سبب-نزول-سورة-المعارج
سورة المعارج
تقع سورة المعارج في الحزب السابع والخمسين من الجزء التاسع والعشرين، ونزلت قبل سورة النبأ وبعد سورة الحاقة، وترتيبها من حيث النزول الثامنة والسبعون، ومن حيث الترتيب في المصحف العثماني السبعون، وهي من سور المفصَّل المكية، ويبلغ عدد آياتها أربعًا وأربعين آيةً، وهي من السور القرآنيّة التي تبدأ آياتها بالفعل الماضي للدلالة على الإخبار عن نبأٍ ما، وشأنها شأن السور المكية تعالج أصول العقيدة الإسلاميّة وتُخبر عن أهوال يوم القيامة والحديث عن مشركي مكة وحالهم من إنكار الرسالة والبعث والحساب، وهذا المقال يُسلط الضوء على سورة المعارج من جوانب عدة.
سبب تسمية سورة المعارج
عُرفت هذه السورة بثلاثة أسماءٍ لكن أبرزها وأكثرها شيوعًا سورة المعارج كونه الأخفّ في اللفظ، وسُميت بهذا الاسم لورود كلمة المعارج وتعرج في السورة وهي وصفٌ لحالة الملائكة أثناء عروجها أي صعودها في السماء قال تعالى:"مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ* تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ"[١]، إلى جانب هذا الاسم عُرفت في الكثير من كتب أهل العلم والتفسير باسم سورة سأل سائلٌ نسبةً إلى الآية الأولى من السورة:"سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ"[٢]، كما تُعرف باسم سورة الواقع لورود كلمة "واقعٍ" في الآية السابقة، كما تُعرف باسم سورة سأل كونها السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تبدأ بالفعل سَأَلَ.[٣]
سبب نزول سورة المعارج
نزلت سورة المعارج من آياتها الأولى في النضر بن الحارث الذي كان يقول بأنّ محمدًا يخوفنا ويهددنا بالعذاب في الدنيا والآخرة؛ فلماذا ننتظره؟ أي أنّه استعجل العذاب ودعا على نفسه به كما أخبر بذلك القرآن الكريم في سورة الأنفال قال تعالى: "وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ"[٤]؛ فأنزل الله به ما استعجل من العذاب يوم غزوة بدرٍ فقُتل صبرا ثم نزل فيه قوله تعالى:"سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ"[٢].
أما قوله تعالى: "أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ* كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ"[٥] نزلت في مشركي قريشٍ الذين كانوا يسمعون كلام الله من الرسول ولا ينتفعون به ويقولون عن المسلمين لو دخل هؤلاء الجنة لندخلها قبلهم وليكوننّ لنا في أكبر الحظ والنصيب؛ فنزلت هذه الآية.
وقد تحدّثت الآيات الكريمة بتفصيلٍ وإسهابٍ عن يوم القيامة وأهوالها وما يلقى فيها العبد من أصناف النعيم أو الجحيم جزاءً بما اقترف في الدنيا؛ فمقدار اليوم عند الله سبحانه بخمسين ألف يومٍ من حساب الناس؛ فيكون خفيفًا على المؤمن طويلًا على الكافر والظالم.[٦][٧]
فضل سورة المعارج
سورة المعارج كغيرها من سُور القرآن الكريم ينالُ كلّ من قرأها الأجر والمثوبة من عند الله تعالى؛ فالحرف الواحد بحسنةٍ والحسنة بعشر أمثالها كما أخبرَ بذلك الرسول -عليه الصلاة والسلام-، أمّا فيما يتعلق بفضلِها كونَها واحدةً من السُّور التي شيبت الرسول الكريم -أي تسببت في ظهور الشيب في شعره- فحديثُها ضعيفٌ فهي ليست من ضِمن هذه السُّور: "أَجَلْ، شَيَّبَتْنِي هودٌ وأَخَواتُها، قال أبو بكرٍ: بأبي وأمي وما أَخَواتُها قال: الواقعةُ والقارعةُ وسأل سائلٌ وإذا الشمسُ كُوِّرَتْ والحاقَّةُ"[٨]، ومن الأفضالِ التي لا أصلَ لها ومن الابتداعِ في الدِّين: قراءة سورة المعارج سببٌ في عدم سؤال العبد عن ذنبه يوم القيامة، ويدخل الجنة مع النبيّ وأهله.[٩]المراجع[+]
- ↑ {المعارج: الآية 3: 4}
- ^ أ ب {المعارج: الآية 1}
- ↑ تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة المعارج،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرف
- ↑ {الأنفال: الآية 32}
- ↑ {المعارج: الآية 38: 39}
- ↑ علوم القرآن أسباب النزول سورة المعارج،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرف
- ↑ ""المعارج": موضوع واحد!"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-09-2018. بتصرّف.
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الضعيفة، الصفحة أو الرقم: 1931، خلاصة حكم المحدث: ضعيف
- ↑ فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرف