شاعر-الغزل-العباس-بن-الأحنف
محتويات
الغزل العذري
يعدُّ الغزل أحدَ أهمّ الأغراض الشعرية التي يكتب فيها الشعراء قصائدهم، ويشتمل الغزل على ذكر بعض المناقب التي يصف بها الشاعر محبوبته، وقد سُمّي الغزل العذري بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة بني عذرة وهي إحدى قبائل قضاعة التي كانت تقطن في شمال منطقة الحجاز، والذي دعا إلى ذلك أن شعراء هذه القبيلة كانوا يكثرون من التغنّي بهذا اللون من الشعر، فقد كانوا عُشّاقًا متيمين بالتغني بالحُبّ، ويعد الشاعر العربي العباس بن الأحنف من أهمّ شعراء العربية الذين كانت لهم بصمة واضحة في هذا اللون من الشعر العربيّ، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن شاعر الغزل العباس من الأحنف. [١]
سيرة العباس بن الأحنف
هو أبو الفضل العباس بن الأحنف بن الأسود الحنفي، من أبرز شعراء العربية الذين تميّزوا بكتابة الغزل الرقيق، يعود في أصله إلى بني حنيفة، لكنّ إقامةَ أهله كانت في مدينة البصرة، نشأ في مدينة بغداد وكانت قصائده سببًا في اتصاله بهارون الرشيد، وأكثر ما يشتهر عن العباس بن الأحنف حبه لفتاة اسمها فوز، والتي كانت تُذكر في قصائده الغزلية، وكان أبو الفضل قد سماها فوزًا لأنها كانت كثيرة الفوز بالمنافسات والسباقات حتى لا يتم التصريح من قبله باسمها الحقيقي.
وكما روى الصوليّ فإن شاعر الغزل ولد في عام 103 للهجرة النبوية المباركة، أما وفاته فقد كانت في عام 192 للهجرة، ومن أبرز شهادات الشعراء البارزين في شعره قول البحتري فيه "إنه أغزلُ الناس"، وهذه الشهادة من شاعر كالبحتري تصفُ ما كان عليه ابن الأحنف من قدرة على صناعة الدهشة الشعريّة في شعر الغزل تحديدًا. [٢]
خصائص الغزل في شعر العباس بن الأحنف
هناك العديد من الخصائص لشعر العباس بن الأحنف في الغزل، وهذه الخصائص هي ما جعلته يتفوق في هذا اللون من الشعر العربي على غيره من شعراء العربية الآخرين، ومن أهم هذه الخصائص ما يأتي: [٣]
- كان شعره شعرَ غزل ولم يكن شعرَ فسق.
- كان غزله نزيهًا شريفًا مطبوعًا.
- كان قد أحسَنَ في فن الغزل لأنه لزم هذا الفن وحده فلم يكن يمدح أو يهجو أو يكتسّب من الشعر.
- يعدّ شعره الغزلي متناهيَ اللطف، رقيق الشعور، متين التركيب، كما أنه يُوصَف بالسهل الممتنع في معظم مقاطع القصائد الشعرية التي كتبها.
- يتميز شعره بلذة الإيقاع الذي تطرب به الأذن والقلب، وهذا يؤثر على سهولة أن يعْلَقَ شعره في أذهان الناس ويصبح سهل التداول.
- كان يُستخدم المعاني الشعرية التي شاعت في زمنه، لكنه كان يُبرزها بأسلوب صافٍ ومتفرد، وفي حُلة شعرية أجمل مما كانت تظهر به المعاني في قصائد الشعراء الآخرين.
مختارات من شعر العباس بن الأحنف
- ألا ليتَ شعري والفُؤادُ عميدُ هوايَ قريبٌ أمْ هوايَ بعيدُ وفي القُربِ تعذيبٌ وفي البعدِ حسرةٌ وما منِهُما إلا عليّ شَديدُ مُعذِّبتي فِيمَ الصُّدودُ ومَا الذي أُفَنِّدُ حتى لا يكون صُدودُ أصدّقتِ حُسّداً وكذّبتِ عاشقًا وليسَ سَواءً عاشقٌ وحَسودُ
- كُنتُ أغنَى النّاسِ كُلّهِمُ عنكِ لَولا الشؤمُ والنّكدُ إنما أبكي على جسدٍ قَد بَراهُ الشّوقُ والكَمَدُ ليتَهم إن عُوقبُوا بدمي وجَدُوا مِثلَ الذي أجِدُ منعوا عَيْني الرّقَادَ وَهُمْ لا يُبالوني إذا رقدوا
- قد خِفتُ أن لا أراكم آخرَ الأبدِ وأن أموتَ بهذا الشّوقِ والكَمَدِ الموتُ يا فوْزُ خيرٌ لي وأروحُ لي من أنْ أعيشَ حليفَ الهمّ والسّهدِ لمّا أتاني كِتابٌ مِنكِ يا سَكَني جعلتهُ شَبَهَ التّعويذِ في عضدُدي يا فوزُ يا زهرة الدّنيا وزينتها أنْضَجتِ قلبي وألبَستِ الهوى كَبِدي ما ضرّ قوماً وطِئتِ اليومَ أرضَهُمْ أن لا يروا ضوءَ شَمْسٍ أخِرَ الأبدِ من جَاورَتْهُ جرَى بالسّعدِ طَالِعُه ومَن رآها فلَن يَخشَى من الرَّمَدِ آمسَتُ بيثربَ لا يأتي لها خبرٌ ولا إذا حجّ بعضُ الناس من بلدي إني أُعيذُكُمُ أن تَطْلُبُوا بدمي يا أهلَ يثربَ أهلَ النّسكِ والرّشَدِ تَتَبّعَ الحبُّ روحي في مَسالِكِهِ حتى جرَى الحبُّ مجرَى الرّوحِ في الجسدِ
المراجع[+]
- ↑ الغزل الأموي (الإباحي والعذري), ، "www.diwanalarab.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 03-11-2018، بتصرف
- ↑ عباس بن الأحنف, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 03-11-2018، بتصرف
- ↑ ديوان العباس بن الأحنف, ، "www.albayan.ae" اطُّلع عليه بتاريخ 03-11-2018، بتصرف
- ↑ ديوان : أبو الفضل بن الأحنف, ، "www.adab.com" اطُّلع عليه بتاريخ 03-11-2018، بتصرف