سؤال وجواب

موضوع-عن-موقع-التواصل-الاجتماعي


موقع التواصل الاجتماعي

تقدّم العلمُ تقدمًا مذهلّا ومتسارعًا، خصوصًا في السنوات الأخيرة التي فتحت المجال أمام شبكات الاتصال والتواصل للانتشار في جميع مناطق العالم دون استثناء، خصوصًا شبكات التواصل الاجتماعي، فقد ظهر أكثر من موقع تواصل اجتماعي على شبكة الإنترنت، ومن أشهرها: موقع فيس بوك وموقع تويتر وموقع انستغرام وموقع واتس آب وغيرها من المواقع الأقل شهرة، ممّا أسهمَ في زيادة الاتصال والتواصل بين الناس، وأصبحت الرسائل الاجتماعية تصل إلى الناس خلال ثوانٍ معدودة، كما أصبحت إمكانية التواصل من خلال هذه المواقع تحدث بالصوت والصورة، بالإضافة إلى إمكانية نشر الفيديوهات والكلمات والمقاطع الصوتية المختلفة.

قدّم موقع التواصل الاجتماعي -بغض النظر عن هذا الموقع ومسمّاه- العديد من الفوائد المذهلة، أهمها أنّه سهّل عملية تبادل الأفكار بين الناس، كما أسهم في تعارف الناس على بعضهم البعض بشكلٍ أسرع، وأزال الكثير من الحواجز والقيود الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وأصبحت إمكانية التحدث مع الأشخاص سهلة جدًا مقارنةً فيما سبق، إذ يكفي إرسال رسالة نصية أو صوتية أو حتى مقطع مصوّر إلى الشخص الآخر لإيصال فكرة ما وفي أيّ وقت، دون أن يكون هناك أي ضرورة إلى رؤية هذا الشخص بشكلٍ شخصي، أو تنسيق موعد معه.

ساعد موقع التواصل الاجتماعي في تبادل الآراء وشتى أنواع العلوم والآداب والكتب، كما أسهم في زيادة المعرفة بين الشعوب ونشر الثقافات المختلفة لها، وأعطى فرصة رائعة للباحثين عن التسلية والترفيه لممارسة هواياتهم، كما أصبح منصة للكثير من الناس كي ينشروا مناسباتهم الاجتماعية، ويدعون الآخرين إلى مناسبات مختلفة تخصّهم، وساعد في انفتاح المجتمعات والأشخاص بشكلٍ كبير.

على الرغم من أنّ موقع التواصل الاجتماعي جعل من العالم بمثابة قرية صغيرة، إلّا أنّه يحمل الكثير من السلبيات، أهمها أنّه قلل من التواصل الجسدي واللقاء الحقيقي بين الأشخاص، وزاد من العزلة الاجتماعية، وطوّر فكرة الصداقة الافتراضية والوهمية التي قد تُبنى في كثيرٍ من الأحيان على الكذب والخداع، كما سمح للكثير من الأشخاص بنشر أفكارهم الخاطئة والمتطرفة، والتي تُشجّع على الكراهية والطائفية، مما خلق العديد من المشاكل والصراعات، وهذا من أكثر الأمور التي شجعها موقع التواصل الاجتماعي؛ لأنّه أعطى فضاءً مفتوحًا لجميع الناس كي يُعبّروا عمّا يدور في أذهانهم دون أي رقيب، وهذا فتح المجال أمام كثير من الناس إلى الانجراف وراء أفكار آخرين، دون أن يكلّفوا أنفسهم عناء البحث عن مصدر هذه الأفكار فيما إن كانت صحيحة أم خاطئة.