فضل-سورة-ص

سورة ص
القرآن الكريم كلام الله تعالى أنْزَله على سيّدنا محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- لهداية النَّاس إلى سواء السَّبيل، وإخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم، وهو المعجزة الخالدة، الذي تكفل الله - سبحانه وتعالى- بحفظه من التحريف والتبديل، وجَعَل تلاوته من أَجَلّ العبادات، وأعظم القُرُبَات، وهو المجموع بين دفتي المصحف الشريف، ويَضُمّ مئة وأربع عشرة سورة، ومن سوره المكية سورة ص، وهي السُّورَة الثامنة والثلاثون بحسب ترتيبها في المصحف الشريف، وعدد آياتها ثمانِ وثمانون، وفيما يأتي بيان فضل سورة ص، وموضوعاتها، وحُكم السَّجدة الواردة فيها.
مضامين سورة ص
بدأت السورة الكريمة بحرف "ص" لبيان إعجاز القرآن الكريم وعَجْز المشركين عن الإتيان بمثلِه، رغم أنّه يتكون من هذه الحروف المُقَطَّعة التي يتخاطبون بها، ورغم اشتهارهم بالفصاحة والبلاغة، [١] وقد أنكرت عليهم رفضهم لدعوة النبي عليه الصّلاة والسّلام، وعنادهم، وتكبرهم عن قبول الحق الذي جاء به، و تحدثت عن عقاب الله -سبحانه وتعالى- للأقوام السّابقة؛ ليكون في ذلك عبرةً لهم، كما تناولت الآيات الكريمة جوانب من قصص بعض الرسل الكِرام عليهم الصّلاة والسّلام؛ تسليةً للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وتثبيتًا لفؤاده، وأشارت إلى بعض مظاهر قدرة الله في الكون؛ فهو -جَلَّ وعلا- خالق هذا الكون، وهو وحده المُستحق للعبادة، وهذا الكون لم يُخلق عبثاً؛ فلا تساوي بين كافر ومؤمن، ومُفْسد ومُصْلِح، بل لا بد من البعث والحساب، والثَّوَاب والعقاب. [٢]
فضل سورة ص
إنَّ تلاوة القرآن الكريم والإقبال عليه من أعظم الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله -سبحانه وتعالى-، وهذا يشمل كلّ سور وآيات القرآن الكريم؛ ويُضاف إليه أن بعض الأحاديث النبوية الشريفة قد خَصَّت سُورًا بعينها بمزيدِ فضلٍ، ومن ذلك ما وَرَدَ في فضل سورة ص، فَعَنْ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، "قالت: كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا تضوَّر مِن اللَّيلِ قال: "لا إلهَ إلَّا اللهُ الواحدُ القهَّارُ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ وما بينَهما العزيزُ الغفَّارُ" "، [٣] أَخْذًا من قوله تعالى: " وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ"، [٤]، فورود هذا الذِكْر عن النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- يَزيد من فضل سورة ص.
وممّا ورد أيضًا في فضل سورة ص ما رُويَ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث قال: " قرَأ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وهو على المنبرِ فلمَّا بلَغ السَّجدةَ نزَل، فسجَد وسجَد النَّاسُ معه، فلمَّا كان يومٌ آخَرُ قرَأها، فلمَّا بلَغ السَّجدةَ، تنشَّز النَّاسُ للسُّجودِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " إنَّما هي توبةُ نبيٍّ ولكنِّي رأَيْتُكم تنشَّزْتُم للسُّجودِ فنزَل فسجَد وسجَدوا" [٥] فهذا ممّا يدل على فضل سورة ص، وقد ذَكَرَ النبي صلّى الله عليه وسلّم سَجْدة سورة ص في موضعٍ آخر، حيث قال: "سَجدَها داودُ توبةً، ونَسجدُها شُكْرًا". [٦] [٧]
حكم سجدة سورة ص في الصلاة وخارجها
وَرَدَتْ السَّجْدة في سورة ص في قوله تعالى: "وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ"، [٨] وقد اختلف الفقهاء في حُكم السّجود لها في الصّلاة؛ فعند الشافعية والحنابلة تَبْطُل صلاة من سَجَد لها إلاَّ أنْ يكون ناسيًا أو جاهلًا، وعند الحنفية والمالكية لا تَبْطُل، أَمَّا خارج الصّلاة؛ فالسّجود لها مُسْتَحَبّ. [٩] [١٠]المراجع[+]
- ↑ الحروف المقطعة في القرآن الكريم, ، "www.alukah.net"، اطلع عليه بتاريخ 31-10-2018، بتصرّف.
- ↑ صفوة التفاسير, ، محمد علي الصَّابوني، ج3، ص 49، دار القرآن الكريم، بتصرّف.
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المُحدّث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 3/103، خلاصة حكم المُحدّث: حسن.
- ↑ {ص: الآية 65 ، 66}
- ↑ الراوي: أبو سعيد الخدري، المُحدّث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2765، خلاصة حكم المُحدّث: إسناده صحيح على شرط مسلم.
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المُحدّث :الألباني، المصدر: صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم:: 956 ، خلاصة حكم المُحدّث: صحيح.
- ↑ مقاصد سورة (ص), ، "www.islamweb.net"، اطلع عليه بتاريخ 31-10-2018، بتصرّف.
- ↑ {ص: الآية 24}
- ↑ حكم سجدة سورة (ص) في الصلاة وخارجها, ، "aliftaa.jo"، اطلع عليه بتاريخ 31-10-2018، بتصرّف.
- ↑ حكم سجود الشكر في الصلاة، ومذاهب الفقهاء في سجدة (ص), ، "fatwa.islamweb.net"، اطلع عليه بتاريخ 31-10-2018، بتصرّف.