رسالة-شكر-للمعلم-الفاضل
رسالة شكر للمعلم الفاضل
معلّمي الفاضل، يا مَن زرعت في عقولنا حبَّ العلم والمعرفة، ومهَّدتَ لنا الطريق كي نصلَ إلى أعلى المراتب، نقدّم لك رسالة شكرٍ ملؤها المحبّة الخالصة والامتنان الكبير، وهي رسالة من قلوب طلابك الذين طالما تعبت لأجلهم، وطالما قدمت لهم العون والمساعدة دون كللٍ أو ملل، وإننا اليوم يا معلمنا الفاضل نخطّ لك أجمل العبارات والأمنيات، ونرفع إليك حروفنا المرصعة بمعاني الحب لنقول لك: شكرًا، رغم أن كلمة شكرًا كلمة صغيرة لا توفيك حقّك أبدًا، ولا تُعوضك عن تعبك المتواصل معنا، فأنت من أعطيتنا شغف العلم والمعرفة، وأنت من حرصت على أن نكون دومًا في الطليعة، ووضعتنا على الطريق الصحيح، وأغدقت علينا من نور علمك الكثير.
معلمنا الفاضل، إنّ بناءَ العقول أصعب أنواع البناء، ونُشهد الله أنكَ قد بنيت عقول أجيالٍ كثيرة، وأدّيت الأمانة على أكملِ وجه، وصقلت شخصيات طلابك بما يليقُ بتطوّر المجتمعات والتنمية المنشودة، واليوم أصبح الكثير منا ممن يُشار إليه بالبنان في إنجازاته وعلمه وفكره، وكلّ هذا بسببك أنت؛ لأنك وضعتنا في الاتجاه الصحيح عندما تاهت منا الاتجاهات، وأرشدتنا إلى منابع العلم والمعرفة والثقافة، وأحييت فينا إرث الآباء والأجداد، وجعلت من الكتب والدفاتر صديقنا الصدوق، فاسمح لنا أن نعبّر لك عن عظيم فخرنا بأننا تتلمذنا على يديك، وأننا في يومٍ ما كنّا طلابًا ننهل من علمك كلّ بذور الخير والمحبة.
معلمنا الفاضل، منا اليوم من أصبح الطبيب ومنّا المهندس والمحامي والصحفيّ والمعلم والمدير والوزير، ونعرف جميعًا في قرارة أنفسنا أنك الأساس لوصول الجميع إلى مراتبهم العلمية، ونحن جميعًا لا يسعنا إلا أن نكون عند حسن ظنك، وأن نكونَ كما أردت لنا فرسانًا في مواقعِنا المختلفة، نُسهّل حياة الناس والمجتمع، ونحرص في كلّ وقتٍ على التطوّر، فمَن علمنا حرفًا كنّا له طائعين مطيعين؛ لأنّنا نعرف جيدًا معنى أن يُعلمك شخصٌ أساسيّات العلم جميعها، وأنت يا معلّمَنا الفاضل لم تكتفِ بتعليمِنا فقط، بل علّمتنا الأخلاق الفاضلة والصفات الطيبة، وأعطيتنا كلَّ معاني الحبّ، وكنت لنا أخًا وأبًا وصديقًا.
معلمَنا الفاضل، لو كان بإمكاننا أن نوفيَك حقّك لَما كنّا توانينا أبدًا، لكنّ أجرَك عند الله تعالى عظيم؛ لأنك حملت رسالة التعليم الجليلة على محمل الجدّ، وأديت حقّها، وصنت أمانة التعليم ولم تبخلْ أبدًا بأيّ معلومة، ولم تمنع عنا الإجابة، وأبعدت عنا الجهل والتخلّف وأغرقتنا بنور العلم الذي أصبحنا نستهدي به بفضلك.