌ من الأعماق، وتصرّفٌ فطري يُلهمه الله لمخلوقاته للتخلّص من أيّ قذارة.

النظافة لا تقتصر على كونِها تجعلُ المكانَ مرتبًا وخاليًا من القذارة الظاهريّة، بل هي أيضًا طريقة مهمة للحماية من الإصابة بالأمراض المختلفة، إذ إنّ البيئة النظيفة لا تنمو فيها الجراثيم ولا تزورها الحشرات الضارّة من ذبابٍ وغيره، كما أنّ النظافة مهمّة كي يبدو مظهر الإنسان أنيقًا ومقبولًا أمام الآخرين، وهي تُعطي انطباعًا إيجابيًا عنه، فالشخص النظيف لا يخشى الناس من مرافقته، ولا يخشون الاقتراب منه، على عكس الشخص القذر الذي لا يهتم بأدنى مستويات النظافة الشخصية، كما أنّ النظافة تمنح لصاحبها شعورًا بالثقة، وتُحافظ على صحته.

حثّت جميع الشرائع السماوية على النظافة وجعلتها من أهم الأولويات فيها، حتى أنّ الإسلام جعل النظافة شرطًا أساسيًّا لممارسة العبادات، إذ لا تجوز بأيّ حالٍ من الأحوال الصلاةُ دون وضوء وطهارة وتخلّص من القذارة في البدن والثياب والمكان، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدلّ على أهمية النظافة باعتبارها دستورًا ثابتًا في العبادات والحياة اليوميّة، يجب أن يُمارسه الإنسان بشكلٍ دائم دون تخطيط.

النظافة تمنحُ البهجة للمكان وتبعث فيه الطاقة الإيجابية، كما أنّها تُساعد في زيادة الإنتاجية وتجعل الأشخاص المتواجدين في المكان النظيف أكثر إشراقًا وتفاؤلًا، لهذا يجب أن تكون النظافة مسؤولية الجميع، ولا عجب أنه في جميع دول العالم وزارات وأعمال مَعنية فقط بكل ما يخص النظافة، وأصبح التنظيف مهنة يعتاش منها كثيرون، كونها مهنة ذات غاية لا يمكن الاستغناء عنها أبدًا، لأنّ العيش دون نظافة يُشير فقط إلى المجتمعات البدائية المتخلفة، وتقع مسؤولية تعليم الأجيال في الحفاظ على النظافة على عاتق الآباء والأمهات والمربين، الذين يجب أن يغرسوا في نفوس أبنائهم حبّ النظافة وثقافة رمي القاذورات في الأماكن المخصصة، والتقليل قدر الإمكان من أي ممارسة قد تُسبب زيادة الأوساخ، سواء فيما يتعلق بالنظافة داخل البيوت أم في الشوارع والأماكن العامّة، لأنّ النظافة جزءٌ من الإيمان والثقافة، وهي مرتبطة بمقدار الوعي والرقي الذي تختزنه الشعوب.