فضل-سورة-المجادلة
سورة المجادلة
سورة المجادلة من سور القرآن الكريم المدنيّة، أي نزلت بعد هجرة النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة، وعدد آياتها اثنتان وعشرون آية، وترتيبها في المصحف الشريف ثمانية وخمسون، وقد نزلت سورة المجادلة بعد سورة المنافقون، ولهذه السورة الكريمة قصة مشهورة وهي قصة خولة بنت ثعلبة، التي جادلت الرسول -عليه الصلاة والسلام-، لذلك سمّيت بالمجادلة، ويُطلق عليها أيضًا سورة الظهار وسورة قد سمع، وفي هذا المقال سيتم ذكر فضل سورة المجادلة.
مضامين سورة المجادلة
تتضمّن سورة المجادلة العديد من الأحكام التشريعيّة، كما تضمّنت الحديث عن المنافقين واليهود، وابتدأت بذكر حكم الظهار وذكر قصة المجادلة التي حدثت مع خولة بنت ثعلبة عندما ظاهر منها زوجها، وهي عادة من عادات الجاهلية، فجاءت إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- تشتكي زوجها، فاستجاب الله تعالى لها وأنزل فيها آيات في حكم الظهار، وهي قوله تعالى: "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ"[١]، إلى قوله تعالى: "وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ"[٢]، وتضمنت ذكر موضوع التناجي، أي الكلام السري بين اثنين أو أكثر، وهذا ما يفعله المنافقون واليهود كي يتآمروا على الإسلام، وورد هذا في قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ"[٣]، كما تضمن ذكر اليهود الذين كانوا يأتون لمجلس الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيحيّونه بتحية باطنها الشتيمة وظاهرها السلام، فكانوا يقولون: "السام عليك يا محمد، يعنون الموت"، فتضمّنت سورة المجادلة فضح لليهود والمنافقين في قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"[٤]، إلى قوله تعالى: "وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"[٥]، وتضمّنت سورة المجادلة أيضًا ذكر آداب الحديث مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- وحثّت على الصدقة، وبيّنت حقيقة الحب في الله تعالى والبغض فيه.[٦]
فضل سورة المجادلة
فضل سورة المجادلة فضل كبير مثل فضل جميع سور القرآن الكريم، وهو فضل عامّ، أما فيما يخص فضل سورة المجادلة بشكل خاص فقد ورد حديثان ضعيفان في فضلها، الحديث الأول: "مَن قرأ سورة المجادلة كُتِب من حزب الله يوم القيامة" [٧]، وحديث عليّ: "يا علي من قرأها قضى الله له أَلف حاجة أَدناها أَن يُعتقه من النَّار، ونزلت عليه أَلْفُ ملك يستغفرون له باللَّيل، ويكتبون له الحسنات، وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب مَنْ يطلب قُوتَه من الحلال"، وهو أيضًا حديث موضوع لا سند له في الموسوعة الحديثية، لذلك يجب التماس فضل قراءة سور القرآن الكريم بكونها كلام الله تعالى المنزل، وفيما يخص سورة المجادلة فإنها تًعلّم المؤمن دروسًا عدة، وتوضح له خبث اليهود والمنافقين.[٨]
سبب نزول سورة المجادلة
سبب نزول سورة المجادلة، وتحديدًا الآية الكريمة: "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها" [١] ما ورد في الحديث الشريف، عن عروة قال: قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي تقول: يا رسول الله، أبلى شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك، قالت: فما برحت حتى نزلجبريل عليه السلام بهذه الآيات: "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله "[٩][١٠]المراجع[+]
- ^ أ ب {المجادلة: آية 1}
- ↑ {المجادلة: آية 2}
- ↑ {المجادلة: آية 7}
- ↑ {المجادلة: آية 8}
- ↑ {المجادلة: آية 10}
- ↑ تفسير سورة المجادلة كاملة, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 22-10-2018، بتصرّف.
- ↑ المصدر: الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 283، خلاصة حكم المحدث: موضوع
- ↑ الحاوي في تفسير القرآن الكريم, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 22-10-2018، بتصرّف.
- ↑ المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 1691، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ أسباب النزول, ، "WWW.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 22-8-2018، بتصرّف.