كلمات-عن-الأخلاق
الأخلاق
إنّ معنى الأخلاق في لسان العرب هي جمع "خُلُق"، وهو الطّبع والسّجيّة والدِّين، وأمّا في الاصطلاح فهي الهيئة الثّابتة في نفس الإنسان، وهي التي تصدر عنها أفعال الإنسان بسهولة ويُسر من دون تكلّف، وقد تكون هذه الأفعال مذمومة أو محمودة؛ وذلك تبعًا للأعراف والتّقاليد والدّيانات المعروفة في كلّ بلد من بلدان العالم، فما يكون عند قومٍ مذمومًا قد يكون محمودًا في مكان ما، والعكس كذلك، وممّا يُذكر أنّه ليس كلّ ما جُبِلَت عليه النّفس من صفات قد يكون أخلاقًا، ولكن قد تكون بعض الصّفات في نفس الإنسان من قبيل الغرائز التي قد تؤثّر في سلوك الإنسان، وفيما يأتي كلمات عن الأخلاق تُجمع في مقال واحد.[١]
كلمات عن الأخلاق
إنّ معيار قوة أيّ أمّة من الأمم هو في علو أخلاق بنيها وسموّها، وما سقطت أخلاق أمّة من الأمم إلّا كان ذلك إيذانًا بزوالها؛ فذلك من سنن الله في خلقه، يقول تعالى في صدق ما لم تكن الأخلاق حاضرة في أبناء ذلك المجتمع، ولذلك فقد أولى الإسلام الأخلاق عناية خاصّة من خلال الآيات والأحاديث النبويّة التي تحثّ على أفضل الأخلاق صراحةً أو مجازًا، فمثلًا يقول تعالى في الحسن البصري.[٤]
شعر عن الأخلاق
بعد الوقوف مع بضع كلمات عن الأخلاق فإنّ هذا المقال يقف في محطّته الأخيرة مع شعر عن الأخلاق، ومن أجمل الشعر عن الأخلاق ما قاله عمر بن مظفّر بن عمر بن أبي الفوارس المعروف باسم ابن الوردي، الشاعر المعرّيّ نسبة إلى معرّة النّعمان، وهي قصيدة له معروفة بقصيدة لاميّة ابن الوردي فيها كلام عن الأخلاق وكيف يتخلّق الإنسان بالأخلاق الحسنة، وممّا قاله في قصيدته:[٦]
اعتزلْ ذكرَ الأغاني والغزلْ
- وقلِ الفصلَ وجانبْ مَنْ هزلْ
ودعِ الذكرى لأيامِ الصِّبا
- فلأيامِ الصِّبا نجمٌ أفلْ
إنَّ أحلى عيشةٍ قضيتُها
- ذهبتْ لذّاتُها والإثمُ حلْ
واتركِ الغادةَ لا تحفلْ بها
- تُمْسِ في عزٍّ وتُرْفَعْ وتُجَلْ
والْهَ عنْ آلةِ لهوٍ أطربَتْ
- وعنِ الأمردِ مرتجِّ الكفلْ
إن تبدّى تنكسفْ شمسُ الضّحى
- وإذا ما ماسَ يزري بالأسلْ
زادَ إنْ قسناهُ بالبدرِ سنا
- وعدلناهُ بغصنٍ فاعتدلْ
وافتكرْ في منتهى حسنِ الذي
- أنتَ تهواهُ تجدْ أمرًا جلَلْ
واتّقِ اللهَ فتقوى اللهِ ما
- جاوزَتْ قلبَ امرئٍ إلاّ وصلْ
ليسَ مَنْ يقطعُ طرقًا بطلًا
- إنما مَنْ يتّقِ اللهَ بطلْ
واهجرِ الخمرةَ إنْ كنتَ فتًى
- كيفَ يسعى في جنونٍ مَنْ عقلْ
صدِّقِ الشرعَ ولا تركنْ إلى
- رجلٍ يرصدُ بالليلِ زحلْ
حارتِ الأفكارُ في قدرةِ مَنْ
- قدْ هدانا سبلًا عزَّ وجلْ
كتبَ الموتَ على الخلقِ فكمْ
- فلَّ مِنْ جَمْعٍ وأفنى منْ دُولْ
أينَ نمرودُ وكنعانُ ومَنْ
- ملكَ الأمرَ وولّى وعزَلْ
أينَ عادٌ أينَ فرعونُ ومَنْ
- رفعَ الأهرامَ مَنْ يسمعْ يخلْ
أينَ مَنْ سادوا وشادوا وبنوا
- هلكَ الكلُّ ولمْ تغنِ القللْ
أينَ أربابُ الحجا أهلُ النّهى
- أينَ أهلُ العلمِ والقومُ الأُوَلْ
سيعيدُ اللهُ كلًا منهمُ
- وسيجزي فاعلًا ما قدْ فعلْ
أيْ بنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ
- حكمًا خُصَّتْ بها خيرُ المللْ
اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما
- أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكسلْ
واحتفلْ للفقهِ في الدينِ ولا
- تشتغلْ عنهُ بمالٍ أوْ خَوَلْ
واهجرِ النومَ وحصِّلْهُ فَمَنْ
- يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بذلْ
لا تقلْ قدْ ذهبَتْ أربابُهُ
- كلُّ مَنْ سارَ على الدربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى
- وجمالُ العلمِ يا صاحِ العملْ
جمِّلِ المنطقَ بالنَّحوِ فَمَنْ
- يُحرَمِ الإعرابَ في النطقِ اختبلْ
وانظمِ الشعرَ ولازمْ مذهبي
- فاطراحُ الرفدِ في الدنيا أقلْ
فهْوَ عنوانٌ على الفضلِ وما
- أحسنَ الشعرَ إذا لمْ يُبتذلْ
لا تقلْ أصلي وفصلي أبدا
- إنّما أصلُ الفتى ما قدْ حصلْ
قدْ يسودُ المرءُ منْ غيرِ أبٍ
- وبحسنِ السبكِ قَدْ يُنْفى الزغلْ
وكذا الوردُ منَ الشوكِ وما
- ينبتُ النرجسُ إلا منْ بصلْ
معَ أني أحمَدُ اللهَ على
- نسبي إذْ بأبي بكرِ اتصلْ
قيمةُ الإنسانِ ما يحسِنُهُ
- أكثرَ الإنسانُ منهُ أوْ أقلْ
واكتمِ الأمرينِ فقرًا وغنًى
- واكسبِ الفلسَ وحاسبْ مَنْ بَطَلْ
وادّرعْ جدًّا وكدًّا واجتنبْ
- صحبةَ الحمقى وأربابِ البخلْ
بينَ تبذيرٍ وبخلٍ رتبةً
- فكلا هذينِ إنْ زادَ قتلْ
لا تخضْ في سبِّ ساداتٍ مضَوا
- إنهمْ ليسوا بأهلٍ للزللْ
وتغافلْ عنْ أمورٍ إنَّهُ
- لمْ يفزْ بالرفدِ إلاّ مَنْ غفلْ
ليسَ يخلو المرْءُ عنْ ضدٍّ وإنْ
- حاولَ العزلةَ في رأسِ جبلْ
غبْ عنِ النمّامِ واهجرْهُ فما
- بلَّغَ المكروهَ إلّا مَنْ نقلْ
دارِ جارَ الدارِ إنْ جارَ وإنْ
- لمْ تجدْ صبرًا فما أحلى النقلْ
جانبِ السلطانَ واحذرْ بطشَهُ
- لا تخاصمْ مَنْ إذا قالَ فعلْ
لا تلِ الحكمَ وإنْ همْ سألوا
- رغبةً فيكَ وخالفْ مَنْ عذَلْ
إنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمَنْ
- وليَ الأحكامَ هذا إنْ عدلْ
فهْوَ كالمحبوسِ عنْ لذّاتِهِ
- وكلا كفَّيْهِ في الحشرِ تُغَلْ
إنّما النقصُ والاستثقالُ في
- لفظةِ القاضي لوعظٍ ومثلْ
لا توازى لذَّةُ الحكمِ بما
- ذاقَها المرءُ إذا المرء انعزلْ
والولاياتُ وإنْ طابتْ لمَنْ
- ذاقَها فالسمُّ في ذاكَ العسلْ
نَصَبُ المنصبِ أوهى جَلَدي
- وعنائي منْ مداراةِ السفلْ
قصِّرِ الآمالَ في الدنيا تفزْ
- فدليلُ العقلِ تقصيرُ الأملْ
إنَّ مَنْ يطلبهُ الموتُ على
- غرّةٍ منهُ جديرٌ بالوجلْ
غِبْ وزُرْ غِبًّا تزدْ حبًا فَمَنْ
- أكثرَ التردادَ أضناهُ المللْ
خذْ بنصلِ السيفِ واتركْ غِمْدَهُ
- واعتبرْ فضلَ الفتى دونَ الحللْ
حبُّكَ الأوطانَ عجزٌ ظاهرٌ
- فاغتربْ تلْقَ عنِ الأهلِ بدلْ
فبمكثِ الماءِ يبقى آسنًا
- وسُرى البدرِ بهِ البدرُ اكتملْ
أيها العائبُ قولي عبثًا
- إنَّ طيبَ الوردِ مؤذٍ بالجُعَلْ
غيرَ أنّي في زمانٍ مَنْ يكنْ
- فيهِ ذا مالٍ هوَ المولى الأجلْ
واجبٌ عندَ الورى إكرامُهُ
- وقليلُ المالِ فيهمْ يُستقلْ
كلُّ أهلِ العصرِ غمرٌ وأنا
- منهمُ فاتركْ تفاصيلَ الجملْ
المراجع[+]
- ^ أ ب "الأخلاق أهميتها وفوائدها"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-03-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 16.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 26.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "الأخلاق"، ar.wikiquote.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-03-2020.
- ^ أ ب ت "الأخلاق"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-03-2020.
- ↑ "اعتزل ذكر الأغاني"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-03-2020.