ما-هو-المفعول-معه

علم النحو

يُسمَّى علم النحو أيضًا علْم الإِعْرَاب، وهو علم يهتمَّ بحركات آخر أواخر الكلمات في الجملة، ويدخل في أصل الكلمة وطريقة بناء الجملة العربية، ويمكن القول إنّه يدرس التغيُّرات الطارئة على كلِّ كلمة في الجملة بناءً على تَغيُّر مكان الكلمة، وهو يفصّل في هذه التغيّرات التي يمكن أن تكون تغيُّراتٍ في أصل الكلمة؛ أي من حيث عمل الكلمة في الجملة وانتقالها بين الفاعلية والمفعولة وما شابه، أو تكون التغيُّرات الطارئة تغيراتٍ في الحالة الإعرابية للكلمة، ويعدُّ علم النحو أهم علوم اللغة العربية على الإطلاق، فهو أساسي في فهم معنى الجملة ومعرفة أركانها، وهذا المقال سيسلّط الضوء على المفاعيل في اللغة، وتحديدًا المفعول معه وأحكامه.

المفاعيل في اللغة العربية

تختلفُ المفاعيل في اللغة العربيّة باختلاف المعنى المُراد في الجملة، وتعدُّ هذه المفاعيل من المنصوبات، فهي منصوبة بشكلٍ عامّ مع اختلافٍ في بعض الحالات الإعرابية، والمفاعيل في اللغة هي:

• المفعول لأجله: هو مصدر يُذكَرُ لبيانِ سببِ الفِعلِ، مثل: زُرتُكَ حُبًّا بكَ، وحبًّا هنا تُعرب مفعولًا لأجله، والمفعول لأجله منصوب دائمًا، ويشترط أنْ يكون لفظُ المفعول لأجله من غير لفظ الفعل، نحو: أتعلم رغبةً في الاستفادة، ورغبة هنا تُعرب مفعولًا لأجلِهِ، وهي من غير لفظ الفعل وهو أتعلم. ^[١]
• المفعول معه: هو اسم منصوب بعد واو، بمعنى مع ولا يعطف بهذه الواو، مثل: سرتُ والجبَلَ، وتُعرب الجبلَ هنا: مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة، وتُسمّى هذه الواو: واو المعية. ^[٢]
• المفعول به: هو الاسم الذي وقع عليه فعلُ الفاعل في الجملة، ويكون منصوبًا، ومن الجدير بالذكرِ أنَّ الفعل قد يكتفي بمفعول به واحد، مثل: قرأتُ كتابًا، وقد لا يكتفي الفعل بمفعول به واحد فيتعدَّى لمفعولين، مثل: أعطى المعلم التلميذ جائزة، وقد لا يكتفي بمفعولين، فيتعدَّى الفعل بثلاثة مفاعيل. ^[٣]

• المفعول فيه: هو ما يُسمّى ظرفَ زمانٍ أو مكانٍ، وقد سُمّي مفعولًا فيه لأنَّه يُذكرُ لأجلِ أمرٍ وقعَ فيهِ، مثل: رأيتك يوم الجمعة، ويعني رأيتك في ذلك اليوم، والمفعول فيه منصوب دائمًا، ووجب تعليقُهُ كما يتعلق الجار والمجرور؛ لأنّه ظرف، والظرف يُعلق في اللغة العربية؛ لأنّه شبه جملة. ^[٤]
• المفعول المطلق:
 هو مصدر منصوب يُذكَر بعد الفعل ويكون من لفظ الفعل تأكيدًا لمعنى الفعل، نحو: سرتُ سيرًا حثيثًا،  ويُذكر المفعول المطلق أيضًا لبيان عدد الفعل، نحو: خطوت خطوتين، ويُذكر المفعول المطلق أيضًا لبيان نوع الفعل، وقد يكون المفعول مطلق لفعل محذوف، مثل: شكرًا جزيلًا، وتُعرب شكرًا هنا: مفعول مُطلَق لفعل محذوف تقديرهُ أشكركُ شُكرًا جزيلًا. ^[٥]

المفعول معه وأحكامه

كما وردَ سابقًا إنَّ المفعول معه هو اسم منصوب بعد واو بمعنى مع، ولا يُعطَفُ بهذه الواو، مثل: سرتُ والجبَلَ، وتُعرب الجبلَ هنا: مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة، وتُسمى هذه الواو واو المعية، وتُعدُّ الواو واو المعية في حالات وهي: ^[٦].

• إذا تقدَّم الفعل، لا يَصلُح أن يشترك فيما بعدها، مثال: ذهبَ أخي والفجرَ، فالفجر لا يمكن أن يشترك مع أخي في الذهاب.
• وإذا وقعت الواو بعد ضمير متَّصِل غير مؤكَّد بضمير منفصِل، مثال: ذهبتُ والمعلم، فإذا أُكِّدتْ بضمير منفصلٍ وجب العطف، مثل: ذهبت أنا والمعلم.
• إذا وقعت الواو بعد ضمير جرٍّ، نحو: مررتُ بهِ وأصدقاءَهُ.

شروط المفعول معه

يجب أن يُسبق بجملة تامة، ولا يسبق باسمٍ مُطلقًا، ويقترن بواو بمعنى مع، مثل: "ما أنتَ وسليمًا؟"، كما لا يتقدم المفعول معه على جملته، فلا يمكن القول: والجبلَ سار علي.^[٦].

حالات إعراب المفعول معه

وأمّا فيما يتعلّق بإعراب المفعول معه، فإنَّ حكمه النصب دائمًا، ولكن قد يختلطُ المفعول معه بالعطف، وهذا الاختلاط يكون في حالتين، والتفرقة بينهما تكون على النحو الآتي: ^[٦].

•  الحالة الأولى: إذا لم يصحَّ العطفُ في المعنى وصحَّتِ المعية، كان الاسم بعد الواو مفعولاً معه، مثل: سرتُ والجبلَ، وهنا لا يصحُّ العطفُ؛ لأنَّ الجبلَ لا يسيرُ، وتصحُّ المعيَّةُ، فيكون إعراب الجبل: مفعول معه منصوب وعلامة نصبِه الفتحة الظاهرة على آخرِهِ.
• الحالة الثانية: إذا لم تصحَّ المعيّةُ وصحَّ العطفُ، كان الاسم بعد الواو معطوفًا عليه، مثل: زرتُ مكَّةَ والمدينةَ، وهنا لا تصحُّ المعيةُ؛ لأنَّ الزيارة كانت لمكة المكرمة أولّا ثم المدينة المنورة، فتكون المدينة معطوفة على مكة.

تطبيقات على المفعول معه

هذه بعض التطبيقات في إعراب جمل تحوي المفعول معه، وتبين طريقة إعرابِهِ: ^[٤]

• أنا سائر والشاطئ

1. أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
2. سائر: خبر مرفوع وعلامة رفعِه الضمة الظاهرة على آخرِهِ.
3. الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
4. الشاطئ:َ مفعول معه منصوب وعلامة نصبِه الفتحة الظاهرة على آخره.

• رويدك والمريض

1. رويدك: اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقدير أنت، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
2. الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
3. المريض: مفعول معه منصوب وعلامة نصبِه الفتحة الظاهرة على آخره.

• زيد مُكْرَمٌ وأخاه

1. زيد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعِه الضمة الظاهرة على آخرِهِ.
2. مكرَمٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعِه الضمة الظاهرة على آخرِهِ
3. الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
4. أخاه: مفعول معه منصوب بالألف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جرّ مضاف إليه.

المراجع[+]

1. ↑ المفعول لأجله, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرّف.
2. ↑ المفعول معه, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرّف.
3. ↑ المفعول به, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرّف.
4. ^ ^{أ ب} المفعول فيه, ، "al-maktaba.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرّف.
5. ↑ إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرّف
6. ^ ^{أ ب ت} المفعول فيه, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرّف