سؤال وجواب

موضوع-عن-تلوث-المياه


موضوع عن تلوث المياه

تلوثُ المياه من المشاكل الخطيرة جدًا، والتي تؤثّر على جودة الحياة على الأرض، إذْ تجعلُها أكثر صعوبة وخطرًا، خصوصًا أن المياه هي عصبُ الحياة الرئيس للإنسان والحيوان والنبات، وهي الشريان الذي يتدفّقُ في جسد الأرض فيجعلُها خضراء حيّة، وفي هذا يقول تعالى في محكم التنزيل: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ"[١]، ففي وجود المياه تنتشر مظاهر الحياة، لهذا فإنّ تلوثها يعني القضاء على مظاهر الحياة هذه، والإنذار بكارثة حقيقية لا تُحمد عقباها، خصوصًا في الوقت الحاضر الذي أصبحت فيه هذه المشكلة ظاهرة عالمية منتشرة في معظم مناطق العالم.

تلوثُ المياه من المشاكل التي نوقشت في مؤتمراتٍ كثيرة، وعلى الرغم من محاولة إيجاد الحلول لهذه المشكلة، إلّا أنها تحتاج إلى تطبيقٍ فعليّ وليس إلى مجرّد تنظير، وأهمّ خطوة تبدأ بالوقوف على أسبابها، ولعلّ أكثر سبب في تلوث المياه هو الإنسان الذي يُمارس أنشطته بطريقةٍ تخريبية لا تحترم البيئة المحيطة، وخصوصًا المياه والهواء، فالإنسان في مشكلة تلوث المياه يلعب دورًا رباعيًا، فهو سبب ومسبب لمشكلة التلوث، وفي الوقت نفسه فإنّ الحل في يديه، ويستطيع أن يُسيطر على هذه المشكلة وأن يقللها أو حتى يمنع وجودها.

لمشكلةِ تلوث المياه تَبِعات خطيرة جدًا، خصوصًا إن كان هذا التلوّث في مياه الشرب، وهذا يسبّبُ الإصابة بأمراضٍ عضوية خطيرة جدًا، فالمياه لا غنى عنها أبدًا، وفي الوقت نفسه تعمل كناقل خطيرٍ للأمراض في حال تلوثها بالمخلفات العضوية والصناعية، وقد تسبب الوفاة، لذلك من المهم جدًا السيطرة على هذه المشكلة قبل تفاقهما، فتلوث المياه أيضًا يُسبب حلول الجفاف والقحط، وموت الغطاء النباتي أو تضرره بأقل تقدير، مما يعني أن يُصبح النبات بؤرة للأمراض وناقلًا لها في حال تمت سقايته بالمياه الملوثة.

يُسبّب تلوث المياه موت الكائنات المائية أو تغيّر البيئة البحرية، وهذا يبدو واضحًا في العديد من البحار التي تلوثت مياهها نتيجة تسرّب النفط من ناقلات النفط الضخمة، أو نتيجة قذف الملوثات الصناعية في مياه البحار والأنهار، وتسبب بموت أعدادٍ هائلة من الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، أو تلوثها بالمعادن الثقيلة التي تُسبب أمراضًا خطيرة للإنسان، وبالإضافة إلى هذا يمكن أن ينشأ تلوث المياه بطريقة غير مباشرة، كأن ينتج عن تلوث الهواء بالعناصر والمركبات والأحماض، مما يُسبب ظاهرة المطر الحمضي التي تغير نوعية المياه بشكلٍ خطير وتسبب كوارث بيئية كبيرة، فالحفاظ على المياه من التلوث مسؤولية الجميع، ويجب أن تتكاتف جميع الجهود للحدّ من هذه الظاهرة، فالمياه حاجة ضروريّة ملحة لا غنى عنها، ولهذا يجب الحفاظ على حق الأجيال القادمة بمياه نظيفة نقية غير ملوّثة.

المراجع[+]

  1. الأنبياء، آية: 30