فضل-سورة-الناس
سورة الناس
سورة الناس من السور المكيّة، وهي من قصار السور، وترتيبها في المصحب الشريف السورة رقم مئة وأربعة عشر، أي أنها آخر سورة في الجزء الثلاثين، وهذا الترتيب يخص ترتيبها في المصحف من بين سور القرآن الكريم، وليس من حيث النزول، وقد نزلت سورة الناس بعد سورة الفلق، وعدد آياتها ستّ، وهي إحدى المعوذتين، وقد سُمّيت سورة الناس بهذا الاسم لأنها ابتدأت بكلمة الناس، وفي هذا المقال سيتم ذكر فضل سورة الناس.
مضامين سورة الناس
في سورة الناس مضامين عظيمة، إذ إنّ في السورة الكريم استعاذة بربّ الناس من شر الإنس والجن، وفيها استجارة بالله تعالى بصفتِه مالكَ الناس وربهم ومصلحهم وإلههم الذي يجبُ أن يستعيذ جميع الناس به، لأنّ الله تعالى هو الملجأ وهو المنجي الذي يكون دونه جميع العظماء والملوك، كما تتضمّن سورة الناس استعاذة من شر الشيطان، والشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وفي الوقت نفسه تتضمن استعاذة من شياطين الإنس؛ لأنّ الشياطين نوعان: شياطين الإنس وشياطين الجن، وشياطين الجن توسوس في الصدور أما شياطين الإنس فتأتي بشكلٍ مُعلَن وتوسوس، لذلك يجب الاستعاذة من كلا الشيطانين.[١]
فضل سورة الناس
من فضل سورة الناس أنّها رُقية لمن يقرأها، إذ إن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يقرأ سورة الفلق وسورة الناس ويرقي نفسه بهما، وقد ورد عن عائشة، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "أنّه كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، كلما اشتدّ وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح عنه بيده، رجاء بركتها"[٢]، ومن فضل سورة الناس أن من يقرأها هي وسورة الفلق في ليلة فقد كَفَتاه؛ لأنّ فيها تعويذًا من شياطين الإنس والجنّ، ويُستحب قراءتها ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء، وقراءتها عند المبيت وعند المرضى، كما يُستحب تعويذ الأبناء بها، وتعويذ المسحورين، ومن فضل سورة الناس أنّ فيها إثباتًا للربوبية، وألوهية الله تعالى وحده، وأنّ الملك له وحده.[٣]
سبب نزول سورة الناس
نزلتْ سورة الناس لتكون رقية للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وورد في قصة نزولها: أن غلامًا من اليهود كان يخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاؤوا إليه اليهود وطلبوا منه أخذ مشاطة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإضافة إلى أسنان من مشطه ليسحروه، فأعطاهم فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن أعصم اليهودي، ثمّ وضعها في بئر يتبع لبني زريق يُقال لها بئر ذروان، فمرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وانتثر شعر رأسه ويرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهنّ، وأخذ يدور ولا يدري ما جرى له، فبينما هو نائم ذات يوم أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال: طب قال: وما طب؟ قال: سحر قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي قال: وبم طبه؟ قال: بمشط ومشاطة قال: وأين هو؟ قال: في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان. والجف: قشر الطلع والراعوفة: حجر في أسفل البئر يقوم عليه المائح. فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عائشة ما شعرت أن الله أخبرني بدائي، ثم بعث علياً والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا هو مشاطة رأسه وأسنان مشطه، وإذا وتر معقد فيه أحد عشر عقدة مغروزة بالإبر، فأنزل الله تعالى سورتي المعوذتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال، وجعل جبريل -عليه السلام- يقول: بسم الله أرقيك من كلّ شيء يؤذيك ومن حاسد وعين الله يشفيك. فقالوا: يا رسول الله أو لا نأخذ الخبيث فنقتله فقال: أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شرًا"[٤][٥]المراجع[+]
- ↑ تأملات قصار السور سورة الناس, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-10-2018، بتصرّف.
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2192، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ تأملات في سورة الناس, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-10-2018، بتصرف.
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس وعائشة، المحدث: ابن كثير، المصدر: تفسير القرآن، الصفحة أو الرقم: 8/557، خلاصة حكم المحدث: فيه غرابة
- ↑ سبب نزول جبريل بـ (المعوذتين), ، "www.fatwa.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-10-2010، بتصرّف.