نظريات-ت.-س.-إليوت-في-النقد
ت. س. إليوت
هو الشاعر الأمريكي الإنكليزي توماس ستيرنز إليوت "بالإنكليزية: Thomas Stearns Eliot"، شاعرٌ ومسرحيٌّ وناقدٌ أدبي كبير وهو أحد أشهر الشعراء الإنكليز في القرن العشرين، ولدَ توماس إليوت في سانت لويس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1888 م ثمَّ انتقل إلى المملكة المتحدة عام 1914 م وأصبح لاحقًا من رعاياها وقد درس في جامعة هارفارد وفي جامعة السوربون في باريس وفي جامعة إكسفورد في بريطانيا، حصلَ إليوت على جائزة نوبل في الأدب عام 1948 م، وتوفي في لندن عام 1965 م، وفي هذا المقال سنتحدث عن شعر إليوت ومسرحياته ونظرياته في النقد.
شعر إليوت ومسرحياته
اشتُهر ت. س. إليوت بالكثير من قصائده الشهيرة وأعماله النقدية ومسرحيَّاته التي ساعدت على إعادة تشكيل الأدب الأوروبي في العصر الحديث، فقد تفلَّت من كل الأساليب الفنِّية والمواضيعِ القديمة للأدب الذي كان قبل الحرب العالمية الأولى، وقد كانت أولى قصائدِه العظيمة هي أغنية حبٍّ ج. ألفرد بروفروك التي كتبها عام 1917 م، والتي أظهرَت أسلوبَه المميَّز وإبداعه الحديث في الكتابة وقد أضاف من خلالها صفات جديدة إلى الشعر الإنكليزي، بالإضافة إلى قصيدة الأرض اليباب والتي أحدثَت الضجَّة الكبرى في الأوساطِ الأدبيَة الغربيَّة، وقصيدة أربعاء الرماد التبي كتبها عام 1930 م والتي تعتبر موسيقية فيها نبضات دينية ومختلفة عن ما سبقَ وكتبه.
وآخر قصيدة كتبها الأرباع الأربعة تحتوي على كثير من المعاني الدينية العميقة والمذهلة، وتنطوي على تأملات في الزمن والاستدامة وهي مؤلفة من أربعة أقسام: "بيرت نورتون، إيست كوكر، الاستنقاذ الناضب، لتل جندج". وكتب إليوت أيضًا العديد من المسرحيات، منها اغتيال في كاتدرائية عام 1935 والتي كانت أولى مسرحياته، وحفلة الكوكتيل عام 1950 م التي بدَت كمسرحية هزلية لكنَّها ناجحة وفي الحقيقة انطوَت على عمل ديني متصوِّف، واجتماع عائلة عام 1939 م، والكاتب السريُّ عام 1954 م [١].
قصيدة الأرض اليباب
أحدَثت قصيدة الأرض اليباب ضجَّةً كبيرة من بين كلِّ القصائد التي كتبها إليوت عندما نشرها في عام 1922م، فقد رأى بعض النقاد والأدباء على أنَّها عمل فائق الروعة، بينما قالّ عنها نقَّادٌ آخرون بأنها خدعة، وتتضمَّنُ قصيدةُ الأرض اليباب الطويلة الكثير من التلميحاتِ الأدبيَّة الغامضةِ، وهي تعكسُ ما رآه إليوت من جفافٍ في القيم الروحية في أوروبا مقارنةً بما كانت عليه في الماضي، حيثُ يقولُ في أحد مقاطعها: [٢]
"ما هذه الجذور المتشبِّثةُ، أيَّةَ غصونٍ تنمو من هذه النفايات المتحجِّرة
يا بن آدم أنت لا تقدرُ أن تقول أو تحزرَ لأنَّكَ لا تعرفُ غيرَ كومةٍ من الأصنام المُكسَّرة".
ويقولُ في مقطع آخر:
"نيسانُ أقسى الشهور
يخرجُ الليلك من الأرض الموات
يمزجُ الذكرى بالرغبة، يحرِّكُ
خاملَ الجذور بغيثِ الربيع".
نظريات إليوت في النقد
أسهم إليوت إسهاماتٍ كبيرة ومؤثرة في مدرسة النقد الأدبي الحديثة التي دعا إليها، ويعدُّ واحدًا من أعظمِ النقَّاد في القرن العشرين رغم أنَّه قلَّل من عملِه كناقد، حيثُ يعتقدُ إليوت بأنَّ الفن لا ينبغي أن يُفهمَ مجرَّدًا، بل يجبُ أن يُفهم في سياقِ الأعمال الفنِّية السابقة، واعتُبرَت هذه المقالة واحدة من أهم أعمال مدرسةِ النقد الحديثة، كذلكَ اعتَبر أنَّ التقليدَ والموهبةَ الفرديَّة أبقَت العامَّة بعيدة عن الانخراطِ في الأدبِ. وهناك فكرةُ المعادل الموضوعي التي كانت الرابطَ لكلمات النصِّ بالأحداث وأحوال الذهن والخبرات في مقالة "هملت ومشاكله".
وقد أدَّت هذه الفكرةُ إلى أنَّ القصيدةَ تعني ما تقولُه بالتحديد، لكنَّها تقترحُ وجودَ حكَمٍ غير ذاتيٍّ مبنيٍّ على تعدد القراءات والتي ربَّما تكونُ مختلفةً. إضافةً إلى أن النقَّاد الجددَ أخذوا من تلميحاتِ إليوت -خاصَّة فيما يتعلق بمثاليَّاته الكلاسيكية وأفكارَه الدينيَّة- اهتمامه بشعر ودراما القرن السابع عشر وازدراءه للرومانسيين مثل شيلي. وقد كانَت مقالات إليوت عاملًا هامَّا في أعادةِ الاهتمامِ بالشعراء الميتافيزيقيين لأنَّه كانَ يفضِّل قدرةَ الشعراءِ الميتافيزيقيين على عرض الخبرةِ بشكلٍ فلسفيٍّ وحسيٍّ في آن واحدٍ بشكلٍ فريدٍ، وقد أعطَت مقالته "الشعراء الميتافيزيقييون" الشعرَ الميتافيزيقي أهمِّيةً، واعتبرَ البعض أنَّ تعريفَه للحسِّ الموحَّد يعني ما تعنيه كلمة "ميتافيزيقي" [٣].المراجع[+]
- ↑ توماس ستيرنز إليوت, ، "www.adab.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-11-2018، بتصرف
- ↑ الأرض اليباب, ، "www.adab.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-11-2018، بتصرف
- ↑ ت. س. إليوت, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-11-2018، بتصرف