تعبير-عن-الطموح-في-المستقبل
تعبير عن الطموح في المستقبل
الطموح كلمة صغيرة، لكنّها كبيرة في معناها، عظيمة فيما تَحويهِ من أحلامٍ وأمنيات لا يُمكنُ حصرها، فالطموح في المستقبل يعني أن يرسمَ الإنسان لمستقبلِه الكثير من الخُطط والأحلام والأمنيات، وأن يتأمّل تحقيق كلّ ما يُريد، وأن يسيرَ نحو المستقبل بخطة ثابتة يحرسها الطموح الكبير الذي لا تنثني عزيمته أبدًا، فالحديث عن الطموح في المستقبل يعني الحديث عن إنجازاتٍ كثيرة يطمح الشخص إلى تحقيقها، وهذا يُعطي دافعًا كبيرًا للعمل والإنجاز والاجتهاد وزيادة العطاء، والاقتداء بالأشخاص المميزين الذين حققوا أحلامهم ووصلوا إلى إنجازات كبيرة توازي حجم طموحهم الذي كانوا يسعون إليه.
يتميّز الإنسان الذي يملكُ طموحًا بأنه إنسان مندفع نحو الحياة، ويعرف ما يُريد تحقيقه من أهداف، فالطموح هو الوقود الذي يُحرّك الفرد ليسعى نحو العمل والدراسة وغير ذلك، مما يضمن له مستقبلًا مشرقًا، كما أنّ الطموح هو العطر الذي يقود الشخص إلى دروب المستقبل المزهرة؛ لأنّ الفرق بين من يملك طموحًا للمستقبل ومن لا يملكه مثل الفرق بين الحي والميّت، فالإنسان الذي لا يكترث بالطموح هو في الحقيقة إنسان لا مبالي، ولا يسعى لأي شيء في الحياة، ويعيش حياته دون أن يُفكّر في صنع الإنجازات.
يقول الشاعر أبو القاسم الشابّي: ومن لا يُحبُّ صعودَ الجبالِ يَعِشْ أبَدَ الدّهرِ بينَ الحفرْ فالطموحُ يقتضي أن يُحارب الإنسان كلّ الصعاب التي تعترض طريقه، وأن يختار الدروب الوعرة التي توصله إلى أحلامه دون خوفٍ أبدًا؛ لأنّ من يخاف من صعوبة الدرب لن يستطيع أن يُحقق أي إنجازٍ يُذكر، وسينطبق عليه قول الشاعر في أنه يظلّ إلى الأبد بين الحفر، فالحياة أقصر من أن يقضيها الشخص في التخطيط دون أن يفعل شيئًا، بل يجب أن تكون الكلمات متبوعة بالأفعال، وأن لا يكون الطموح مجرّد خيالٍ يتحدث فيه الشخص دون أن يسعى إليه، لأنّه بهذا لا يجني أي فائدة تُذكر؛ لأنّ معيار النجاح هو بمقدار ما يُحقّقه الشخص من طموح.
يجبُ على الشخص الذي يسعى نحو تحقيق الطموح في المستقبل أن يتحلّى بالثقة بالنفس، وأن يكون مخلصًا في نيته لله تعالى، فلا يطمح إلى شيء ليس فيه فائدة، ولا يسعى إلى ما فيه إضرار للآخرين، بل يجب أن يكون الطموح مقرونًا بالخير وتحقيق كلّ ما هو مفيد، وأن تكون نيته لأجل نيل رضى الله أولًا، وإلا كان الطموح مدمّرًا لا فائدة تُرتجى منه، ولا خيرَ فيه.