موضوع-تعبير-عن-وقت-الفراغ
تعبير عن وقت الفراغ
وقتُ الفراغ نعمةٌ كبيرة محسودٌ عليها كثيرٌ من الناس، ولا يعرفُ قيمتَها حقًا إلّا مَن كان وقته ممتلئًا جدًا ولا يملك متّسعًا، فوقت الفراغ بمثابة فسحة رائعة ليفعل بها الشخص ما يرغب، فيمكنه أن يستغلّ هذا الوقت ليُريح جسمه وعقله وروحه، كما يستطيع بوقت الفراغ أيضًا أن يُعيد شحن طاقته وأن يستعدّ لعمل أشياء كثيرة بحماسٍ أكبر، لهذا يُعدّ وقت الفراغ وقتًا رائعًا لمن يُحسن استغلاله جيدًا ولمن يعرف قيمته، إذ يقولون دائمًا في وصف وقت الفراغ وقيمته، أنّها من ضمن الأشياء التي تستحق الحسد، أن يكون لدى الشخص وقت فراغٍ لا يفعل فيه شيئًا.
الأشخاص الذي يملكون قدرًا كافيًا من الوعي، يُحسنون استثمارَ أوقات فراغِهم، إذْ يفعلون شيئًا يُضيف إليهم فائدة، كأن يصقلوا مواهبهم الشخصية، أو يقرأوا الكتب المفيدة، أو أن يخرجوا في رحلاتٍ تُشعرهم ببعض الفرح والمتعة، فوقتُ الفراغ ليس كما يتصوّره البعض وقتًا ضائعًا لا فائدةَ تُرتجى منه، مثلما ينظرُ إليه البعض بأنّه مجرّد وقتٍ للنوم الكثير أو للجلوس دون فعلٍ أيّ فائدة، أو لقضائِه في الهرجِ الكثير، كالأحاديثِ العابرة التي لا تُعطي أي نتيجة إيجابية، وهذا خطأ فادح يقعُ فيه كثيرونَ لفرْط جهلهم، فلو عَرفوا متعة وقتِ الفراغ الحقيقة، لما وفّروا فيه لحظة واحدة، وخطّطوا له أكثرَ من تخطيطهم لأوقاتِهم الأخرى.
مِن أفضل الأشياء التي يُمكنُ فعلها في وقتِ الفراغ هو وضع جدول بالأعمال المهمّة التي يُمكنُ تنفيذُها، كما يُمكن التخفيفُ من بعضِ الأعمال المتراكمة من وقتٍ سابق، ويُمكنُ أيضًا فعل أشياء تشحنُ النفس بالطاقة الإيجابيّة مثل: مراقبة غروب الشمس، أو الذهاب في زيارة للأقارب، أو الخروج مع الأصدقاء، أو قراءة كتاب جميل، أو مشاهدة فيلم في التلفاز، أو حتى صنع وجبة الطعام المفضلة، فوقت الفراغ يحتمل أن يصنع الإنسان فيه أيّ شيءٍ يُريده؛ لأنّه وقتٌ خارج جدول الأعمال، وبهذا يكون ملكًا لصاحبه فقط، ليس لأحدٍ الحق في إفساده أو تضييعه.
كلُّ وقتٍ يقضيه الإنسان من عمره هو وقتٌ محسوبٌ عليه بالثانية، لذلك على كل شخصٍ أن يُحسن استغلال أوقاته، وأن يستغلّ فراغه قبل شغله بما يُرضي الله تعالى، وأن يحرص على أن يكون استغلاله محسوبًا بالدقائق بل بالثواني، لأنّ كل لحظة من العمر تذهب بلا عودة، والوقت الذي يمضي لا يمكن أن يعود بأيّ شكل سواء كان وقت شغلٍ أم وقت فراغ، وطوبى لمَن استطاع أن يخلق من وقت فراغه إبداعًا وإنجازًا، وطوبى لمن يُحسنُ استغلالَ وقته كما يجب.