سبب-نزول-سورة-الناس
سورة الناس
سورة الناس من السور القصيرة في القرآن الكريم، وهي سورة مكيّة، وترتيبها آخر سورة، في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وقد نزلت سورة الناس بعد سورة الفلق، وتُعرف بأنّها من المعوذتين وهما: "سورة الناس وسورة الفلق"، وعدد آيات هذه السورة ستُّ آيات، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ هذه السورة يوميًّا قبل أن يأوي إلى فراشه، ففي حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ "قل هو الله أحد" والمعوذتين، ثم مسح ما استطاع من جسده، يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثًا"[١]
سبب تسمية سورة الناس
سورة الناس بدأت بقوله تعالى: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ"[٢]، ومثلها مثل باقي السور التي لم يرد في تسميتها حديث شريف، وإنما سُميت باجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، والذين كانوا يُطلقون على السور أسماء بحسب ما يرد فيها من موضوع، وسورة الناس بدأ بذكر الناس وأنّ الله تعالى هو ربّ الناس، فسميت سورة الناس.[٣]
سبب نزول سورة الناس
سبب نزول سورة الناس هو نفس سبب لنزول سورة الفلق، إذ نزلت لتكون رقية للرسول -عليه الصلاة والسلام-، بسبب قصة غلام من اليهود كانَ يخدم الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فجاء اليهود إلى هذا الغلام وطلبوا منه شيئًا من مشاطة النبيّ -عليه السلام-، وبعضًا من أسنان مشطه، فأعطى هذا الغلام لرجلٍ اسمه لبيد بن الأعصم ما أخذَه من أثر الرسول كي يعمل له سحرًا، فسحر رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وكان سحره على ما أخذ من مشط الرسول -عليه السلام- من أسنان بالإضافة إلى المشاطة، ومعقود في إحدى عشر عقدة وغرز هذه العقد بالإبر، حيث دسّ هذا السحر في بئر يقال لها بئر ذروان، وهو بئر ماء لبني زريق، فمرض الرسول -عليه السلام- مرضًا شديدًا، وانتثر شعر رأسه، ، وفي الحديث الشريف عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "سحَر رسولَ الله -صلَّى اللهُ عليه وسل-م- رجلٌ من بني زُرَيقٍ، يُقالُ له لَبيدُ بنُ الأعصَمِ، حتى كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُخَيَّلُ إليه أنه يَفعَلُ الشيءَ وما فعَله، حتى إذا كان ذاتَ يومٍ أو ذاتَ ليلةٍ وهو عِندي، لكنه دَعا ودَعا، ثم قال : "يا عائشةُ، أشَعَرتِ أن اللهَ أفتاني فيما استفتَيتُه فيه، أتاني رجلانِ، فقعَد أحدُهما عِندَ رأسي، والآخَرُ عِندَ رِجلي، فقال أحدُهما لصاحِبِه : ما وجَعُ الرجلِ؟ فقال : مَطبوبٌ، قال: من طبَّه؟ قال: لَبيدُ بنُ الأعصَمِ، قال: في أيِّ شيءٍ ؟ قال: في مُشطٍ ومُشاطةٍ، وجفِّ طَلعِ نخلةٍ ذكَر، قال: وأينَ هو ؟ قال: في بئرِ ذَروان،. فأتاها رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في ناسٍ من أصحابِه، فجاء فقال: "يا عائشةُ، كأن ماءَها نُقاعَةُ الحِنَّاءِ، أو كأن رُؤوسَ نخلِها رُؤوسُ الشياطين" قلت: يا رسول اللهِ: أفلا استخرَجْتَه؟ قال: "قد عافاني اللهُ، فكرِهْتُ أن أُثَوِّرَ على الناسِ فيه شرًا". فأمر بها فدفِنَتْ"[٤] وكان جبريل -عليه السلام- يقول: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين، الله يشفيك" حتى انحلّت آخر عقدة ووجد في نفسه خفة بانحلال العقدة الأخيرة من هذا السحر، فقام كأنه نشط من عقال.[٥]، وحديث سحر الرسول -عليه الصلاة والسلام- حديثٌ صحيح ذكره البخاري ومسلم وعددٌ من أئمة الحديث الشريف، وهو مقبولٌ عند اهل السنّة، ولم ينكره إلا المبتدعة.[٦]
فضل سورة الناس
على الرّغم من أنّ سورة الناس من قصار السور، إلّا أنّ فضلها عظيم؛ لأنّها تُعدّ من السورة التي يرقي بها المسلم نفسه فينال بركتها وتحميه من الوساوس ونزغ الشيطان وشر الجنّ والإنس، لذلك يجب الإكثار من قراءتها في الصباح والمساء وقبل النوم، وقراءتها على الأطفال الصغار لتحصينهم بها هي وسورة الفلق وسورة الإخلاص، وقد ورد في فضلها أحاديث نبوية كثيرة منها ما يأتي:[٧]
- قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "يا عقبة ألا أعلمك سورًا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك إلا قرأتهن فيها، { قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}"[٨]
- تكفي من يقرأها همّ يومه، إذ أوصى الرسول -عليه الصلاة والسلام- بقراءة المعوذتين والإخلاص مع أذكار الصباح والمساء، فقد ورد في الحديث الشريف عن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي لنا، قال: فأدركته فقال: قل فلم أقل شيئا ثم قال: قل فلم أقل شيئا قال: قل فقلت ما أقول، قال: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء"[٩]
المراجع[+]
- ↑ الراوي: حذيفة بن اليمان، المحدث: الألباني، المصدر: مختصر الشمائل، الصفحة أو الرقم: 218، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ {الناس: آية 1}
- ↑ تأملات قصار السور سورة الناس, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-9-2018، بتصرّف.
- ↑ المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5763، خلاصة حكم المحدث: أورده في صحيحه، وقال : تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد عن هشام. وقال الليث وابن عيينة عن هشام: "في مشط ومشاطة"
- ↑ سبب نزول جبريل بـ (المعوذتين), ، "www.fatwa.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-9-2018، بتصرّف.
- ↑ قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 2-9-208، بتصرّف.
- ↑ صحيح فضائل السور, ، "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-9-2018، بتصرّف.
- ↑ الراوي: عقبة بن عامر، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2861، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
- ↑ الراوي: عبدالله بن خبيب، المحدث: النووي، المصدر: الأذكار، الصفحة أو الرقم: 107، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح