سؤال وجواب

فضل-سورة-العاديات


سورة العاديات

تعدُّ سورة العاديات من السور المكية في القرآن الكريم، حيثُ نزلَت على رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة بعدَ سورةِ العصر، وهي في الجزءِ الثلاثينَ وفي الحزبَِ الستِّين، رقمُها من حيث الترتيب في المصحفِ الشَّريف 100، عددُ آياتها 11 آية، سُمِّيت بالعاديات لأنَّ الله -سبحانه وتعالى- أقسَم في أوَّل آيةٍ منها بالعاديات: وهي الخيلُ التي تعدُو وتغزُو في سبيلِ الله، قال تعالى: "والعادِياتِ ضبحًا" [١]، وفي هذا المقال سنبيِّنُ فضل سورة العاديات وبعضَ ما تضمَّنته من عِبر وأحكام.

مضامين سورة العاديات

في بداية السورة أقسَمَ الله تعالى بالخيل التي تعدو في سبيل الله تعالى، والله عندما يقسِم بمخلوقٍ من مخلوقاته فإنَّ ذلك تعظيمٌ له، فأقسَم بالخيل وقوَّتها وسرعَتِها وشدَّة اقتحامها، وكلُّ ذلك لِعظَم فضل الجهاد في سبيله تعالى وإشارة إلى أهميَّة الإعدادِ والتجهيزِ للمعاركِ والفتوحاتِ، قال تعالى: "والعَادِيَاتِ ضَبحًا * فالمُورِيَاتِ قدْحًا * فَالمُغِيرَاتِ صبْحًا"[٢]، وقد أقسمَ الله تعالى ذلكَ القسَم على أن الإنسان جَحودٌ لنعمه تعالى كفورٌ بها، ثمَّ تذكِّرُ الآيات بالبعثِ بعد الموتِ يوم القيامة وكيفَ سيكشفُ الله تعالى خبايا الصدور ومكنوناتِها، قال تعالى: "أفَلا يَرَونَ إذَا بُعثرَ مَا فِي القُبورِ * وحصِّلَ مَا فِي الصُّدورِ"[٣][٤].

فضل سورة العاديات

لم ترِدْ في فضل سورة العاديات أحاديثُ خاصَّة بالسورةِ وحدَها عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- بل إنَّ كلَّ ما وردَ عبارة عن أحاديث موضوعةٍ لا أصلَ لها، إنَّما فضل سورة العاديات كفضلِ بقيَّة سورِ القرآن الكريم، ففي قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريم كلِّه للمسلمِ في قراءتِه أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى، كما ورد في الحديث الشريفِ المشهورِ الذي قالَ فيه رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ "ألم" حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ"[٥]، وفضلُها أيضًا في الأخذِ بما جاءت به من عِبر سنَّها الله تعالى لعبادِه المسلمين في كتابه الكريم، واتِّباع أوامرِ الله تعالى فيها كالحثِّ على الجهاد في سبيل الله تعالى وتطهير النفوس وتزكيتها ليوم تُبَعثرُ فيه القبور وتحصَّلُ فيه الصدور. [٦]

الخيل معقود بنواصيها الخير

وصفَ الله تعالى في سورة العاديات الخيل وهي في حالة هجومٍ وعدو وصفًا يثيرُ في النفوس الحماسَ، فوصف سرعةَ اندفاعها في البدايةٍ ثمَّ وصف حالةَ الكرِّ والفرِّ وهي تثيرُ الغبار متوسِّط جموعَ الأعداء، وكل ذلك طاعةً لصاحبها الذي يربِّها ويطعمها ويسقيها ويمتطيها وهو مخلوق مثلها، قال تعالى: "والعادياتِ ضبحًا * فالموريات قدحًا * فالمغيراتِ صبحًا * فأثرنَ به نقعًا * فوسطن بهِ جمعًا" [٧]، وهذه إحدى منافعُ الخيلِ الكثيرة وهي الغزو والجهاد على ظهورهِا، وفي الخيول من الخير الكثير الكثير، كما وردَ في الحديث عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "رأيت رَسولَ الله _صلَّى الله عليه وسلَّم- يلوِي ناصِيةَ فَرسٍ بإصبعِه، وهو يقول: الخيلُ معقودٌ بنواصِيها الخيرُ إِلى يومِ القيامةِ: الأجرُ والغنيمةُ" [٨]، والمقصودُ: أنَّ الخير ملازمٌ لنواصي الخيلِ حيثمَا توجَّهت. لذلك أقسم الله تعالى بها في مقدمة السورة، تعظيمًا لشأنِها وللحثِّ على تربيتها وتدريبها وإعدادِها للقتال في سبيل الله، كما ورد في قوله تعالى: "</span>وأَعدُّوا لهُمْ ما استَطَعتُمْ منْ قوَّةٍ ومِنْ ربَاطِ الخَيْلِ ترهِبُونَ بهِ عدُوَّ اللَّه وعدُوَّكُمْ" [٩]، وذلك السبيل من أفضلِ الأعمال في هذه الدنيا لتحقيق سعادةِ الدارينِ [١٠].

 

فيديو عن فضل سورة العاديات

في هذا الفيديو يوضح فضيلة الدكتور عبد الرحمن إبداح فضل سورة العاديات. [١١]

المراجع[+]

  1. العاديات: الآية 1
  2. {العاديات: الآيات 1، 2، 3}
  3. {العاديات: الآيات 9، 10}
  4. سورة العاديات, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-10-2018، بتصرف
  5. الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/296، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
  6. سورة العاديات, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-10-2018، بتصرف
  7. {العاديات: الآيات 1، 2، 3، 4، 5}
  8. الراوي: جرير بن عبدالله، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1872، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  9. {الأنفال: الآية 60}
  10. تأملات قصار السور, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-10-2018، بتصرف
  11. فضل سورة العاديات، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-02-2019