رسالة-شكر-للمعلمة
رسالة شكر للمعلمة
معلّمتي الغالية، يا مَن أشعلتِ في قلبي وروحي قناديلَ العلم والمعرفة، ويا من أمسكتِ بيدي ومضيتِ بي إلى طريقِ الاجتهاد والحماس، وأنتِ التي جعلتِ من الحُلم حقيقة، ومن الطموح شيئًا ممكنًا، فبذرتِ في عقولنا بذور الخير التي ترشدنا إلى العلم المفيد، وأغدقتِ علينا بالنصحية، فكنتِ لنا معلمة ومربية وأمًا فاضلة، وحرصتِ أن نكون مثالًا للطالبات المجتهدات، وأن نكون مثالًا يُحتذى في التربية والأخلاق، وكم من مرة قلتِ لنا ان العلم لا يتزيّن إلا بالأخلاق، وأن الأخلاق الفاضلة تدفع بالإنشان إلى أن يكون منشغلًا بنفسه وعلمه عن الآخرين.
معلمتي الرائعة، اسمحي لنا أن نقدّم لك اليوم كل الشكر والمحبة، وإن كانت عبارات الشكر تبدو متواضعة جدًا أمام معروفك الكبير الذي أعطانا بداية الطريق، ووضعنا في منارة العلم والمعرفة، وحبب إلينا العلم، فلولا دعمكِ وتشجيعك وتعبك لما كنا لنواصل الدرب، فقد كنتِ دومًا تقولين لنا أنّ تعب اليوم هو نجاح الغدن وأن مفتاح المستقبل كله مرهونٌ بالعلمن ومن أراد أن يكون شيئًا ذو قيمة في المستقبل فعليه أن يتعلّم قدر ما يستطيع، لأنّ العلم لا يقف عند حدّ، وأن لكل مجتهدِ نصيبًا، وفي الوقت الذي يجد كثيرون من الطلبة إهمالًا من الأهل والمربين، كنتِ أنتِ سبب تمسكنا بالحصول على أعلى الدرجات، والالتحاق بالطلاب المجتهدين المثابرين.
معلمتي الغالية، إن كان الشكرُ لا يُعبر عن مقدار ما نُكنّه لك من احترام، لكنه سيظلّ محفورًا في ذاكرتنا كل كلماتك التي قلتيها لنا، وكل شرحك للمعلومات المهمة، وحرصك على أن ننهل من العلم أفضله، ومعك أيضًا لم نعدْ نخاف من رهبة الاختبار، لأنك كنتِ تحرضين على بثّ الطمانينة في نفوسنا، وتهونين الصعب في عيوننا، وتعلمينا أن الفشل ليس النهاية، وإنما هو بداية لنجاحاتِ أخرى، وفرصة أخرى لتحقيق نجاحٍ أكبر، وكنتِ تنفضين اليأس عن قلوبنا كلما أخفقنا في الدرجات، وتحرصين على أن نعوض النقص في العلم بالاجتهاد أكثر فأكثر.
معلمتي الغالية، مهما أخذتنا الدروب وفرّقتنا الأماكن، ومهما تنقلت بين التخصصات والكليّات، ستظلّين أنتِ صاحبة الفضل الكبير، لأنني تعلمتُ منك أبجديات الحياة وحروفي الأولى، ومعكِ بدأت أتهجى الحروف وأحسب الأرقام وأقرأ أوّل العبارات، ولو رأيتني يومًا طبيبة أو محامية أو مهندسة او غير ذلكن فاعلمي أنك أنت من وضعتِني على هذا الدرب، وأنّ لك الفضلَ في كلّ نجاحِ نجحت فيه، وأرجو أن أكونَ دومًا عند حُسن ظنّك في العلمِ والأخلاق.