حكم-التهنئة-بالعام-الهجري-الجديد
الهجرة النبوية الشريفة
لمّا اشتدّ أذى المشركين على النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومن معهُ من المسلمين الموحّدين، جاء الأمر الإلهيّ للرسول الكريم والمسلمين أجمعين بالهجرة خارج مكة، وتحديدًا إلى يثرب، التي صارتْ تُدعى بالمدينة المنورة بعد هجرة النبيّ -صلَّى الله عليه وسلّم- إليها، فكانتْ هذه الهجرة نقطة تحوّل في حياة الدعوة إلى الإٍسلام، وقد اتّخذَ المسلمون في عهدِ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حادثةَ الهجرة كبداية للتقويم الإسلامي، والذي سُمّي بالتقويم الهجري، والذي يبدأ بشهر محرم وينتهي بشهر ذي الحجة، ويحتفل المسلمون كل عام بعيد رأس السنة الهجرية في الأول من شهر محرّم، وهذا المقال مخصصٌ للحديث عن حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد في الإسلام.
التقويم الهجري
إنّ التقويم الهجري، هو التقويم الذي اتخذَهُ المسلمون تقويمًا رسميًّا لهم، تمامًا كالتقويم الميلادي الذي اتخذَهُ المسيحيون والذي يعتمد على ميلاد السيد المسيح -عليه الصلاة والسلام-، أمّا التقويم الهجري الإسلامي فيعتمدُ على وقت هجرة النَّبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام- من مكة المكرمة إلى المدينه المنورة، وقد بدأ العملُ بهِ -كما وردَ سابقًا- في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولم يزلْ العملُ بهِ قائمًا حتى يومِنا هذا، وهو تقويم سنويّ، يبدأ ببداية شهر محرّم، وينتهي مع نهاية شهر ذي الحجة، ولا شكَّ أنَّ التقويم الهجري يعكسُ هويّة أمّة إسلامية عظيمة، فكلُّ العبادات الإسلامية ترتبط بهذا التأريخ، كصيام رمضان، والحج، وصيام عاشوراء، وغير ذلك من العبادات الإسلامية المختصّة بوقت محدد من السَّنة، فهذا التاريخ هو تاريخ حضارة امتدَّت عبر ثلاثة عشر قرنًا من الزمان، لم تكنْ تُؤرَّخ إلا بهذا التاريخ، ومن هنا ارتبطتْ أمجادُ الحضارة الإسلامية وأيَّامها ومآثِرها بهذا التاريخ. [١].
حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد
بعدَ ما وردَ سابقًا، من كلمة عن الهجرة النبوية الشريفة، وكلام عن التقويم الهجري، وعن اتخاذ المسلمين رأس السنة الهجرية عيدًا يحتفلون به ويهنئون بعضهم به، سيتبادرُ إلى الأذهان السؤال عن حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد في الإسلام، وهو موضوع جديرٌ بالذكر، حتّى تتوضّح للمسلمين أمورُ دينهم، فحكم التهنئة بالعام الهجري الجديد في الشرعِ الإسلامي مختلف فيها، بين المنعِ والنَّدب، وقد جاء في الفقه الشافعي أنّ ابن حجر قال: "التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مندوبةٌ، ويستأنسُ لها بطلبِ سجودِ الشُّكر عند النعمة"، وأمَّا تذكيرُ الناس بالهجرةِ النبوية وأخذُ الدُّروس والعبرِ منها وتعليمِها للنَّاس في الخطب والمحاضرات مشروعٌ، فإن اغتنام المناسبات والحوادث لتذكير الناس شيء حسن، ولقد كان من شأنِ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنْ يغتنمَ الحوادثَ والمناسبات لتعليم أصحابِهِ، وبيان حكم الله تعالى في الحادثة أو النازلة. [٢].
إذًا، إنَّ التهنئة بالعام الهجري الجديد في الإسلام، لم يردْ لها أصلٌ عن السلف الصالح، ولم تُذكرْ في السنّة النبوية الشريفة، أو في كتاب الله -عزّ وجلّ-، ولم يردْ ما يدلُّ على شرعية التهنئة بالعام الهجري الجديد، وقد بيّن العلماء، أنّه لا بأس إنْ باشرَ الإنسانَ أحدٌ بالتهنئة أن يردَّ عليه بالمثل، كأن يقول: كل عام وأنت بخير، فلا مانع من الردِّ في هذه الحالة، والأولى عدم مبادرة الناس بالتهنئة لعدم ورودِها في الكتاب والسنّة وعن السلف، والله أعلم. [٣].المراجع[+]
- ↑ ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 10-09-2018، بتصرُّف
- ↑ ا, لتذكير بعبر ودروس الهجرة النبوية، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 10-09-2018، بتصرُّف
- ↑ حكم الهنئة بالعام الهجري الجديد, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 10-09-2018، بتصرُّف