النعت-السببي
التوابع
التوابع جمع لكلمة تابع، وهي اسم فاعل من المصدر إتباع، والتوابع ألفاظ متأخرة في الكلام غالبًا، وهي متقيدة بحركةِ لفظٍ يأتي قبلها في الكلام ويُسمّى المتبوع، وقد تتبع التوابع هذا المتبوع في أكثر من علامة الإعراب، فبعضُ التوابع تتبع متبوعها بالتذكير والتأنيث وبالإفراد والتثنية والجمع وبالتنكير والتعريف، وتنقسم التوابع في اللغة العربية إلى أقسام، وعددُها أربعة وهي: النعت بنوعَيْه النعت السببي والحقيقيّ، والعطف بنوعيه أيضًا عطف النسق وعطف البيان، والبدل، والتوكيد، وهذا المقال سيسلط الضوء على النعت أي الصفة وسيفصل في نوعيه النعت السببي والنعت الحقيقي.
النعت والمنعوت
بعدَ ما وردَ من تعريف التوابع، لا بدّ من التفصيل في أحدِ هذه التوابع، وهو النعت، والنعت ذاتُهُ الصفة، ويمكن تعريف النعت في اللغة العربية على أنّه لفظٌ يُذكر لبيان أو توضيح صفة يتّصف بها الموصوف، والموصوف هنا هو المتبوع ذاتُهُ، مثل: هذا رجلٌ طويلٌ، فكلمة طويل هنا ذُكرتْ لتحدد صفة الرجل وهي الطول، فكانَت كلمة "الرجل" هي الموصوف أي المتبوع، كلمة "طويل" هي الصفة أو النعت، وهي التابع فقد تبعت الموصوف بعلامة الإعراب، وتُعرب هنا: نعت مرفوع وعلامة رفعهِ الضمة الظاهرة على آخره.
ومن الجدير بالذكر أنَّ النعت أو الصفة يتبع المنعوت أو الموصوف بعلامة إعرابه مثل: هذا طالبٌ مجتهدٌ، ويتبع النعت المنعوت في الإفراد والتثنية والجمع مثل: هؤلاء الطلاب مجتهدون، ويتبع النعت المنعوت في التذكير والتأنيث، مثل: هذي الحديقة غناءةٌ، ويتبعه في التعريف والتنكير مثل: جالستُ صديقي المجتهد بضع ساعات، فالمنعوت صديقي معرف بضمير والنعت المجتهد معرف بأل التعريف. [١].
النعت السببي
ينقسم النعت في اللغة العربية إلى قسمين، وهما: النعت السببي والنعت الحقيقي، وأمّا تعريف النعت السببي فهو: هو تابعٌ من التوابع، ووظيفتُهُ هي أن يبيّن أو يظهر صفة شيء متصل بالموصوف، أو أن يصف شيئًا متعلّقًا بالموصوف أو المنعوت، ويمكن تعريفه أيضًا أنّه تابع يدلُّ على صفة من صفات الاسم الذي يأتي بعده، ولأنَّ النعت السببي تابعٌ من التوابع، فإنّه يتبع منعوته في أمرين اثنين، وهما:
- علامة الإعراب: أي أنّه يتوافق مع المنعوت في علامة إعرابِهِ نصبًا ورفعًا وجرًّا.
- التعريف والتنكير: أي أنَّ النعت السببي يتفق في التنكير والتعريف مع منعوتِهِ، كقولِهِ تعالى: "يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ". [٢]. [٣].
ومن الجدير بالذكر أنَ النعت السببي يرفع اسمًا ظاهرًا بعدهُ ويُعرب هذا الاسم على أنّه فاعل أو نائب فاعل، ويكون التفريق في إعرابِهِ على النحو الآتي:
- إذا كانَتْ لفظة النعت اسمَ فاعل أو مبالغة اسم فاعل، فإنّ الاسم الظاهر بعدها يُعرب فاعًلا، مثل: قال تعالى: "رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا" [٤] فكلمة أهلُها هنا: فاعل مرفوع بالضمة والـ "ها" ضمير متصل في محل جر بالإضافة، ومثل: "هذا الرجلُ صدِّيقٌ قولُهُ"، فكلمة قولُهُ تُعرب فاعلًا والهاء ضمير في محل جرِّ بالإضافة.
- إذا كانت لفظة النعت السببي اسمَ مفعولٍ، فإنَّ الاسم المرفوع بعدها يُعرب نائبَ فاعلٍ، مثل: "التقيتُ رجلًا معروفةً أسرارُهُ أمامَ الناس"، وإعراب أسرارُهُ هنا: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
تطبيقات على النعت السببي
بعض التطبيقات على طريقة إعراب النعت السببي في اللغة العربية:
- نجح الطالبُ الحاضرُ عقلُهُ
- نجحَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخرِه.
- الطالبُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخرِهِ.
- الحاضرُ: نعت سببي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخرِهِ.
- عقلُهُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخرِهِ.
- جالستُ شاعرًا بعيدةً حُدُودُ أفكارِهِ
- جالستُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل المتحركة والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل.
- شاعرًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- بعيدةً: نعت سببي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخرِهِ.
- حدودُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعهِ الضمة الظاهرة على آخرِهِ.
- أفكارِهِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
- حادثتُ مفكِّرًا مشهورةً أفكارُهُ
- حادثْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل المتحركة والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل.
- مفكرًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- مشهورةً: نعت سببي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخرِهِ.
- أفكارُهُ: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعهِ الضمة الظاهرة على آخرِهِ، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
المراجع[+]
- ↑ من التوابع: النعت, ، "www.alukah.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 08-10-2018، بتصرّف
- ↑ {النحل: الآية 69}
- ↑ أقسام النعت, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 08-10-2018، بتصرّف
- ↑ {النساء: الآية 75}