سؤال وجواب

فضل-سورة-الصف


سورة الصف

تعدُّ سورة الصف من السور المدنية، حيثُ نزلت على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، رقمُها من حيث الترتيبِ في المصحفِ الشريف 61، عددُ آياتِها 14 آية، سمِّيَت سورةُ الصف بهذا الاسم؛ لأنَّ الله تعالى قال فيها: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ"،[١]، وتُسمّى أيضًا سورة الحواريين أيضًا لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ" [٢]، وسنبيِّنُ في هذا المقالِ فضل سورة الصف وبعضَ ما تضمَّنته من عبر وأحكام.

مضامين سورة الصف

ابتدأَت السورةُ بتسبيحِ الله -سبحانه وتعالى- وتمجيدِه في أوَّل آيةٍ منها، ثمَّ توجَّهت بعتابٍ رقيقٍ للمؤمنين الذين يقولونَ ما لا يفعلونَ فتخالفُ أعمالُهم أقوالَهم، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) "،[٣]، وفيها إشارةٌ إلى جفاءِ بني إسرائيل وإشارةٌ إلى بشارةِ عيسى -عليه السلام- بالنبيِّ الذي سيأتي من بعدِه -صلَّى الله عليه وسلم-؛ قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ"،[٤]. بعد ذلكَ تناوَلَت السورةُ موضوعَ الذين يحاربونَ الله ورسولَه لكنَّ الله أكدَ على إظهارِ دينِ الإسلام على بقيَّةِ الأديانِ؛ قالَ تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" [٥]، وتحدَّثت عن تجارةِ المسلمين الرابحةِ مع الله تعالى في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" [٦][٧].

فضل سورة الصف

فضل سورة الصف عظيم أنَّها من السور المسبِّحات، وقد وردّ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في الحديثِ الذي رواه العرباضُ بنُ سارية: "أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يقرأُ المسبِّحات قبلَ أنْ يَرقدَ، وقالَ: إنَّ فيهِنَّ آيَةً أفضلَ منْ ألفِ آية" [٨]، وهذا الحديث يدلُّ على فضل قراءتها كلَّ ليلةٍ سنَّةً عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لكنَّ قراءتها غيرُ واجبةٍ كما هو ظاهرُ الحديث، وجاءت هذه السورةُ بأحبِّ الأعمالِ إلى اللهِ عندما قال تعالَى: "إنَّ الله يحبُّ الذينَ يقاتلون في سبيلهِ صفًّا" [١]، فيَكمُن الفضلُ العظيمُ في سورة الصف كمَا في بقيَّة سور القرآن الكريم في قراءتِها والعملِ بما جاءت به فلا عبرة بقراءةٍ دون عملٍ، والله تعالى أعلم. [٩]

المسبحات

تعدُّ سورة الصف من "المسبِّحات السبع" لأنَّها بدأت بفعلِ "سبَّح" ممجِّدةً ربَّ العزَّةِ -تبارك وتعالى-؛ قال تعالى: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [١٠]، وهذه السورُ السبعُ هي: الإسراء والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى. وجميعُها بدأَت بكلمةِ "سُبحانَ" أو بفعل "سبَّح" بالزمن الماضي أو  "يسبِّحُ" بالزمن المضارع أو "سبِّح" كفعلِ أمر. وقَد وردَ في فضل قراءتهنَّ قبل النومِ الحديثُ السابقُ الذي رواهُ العرباض بن سارية: "أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يقرأُ المسبِّحات قبلَ أنْ يَرقدَ، وقالَ: إنَّ فيهِنَّ آيَةً أفضلَ منْ ألفِ آية" [٨]، وقد قال الإمامُ ابن كثير: إنَّ هذه الآيةَ هي: "هو الأوَّل والآخرُ والظاهرُ والباطنُ وهوَ بكلِّ شيءٍ علِيم" [١١] لكنَّ الأصحَّ أو الأظهرَ أنَّ هذه الآية هي التسبيح التي ابتدأت به جميعُ السور، أمَّا الطيبي فقد قال: أُخفيَت هذه الآيةَ فيهَا كإخفاءِ ليلةِ القَدرِ في الليالِي، وإخفاءِ ساعةِ الإجابةِ في يومِ الجمُعة، محافَظَةً على قراءةِ الكلِّ؛ لكي لا تشذَّ تلكَ الآيةُ. [١٢].

المراجع[+]

  1. ^ أ ب {الصف: الآية 4}
  2. {الصف: الآية 14}
  3. {الصف: الآية 2، 3}
  4. {الصف: الآية 6}
  5. {الصف: الآية 9}
  6. {الصف: الآية 10}
  7. سورة الصف, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-10-2018، بتصرف
  8. ^ أ ب الراوي: العرباض بن سارية، المحدث: أبو داود، المصدر: سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 5057، خلاصة حكم المحدث: سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة: كل ما سكت عنه فهو صالح
  9. فضل بعض السور القرآنية, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-10-2018، بتصرف
  10. {الصف: الآية 1}
  11. {الحديد: الآية 3}
  12. فضل السور المسبحات, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-10-2018، بتصرف