سؤال وجواب

كلمة-للمعلم-في-بداية-العام-الدراسي


كلمة للمعلم في بداية العام الدراسي

مع بداية العام الدراسيّ الجديد، ومع بداية موسم قطافٍ جديدٍ ومسيرة إنجاز عظيمة، لا تُسعفني الكلمات والعبارات في أن أخطَّ شكرًا يليق بالمعلّم الذي طالما أفنى نفسَه لأجل رفعة الأجيال، وطالما تعب وأعطى من قلبه وروحه كلّ ما يُمكن كي يُعلّم طلابه أبجديّات القراءة والكتابة والحساب، فمهنةُ المعلّم هي أسمى المهن وأرقاها وأعلاها شأنًا؛ لأنّ المعلم هو الذي يُنشِئ جميعَ الأجيال، وله الفضل على باقي أصحاب المهن لأنه هو الذي يُعلّم الجميع، فالمعلّم هو الأساس في وجود الطبيب والمهندس والمحامي والعامل وطبيب الأسنان وكلّ التخصصات الأخرى، إذ لا بدّ من وجود المعلّم كي تستمر مسيرة العطاء.

مع بداية كلّ عامٍ دراسيّ جديد، يتجدّد الأمل ويتجدّد العزم، وتبقى عيونُ المعلم تلمعُ فرحًا وحبًا وهي تلمح الأجيال الصاعدة تصعدُ من مرحلة تعليميّة إلى أخرى، فالطلبة يكبرون وآمال المعلم تكبر معهم، ليكتمل فرحه بهم وهو يراهم في أعلى المناصب يُحققون أحلامهم ويُصبحون عناصر فاعلة في المجتمع، فالمعلم مثله مثل الأب الذي يحرص أن يُعطي أبناءه أفضل ما لديه، لينتظر في النهاية رؤية نجاحهم وانطلاقتهم نحو المستقبل الواعد، ولا عجب أن الشعراء والادباء قالوا الكثير من القصائد والأشعار التي تُعلي شأن المعلّم وترفع قيمته، ومنها قول الشاعر أحمد شوقي الذي أصبح أيقونة يرددها الكبار والصغار، حين وصف المعلّم بأنذه يقترب من مرتبة الرُسل، حيث يقول: قم للمعلّم وفّه التبجيلا   كاد المعلّم أن يكون رسولا.

المعلّم يبني بيوت العزذ والكرم ويبني العقول ويزرع فيها المعرفة والأفكار العلمية والأدبية والتاريخية، ولولا وجوده لكان الجهل والتخلف هو سيّد الموقف، فالمعلّمُ هو فتيلُ النور في ظلمة الجهل، وهو الضوء الذي يلمحه الجميع عندما تسودُ العتمة؛ لأنّ صبره وقوة إرادته جعلت من العلم منارة يستضيء بها الجميع، كما أنّ من عظيم فضله أنّه يُربي ويزرع الأخلاق الفضالة والصفات الحميدة في نفوس طلابه، فمهمته لا تقتصر فقط على التعليم، بل تمتدّ لتكون مهمة أبوية ممزوجة بالحب والانضباط والصرامة، لأنّ كلّ هذا يصبّ في مصلحة الطالب.

المعلّم هو الشمس التي تُشرق من كل الجهات، وهو عطر الورد الذي يفوح في ربيع العمر، ولهذا فإنّ جميع الشعوب الراقية تحترم المعلم وتعدُّ مهنته أفضل المهن وأرقاها، وتمنحه حقوقًا تليق به وبجهده، ويكفي أن عاتق بناء الأجيال يقع عليه، وهذا يعني أن يكون للمعلّم نصيب الأسد من الاحترام والتبجيل والحبّ، فتحية للمعلم مربّي الأجيال.